لم تلتصق اسم ثورة بالمرأة مثلما حدث في البحرين، المرأة الثائرة المنادية بالحرية والكرامة، و المرأة الصحفية التي دفعت ثمن كشفها للحقائق في البحرين من مهنتها وارتقائها في وظيفتها. وكان للمرأة أدوار كثيرة مرئية منها وغير مرئية، كناشطة سياسية وشاعرة ومتضامنة مع والدها أو أخيها المعتقل، إضافة إلى المعاناة التي قد تعجز وسائل الإعلام عن التقاطها وتسجيلها لأمهات النشطاء وزوجاتهم. بدأت الثورة البحرينية في تصعيدها بعد نجاح ثورتي مصر وتونس في إسقاط رؤوس الأنظمة المستبدة، مما أعطى دفعة للشعب البحريني للتمسك بمطالبه في 14 فبراير 2011 وكان للمرأة البحرينية حضور واضح في تلك المشاركات كما نقلتها وسائل الإعلام المرئية وموقع اليوتيوب. في بداية الثورة البحرينية وفي ميدان اللؤلؤة، الذي تم تشبيهه حينها بميدان التحرير، تجلى نجم الناشطة الشابة آيات القرمزي في ميدان اللؤلؤة التي استغلت مواهبها الشعرية في حشد الناس ضد حمد بن خليفة أمير البحرين، تقول آيات : لا نريد العيش في قصر ولا نهوى الرئاسة نحن شعب يتقل الذل ويغتال التعاسة نحن شعب يهدم الظلم بسلم من أساسه نحن شعب لا نريد الشعب يبقى في انتكاسه وفي قصيدة أخرى تداولتها مواقع اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي تصور فيها إبليس يحاور حمد الذي يفوقه شرا، للدرجة التي يطلب فيها الشيطان من حمد أن يكف عن ظلمه، يقول إبليس: يا حمد خاف الله فيهم قلبي يتقطع عليهم انه وانا إبليس والله ودي احط ايدي بإيديهم وانقلب ضدك ياطاغي واسجد الساعة النبيهم ودخلت قوات الأمن منزل آيات القرمزي 30 مارس، ولم يجدوها، وهددوا إن لم تسلم نفسها ستقتل أبناء الأسرة الأربعة. وبعد اعتقالها وإجبارها على اعترافات كاذبة تناقلت أنباء أنها في مستشفى عسكري لعلاجها من آثار التعذيب الذي تعرضت له، وكتبت صحيفة "الاندبندنت" في يونيو 2011 تفاصيل أخرى تحت عنوان "منظمة العفو الدولية للنظام البحريني : الحرية لآيات الآن" ووفقا لتقرير المنظمة فقد تعرضت آيات للضرب في وجهها بكابلات الكهرباء، واحتجزت في زنزانة صغيرة، ونقلت مصادر حقوقية أنهم كانوا يضعوا يديها في مراحيض الحمام وهم يحققون معها. في 12 يونيو 2011، حُكم عليها بالسجن سنة واحدة من المحكمة العسكرية بتهمة الاشتراك بالتجمهر بغرض ارتكاب الجرائم والتحريض على كراهية النظام.وفي 13 يوليو 2011، أفرج عن الشاعرة آيات القرمزي ووضعت قيد الإقامة الجبرية في منزلها. وبعد أيام من الإفراج عنها قالت آيات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أنها ستكمل نضالها السلمي بالكلمة الصادقة. ومن فتيات الثورة البحرينية البارزات مريم الخواجة بنت الناشط البحريني المعروف عبد الهادي الخواجة التي حصلت مريم على جائزة "ستيج لارسون" تقديرا لشجاعتها في النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين من خلال استخدامها للإنترنت وعقد للندوات المستمرة التي استطاعت من خلالها تسليط الضوء على انعدام العدالة في البحرين. ومن المشاركات البارزات في الثورة البحرينية أيضا زينب الخواجة الناشطة البحرينية والحقوقية واشتهرت باسمها المستعار العربية الغاضبة، وعرفت كذلك بوقوفها بجوار والدها عبدالهادي الخواجة في محنته، ودخلت في إضراب عن الطعام مطالبة بالإفراج عنهم استر من 10 أبريل إلى 20 إبريل. وفي 21 مايو 2012 قضت محكمة بحرينية بتغريم زينب 200 دينار بحريني لإهانة موظف حكومي، وفي 24 مايو قضت عليها المحكمة بشهر بسبب اعتداءها على شرطيات والسب والتجمهر، وأفرج عنها بكفالة مالية في 29 مايو. وآخر اعتقالاتها كانت في 21 أبريل حيث اعتقلت زينب أثناء مشاركتها في احتجاجات ضد إقامة فورملا1 في البحرين. ووفقا لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" في البحرين، فإن عدد الانتهاكات التي مارسها النظام ضد النساء في البحرين خلال العامين الماضيين منذ انطلاق الثورة في 14 فبراير 2011 وصل إلى 231 معتقلة. تقديرا لدور المرأة في الثورة البحرينية تم تخصيص "يوم المرأة البحرينية المناضلة" في 17 مارس من كل عام، وهو اليوم الذي سقطت فيه أول شهيدة في الثورة البحرينية بهية العرادي.