قال الدكتور والناقد الأدبى محمد فتوح أستاذ الأدب العربى بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية، "هل نحن حقا قمنا بثورة وأنجزنا هذ الثورة، حتى نطالب أنفسنا بأدب يوثق الثورة، نحن الآن لن ننجز شيئا، فنعم أسقطنا طامة وتمثال مبارك والتوريث، لكن ماذا حدث؟ لم نصنع شيئا، وتوقف دولاب الحركة منذ سنتين، فلم يبقى هناك إلا النداغون والنائحون والصائحون والمجاهرون ب "الثورة.. الثورة" ثم ماذا، فأنت لا تطالب بأدب للثورة إلا إذا تحققت الثورة، فأين الثورة إذن. وأضاف د. فتوح، أن كل الثورات الحقيقة لا تفرز من يتحدث باسمها حق الحديث، إلا بعد مضى فترة من الزمن، لأن الأديب ليس كشاشة الردار، فالأديب كتلة من المشاعر وحزمة من العواطف والانفعالات، فهو يمر بأربعة فترات، الأولى يراقب فيها الأحداث، ثم فى حاجة إلى بعض الوقت ليتمثل الأحداث، ثم فى حاجة إلى فترة ثالثة لكى يتخذ موقفا "مع أو ضد" ثم فى حاجة إلى فترة رابعة، لكى يعبر عن هذا الموقف. وتابع د. فتوح، أن ثورة مصر 1952 كان توفيق الحكيم فى هذه الفترة فى ذروة عطائه الإبداعى، فإذا به يصمت صمت القبور حتى 1956حينما أنتج مسرحية الأيدى الناعمة، أى أنه كان فى حاجة إلى ثلاث سنوات كى ينظر إلى هذه الأحداث، ثم يفهم تلك الأحداث، ثم يأخذ موقفا من هذه الأحداث ثم يعبر عن هذا الموقف، أم نجيب محفوظ فصمت حتى 1957 حينما أنتج ثلاثيته الرائعة بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، بالرغم أنه كان ينتج كل عام كتاب أو رواية ففى عام 1943القاهرة الجديدة وفى 1944خان الخليلى و1945ذقاق المدق و1946 السراب و1948البداية والنهاية. واختتم د. فتوح أن هذا هو شأن الأدب، فالأدب ليس انعكاسا مباشر أو تلقائيا، وإنما فى حاجة إلى تمثل، والتمثيل لا يكون فى أيام أو شهور بل يحتاج إلى سنين.