علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين، وكالات (عواصم) - أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، وتم اعتقال 8 آخرين خلال اعتداءات إسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة أمس، فيما تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإطلاق سراح جميع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط قلق أوروبي بشأن تدهور صحة أربعة منهم مضربين عن الطعام لفترات طويلة. وقمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية تضامناً مع الأسير المقدسي سامر العيساوي المضرب عن الطعام، وإحياء للذكرى السنوية الرابعة والأربعين لانطلاقة «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين». على الطريق الرابط بين بلدتي بدو والجيب شمال غرب القدس، حيث أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع على المشاركين فيها بالقرب من بوابة مستوطنة «حدشا» اليهودية التي تقسم أراضي بدو، ما أسفر عن إصابة 40 منهم بجروح وحالات اختناق. وعرف من بين المصابين عضو اللجنة المركزية للجبهة سائد أبو عيد وعضو هيئة العمل الشعبي في قرى شمال غرب القدس سعيد يقين. إلى ذلك، قال فلسطيني يُدعى إبراهيم عابدة إن مستوطناً وجنوداً إسرائيليين كانوا يحمونه منعوا أفراد عائلته من زراعة أرضهم البالغ مساحتها 50 دونماً في قرية وادي رحال جنوب بيت لحم، والمحاذية لمستوطنة «عفرات»، بحجة أنهم ينوون شق طريق من وسطها. وأضاف أن المستوطنين يقومون تكراراً بتجريف تلك الأرض، ومنعهم من زراعتها بعد استصلاحها . وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم ثلاث وفتشت منازل فيها، واعتقلت 5 فتيان فلسطينيين هم: نور إبراهيم ثوابتة ( 14 عاماً) ومحمد جهاد طقاطقة (14 عاماً) وفرحان حسام قواسمة (15 عاماً)، خالد طارق طقاطقة (16 عاماً) ومحمد نسيم طقاطقة (16 عاماً). كما اعتقلت رسام الكاريكاتير في صحيفة «الحياة الجديدة» الفلسطينية محمد سباعنة لدى عودته من الأردن متوجهاً إلى جنين. ويدافع سباعنة برسوماته عن فلسطين في وجه الاحتلال، ويعمل موظفاً في دائرة العلاقات العامة في الجامعة العربية الأميركية في جنين، إلى جانب عمله في الصحيفة التي نشر فيها أمس رسما كاريكاتيريا يظهر مسجد قبة الصخرة المشرفة محاطاً برجال ونساء وكتف في أعلاه سور القدس. وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أيضاً أنها اعتقلت فلسطينيين قرب مستوطنة «مجدال عوز» التابعة لمجمع مستوطنات «جوش عتصيون» الضخم جنوب بيت لحم بدعوى إطلاقهما النار على المستوطنة. وزعمت أنها ضبطت بحوزتهما سلاحاً من صنع محلي. في السياق ذاته، أكد الرئيس الفلسطيني عباس أن قضية الأسرى الفلسطينيين ستكون أهم قضية في أجندة اجتماعه مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في رام الله خلال زيارته المنطقة يوم 20 مارس المقبل. وقال عباس خلال زيارته خيمة المتضامنين مع الأسرى المضربين عن الطعام في ساحة بلدية البيرة مساء أمس الأول، «أعدكم وأقول لكم: كما حققنا الدولة قبل شهرين (حصول فلسطين على وضع دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة يوم 29 نوفمبر الماضي)، سنحقق الإفراج عن كل أسرانا إن شاء الله. إن وفداً أميركياً سيأتينا برئاسة وزير الخارجية (جون كيري)، ووفداً آخر سيأتي برئاسة رئيس الولاياتالمتحدة ثقوا تماماً بأنه لن يكون على رأس جدول أعمالنا إلا أسرانا». واستمع عباس إلى شرح من أمهات الأسرى لمعاناتهم في السجون الإسرائيلية. وقال «نحن مع أسرانا، مع أبناء أسرانا، مع عائلاتهم. نعرف معاناة الجميع ونعرف ماذا يعني الأسير بالنسبة لعائلته وأهله. بالتأكيد، أولى الأولويات هي إطلاق سراح الأسرى ولذلك نحن نصر على هذا. وجدد مطالبة إسرائيل بتنفيذ الاتفاقات المبرمة سابقاً لتحرير الأسرى، موضحاً «الاتفاق الأول حول الأسرى يعود إلى ما قبل عام 1993، كذلك هناك اتفاق مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) السابق إيهود أولمرت على إطلاق سراح ألف أسير، ونطالب بتطبيق الاتفاقات». وأعلن وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع في بيان أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية يجريان اتصالات مكثفة لمنع حدوث كارثة للأسرى المضربين عن الطعام، فيما ذكرت وكالة «فرانس برس» أن اتصالات جرت خلال الساعات الماضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث إمكانية حل هذه القضية. ودعت المنسقة العليا بالاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية كاثرين آشتون، إسرائيل إلى احترام التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان تجاه جميع الفلسطينيين المحتجزين في سجونها. وقالت في بيان أصدرته في بروكسل «إنني أتابع بقلق التقارير الصادرة بشأن الحالة الصحية المتدهورة لأيمن الشراونة وسامر العيساوي وجعفر عز الدين وطارق قعدان المضربين عن الطعام منذ فترة طويلة». كما جددت رفض الاتحاد الأوروبي للاعتقال الإداري من دون محاكمة. وقالت «بموجب القانون الدولي، يحق للمحتجزين الاطلاع على أسباب أي اعتقال وتحديد شرعية اعتقالهم بدون تأجيل غير ضروري، وإجراء محاكمة نزيهة بدون تأجيل غير مبرر».