GMT 0:00 2013 الجمعة 15 فبراير GMT 2:49 2013 الجمعة 15 فبراير :آخر تحديث مواضيع ذات صلة بيروت بينما كان الرئيس رفيق الحريري يطفىء امس، ومن ضريحه «الشمعة الثامنة» لرحيله المضرج بجريمةٍ كسرت التوازنات الاقليمية وقلبت الموازين الداخلية، كانت «العين» في ذكرى «14 فبراير» على «14 آذار» واذا كانت «شعلة ثورة الارز» تنطفىء لتتحوّل مجرد ذكرى غابرة، تحت وطأة «الغبار» الذي لم يعد يُخفي التباينات التي شقّت طريقها الى قوى «انتفاضة الاستقلال» من بوابة عناوين «تكتية» كادت ان تشقّ صفوف تحالفٍ كرّسته «معمودية دم» من وحي «الروح» العابرة للطوائف التي انبعثت من تحت ركام الانفجار الذي أحدثه الطن ونصف طن من البارود عند الواجهة البحرية لمدينة بيروت. خصوم وحلفاء، شخصت أنظارهم على مجمع «البيال» حيث أحيت قوى «ثورة الارز» امس، ذكرى الحريري تحت شعار «كانت الحقيقة حلم رح نعمل الحلم حقيقة»، وفي لحظة لبنانية مفصلية و14 آذارية اشتمّ منها البعض رائحة «فصل» بين الحلفاء الذين تداركوا «غيمة « قانون الانتخاب الذي تفرّقوا وانقسموا حوله على «خطوط طائفية» وعادوا الى كنف «البيت الوطني» الذي شكّلته 14 آذار ك «فكرة وروح» على قاعدة «بدنا نعيش سوا». 3500 شخصية حضرت الى «البيال» إحياءً للذكرى التي اقيمت للسنة الثالثة على التوالي في قاعة مقفلة بعدما تعوّدت 14 آذار ان تحتفل بها حتى ال 2010 في مهرجان شعبي ضخم في «ساحة الشهداء»، قبل ان تعدل عن هذه «المشهدية الجماهيرية» نتيجة الاحتقان السياسي والمذهبي في البلاد والمخاطر الامنية التي تحاصر قادة «ثورة الأرز». ذكرى 2013 اختلفت عنها في الاعوام السابقة بالمفارقات الآتية: * إطلالة الرئيس سعد الحريري على الحاضرين عبر شاشة عملاقة، علماً انها السنة الثانية على التوالي التي يغيب فيها عن الذكرى في بيروت نتيجة اعتبارات امنية. * غياب هو الاول من نوعه لكل من الرئيس امين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن المناسبة والمنبر، وذلك نتيجة المخاطر الامنية التي يرتّبها الانتقال الى مكان الاحتفال ولا سيما بعد محاولة اغتيال جعجع داخل مقره في معراب في ابريل الماضي وتوالي التحذيرات من لوائح اغتيال لا تزال «قيد التنفيذ». ورغم المحظورات الامنية التي حتّمت «المشهد الناقص» الذي رسمه غياب أقطاب 14 آذار الرئيسيين عن ذكرى الحريري، فان اوساطاً سياسية «استهولت» هذ المشهد غير المسبوق لقوى «ثورة الارز» معربة عن اعتقادها ان الضرورات السياسية كانت تملي مشهداً جامعاً على اعلى مستوى لقادة 14 آذار يبدّد اي انطباعات تركها الخلاف حول قانون الانتخاب، ويطلق دينامية جديدة لهذا الفريق سواء لملاقاة الاستحقاق النيابي في الداخل، والتحديات الخارجية المرتبطة بالأزمة السورية على حدّ سواء. وما جعل مناسبة 14 فبراير 2013 تكتسب رمزية اضافية انها جاءت قبيل تحوّل «حلم الحقيقة» في جريمة اغتيال الرئيس الحريري «حقيقة» فعلية مع بدء العد التنازلي للمحاكمات الغيابية على قوس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 25 مارس المقبل مبدئياً لاربعة متهَمين من «حزب الله»، علماً ان «الحقيقة» كانت الشعار الذي ظلّل مهرجانات 14 آذار منذ «انتفاضة الاستقلال» في 14 مارس 2005 وما اعقبها من «كرّ وفرّ» سياسي وامني، اختصره عنوان المحكمة الدولية الذي تدرّج في المشهد اللبناني، منذ وصول لجنة تقصي الحقائق الدولية بعد 11 يوماً على جريمة 14 فبراير 2005 و«توصيتها» بتشكيل لجنة تحقيقٍ دولية بدأت عملها في يونيو 2005، الى قيام المحكمة ذات الطابع الدولي بالقرار 1757 الذي صدر تحت الفصل السابع في 30 مايو 2007، وما رافق هذه الولادة «القيصرية» وأعقبها من اهتزازات لم يخرج معها لبنان من «فم التنين». وتبعاً لذلك، حاولت 14 آذار من خلال احتفال «البيال» مساء امس والذي تخلله عرض شريط وثائقي وتحية وجدانية فنية الى روح الرئيس الحريري ورفاقه الشهداء وكلمة لمنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد وكلمات للمجتمع المدني، استجماع قواها والردّ على المشككين بانها «تحتضر»، فعاودت إحياء «خطابها الوطني» المرتكز على ثوابت سياسية تحت عناوين العيش المشترك المسيحي - الاسلامي، ورفض «هيمنة وغلبة السلاح» و«العبور الى الدولة» ووقف «آلة القتل» و«السلام اللبناني». وقد عكست الرسالة التي وجّهها الدكتور جعجع عشية ذكرى 14 فبراير عبر شاشة تلفزيون «المستقبل» اتجاهاً واضحاً لاستيعاب ذيول الخلاف حول قانون الانتخاب من خلال اصراره على مخاطبة الرئيس سعد الحريري قائلاً: «الى رفيق الدرب سعد الحريري ان استشهاد والدك فجّر الثورة الجديدة والاستقلال الثاني مع انه ضمن سياق استشهادات من بشير الجميل وكمال جنبلاط وغيرها، وأعاهدك أننا سنكمل المسيرة سوياً رغم اختلافنا بشأن قانون الانتخابات وهذا أمر طبيعي، امامنا طريق طويل وعلى أكتافنا كلّنا في قوى 14 آذار تقع مسؤولية ايصال ثورة الأزر الى تحقيق كل اهدافها ولا شك لدي ولو لحظة بذلك». كما انتقد جعجع محاولات «شيْطنة» الطائفة السنية في لبنان، معلناً «لا يزايد احد علينا في مسألة الدفاع عن الجيش ومناصرته، لكن ثمة من يريد استغلال حادثة عرسال، وانا أرى أن ثمة محاولات لتصوير السنة أنهم متطرفون، والتيار الوطني الحر (بقيادة العماد ميشال عون) هو المكلّف بمسألة تصوير السنّة كذلك». على ضريح الحريري بدل الوردة وردتان في 14 فبراير من كل عام منذ ال 2005، يتحوّل ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في باحة مسجد محمد الامين في وسط بيروت ساحة «دموع وشموع»، ومساحة ل «الحبايب» الذين يتقاطرون ولسان حالهم... «ابو بهاء اشتقنالك». في 14 فبراير من كل عام، يفتح الحريري، الذي اغتيل لقفل بيته السياسي، ابواب ضريحه امام محبيه الذين يأتون كل سنة مع وردة إما بيضاء بلون السلام او حمراء بلون الحب. وهذه السنة، لم يكن ضريح الرئيس الشهيد هو الوحيد الذي استقطب الوردة والدمعة، فإلى جانبه يرقد منذ 19 اكتوبر الماضي رفيقه اللواء وسام الحسن الذي اغتيل ب «تأخر» ثمانية اعوام عن موكب الحريري ورفاقه الذي غاب عنه ثم التحق به. وفي زحمة الاكاليل الموقّعة باسماء شخصيات سياسية من مختلف الاتجاهات وأنجال الرئيس الحريري أطلّ اكليل على شكل قلب كبير أحمر اللون كُتب عليه «رفيق عمري» وهو من زوجته السيدة نازك التي كانت لها في المناسبة كلمة اكدت فيها أن «قيام الدولة والسيادة لا يكون إلا والنقاش والدراسة وتطوير الرؤى والتعاون والعيش المشترك وحماية المحكمة الدولية».