وأنها لا تعرف من الديمقراطية سوي القشور, وأنها لا تتورع عن اللجوء لأقسي الأساليب لإخفاء الحقيقة. وخير شاهد علي ذلك قصة السجين إكس التي فضحتها الصحافة الاسترالية قبل أيام, حيث انتحر مواطن من اصل استرالي يدعي بن زيجير هاجر إلي إسرائيل قبل عشر سنوات, ويعتقد انه كان يعمل مع جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد. زيجير احتجز منذ2010 في مكان سري, حتي إن العاملين في السجن لم يكونوا يعرفون من هو علي وجه الدقة, وعقب انتحاره تحصنت تل أبيب خلف ستار الصمت, وقيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتيانتاهو اجتمع مع رؤساء تحرير الصحف في بلاده, طالبا منهم الامتناع عن نشر اي تقارير عن انتحار اكس. الواقعة تدلل علي أن إسرائيل تستغل اليهود الغربيين الذين يهاجرون إليها في عمليات تجسس واسعة النطاق داخل مجتمعاتهم وفي غيرها, علي أساس أنهم أدري بثقافات تلك البلاد وعادات وتقاليد أهلها. ونتساءل: عما إذا كانت المنظمات والهيئات الدولية المعنية بمتابعة أوضاع حقوق الإنسان في العالم سوف تتحرك وتقيم الدنيا وتقعدها, لمعرفة ملابسات انتحار اكس وسبب اعتقاله من الأصل, أم أنها ستتجاهل القضية برمتها, خوفا من سطوة إسرائيل؟ إن صمتت وتجاهلت الموضوع فإنها ستفقد مصداقيتها ولا يحق لها بعد هذا جلد بلدان العالم بما تصفه بانتهاكات حقوق الإنسان, ولابد أن تكون إسرائيل تحت القانون الدولي وليس فوقه.