عرض جراحون أمريكيون صوراً ومقاطع فيديو لعملية جراحية وصفت بالمعجزة تم فيها إعادة زرع يدين لجندي أمريكي فقد أطرافه الأربعة عندما تعرض لهجوم إبان خدمته في فترة الاحتلال الأمريكي للعراق . وقال الجندي الذي يدعى بريندان ماروكو إنه بات يأمل في أن يتمكن بعد هذه العملية من ممارسة السباحة وقيادة السيارة بعد خضوعه لهذه العملية . وأضاف "كل ما أريده هو أن أحصل على أقصى ما أستطيع الحصول عليه من هذين اليدين، وعندما تتحقق أهدافي، أنزعهما وأرميهما إلى أبعد ما يمكن" . وكان بريندان يتحدث في مؤتمر صحفي عقد في جامعة جونز هوبكينز عقده الجراحون الذين أجروا هذه العملية المضنية والمعقدة والتي استغرقت 13 ساعة . وقبل خضوعه لهذه العملية، كان بريندان يستخدم ساقين اصطناعيتين، لكنه كان يمقت افتقاده لذراعيه . وقال بريندان: "أنت تتكلم بيديك، وتفعل كل شيء بيديك، وعندما تفقدهما تشعر بضياع" . وكشف أن رغبته الأهم هو أن يقود سيارته المركونة في كراج منزله منذ ثلاث سنوات . وأضاف "لطالما أحببت قيادة السيارات، وأنا أتطلع حقاً إلى العودة إلى ذلك وأن أعود رياضياً من جديد" . ورغم أنه لا يتوقع ان يتفوق في رياضته المفضلة كرة القدم، إلا أنه قال إنه يحب أن يسبح وينافس في سباقات الماراثون باستخدام يديه . وقد اعتبر الأطباء روحه المرحة وتفاؤله علامة على أن ذراعيه ويديه ستتعافيان بشكل أسرع خلال عامين أو ثلاثة . وأشاد الدكتور جايمي شورس الذي شارك في تنفيذ هذه العملية الجراحية، بمثابرة بريندان وقال إنه كان يحاول استخدام يديه بالرغم من افتقاده للإحساس في أصابعه . وقال إن بريندان يتوق لبذل المزيد في الوقت ذاته الذي تترمم فيه أعصاب وعضلات يديه التي تنمو ببطء . وأعرب الدكتور شورس عن أمله في أن يتمكن بريندان من استخدام يديه في كل شيء مع استمرار الوقت وبذله لمزيد من الجهد . وتعتبر هذه العملية سابع عملية زراعة أيدي تجرى في الولاياتالمتحدة، وبريندان هو أول جندي - في حرب العراق - ينجو من الموت بعد فقدانه لأطرافه الأربع . وقد حصل بريندان على اليدين المزروعتين من متبرع متوفى، وحصل أيضاً على نخاع عظمي من نفس المتبرع لتقليل العقاقير والطبابات اللازمة لمنع رفض الأعضاء . وأشرف الدكتور أندرو لي إختصاصي الجراحة البلاستيكية في مستشفى جامعة جونز هوبكينز على الفريق الذي نفذ هذه العملية التي أجريت في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي . وقال الأطباء إنهم سمحوا لبريندان بالخروج في الأسبوع الماضي لكنه سيتلقى علاجاً مكثفاً لفترة عامين في المستشفى وفي مركز طبي عسكري . وقال الدكتور لي: "بعد الخضوع لجراحة كبرى، تتجدد الأعصاب البشرية بمعدل بوصة واحدة كل شهر، ويكون النمو بطيئاً بيد أن النتيجة ستكون محفزة" . وبخلاف عمليات زراعة القلب أو الكبد التي تستهدف إنقاذ الحياة، يكون الغرض من عمليات زراعة الأعضاء تحسين نوعية الحياة "وليس تمديدها" . ونوعية الحياة تعتبر قضية مهمة للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يفقدون أرجلهم وأذرعهم . وقد أشرف الدكتور لي على ثلاث من عمليات زراعة الأطراف عندما كان يعمل في جامعة بيتسبرغ، وشملت تلك العمليات عملية زراعة لجزء مبتور فوق الكوع كانت الأولى من نوعها في 2010 . وقال الدكتور لي "إن عملية بريندان كانت الأكثر تعقيداً مشيرا إلى أنهم لن يدركوا مدى مقدرة بريندان على استخدام يديه "الجديدتين" إلا بعد سنة من الآن لان سرعة تجدد الأعصاب تبلغ في حدها الأقصى بوصة في الشهر، ونحن سنكون بحاجة لعامين حتى نتبين مدى تعافي بريندان" . وعندما كان يعمل في بيتسبرغ، ابتكر لي طريقة الكبح المناعي التي استخدمت في عملية بريندان . وأشرف على خمس عمليات زراعة أيدي، وفي هذه العمليات كان الدكتور لي يمنح مرضاه نخاعاً عظمياً من المتبرعين إلى جانب الأعضاء الجديدة . ويقول الأطباء إن تقليل العقاقير المقاومة لرفض الأعضاء، ضروري لأن هذه العقاقير تتسم بآثار جانبية وتزيد مخاطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل . وهذه المخاطر تحد من رغبة الجراحين والمرضى لإجراء مزيد من جراحات اليد والذراع وحتى الوجه .