الاثنين 18 فبراير 2013 06:10 مساءً أصاب البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي الصادر يوم 15 فبراير لعامنا هذا شعب الجنوب بالدهشة والحيرة , وتقافزت علامات التعجب والاستفهام ورأيت الناس يضربون أخماساً في أسداس لحل معادلة ماهية هذه المنظمة الدولية ومهامها , وأهدافها وبأي مسوغ قانوني وتحت أي بند أقحمت اسم السيد الرئيس علي سالم البيض في بيانها هذا المستند على تقارير لا ندري ممن ومن أين تلقاها . لم تنظر المنظمة الدولية لشخصية السيد البيض كقائد حراك جنوبي ينادي بفك الارتباط بعد وحدة طوعية اندماجية مع نظام صنعاء تم الغدر بها , ووأدها وهي وليده , ثم فرضها بالقوة بعد تعميدها بالدم في 7/7/1994م .. لقد حاول أهل الجنوب بكل السبل تصحيح مسار الوحدة , وإعطاء الحقوق لأهلها إلا حكام صنعاء تجاهلوا ذلك استهانة وتكبراً وتصغيراً من شان هذه الاحتجاجات حتى تفاجئوا بمطالب فك الارتباط بعد أن بلغ السيل الزبى . موقف دولتي روسيا والصين أكثر حيرة , فقد ساوت بين الجلاد والضحية , ووقفت مع الضد وضد الضد , فلو أن هاتين الدولتين استنكرتا حشر أسم السيد البيض في بيان رئاسة مجلس الأمن الدولي كأحد معرقلي التسوية السياسية في يمن ما بعد الرئيس السابق علي عبدالله صالح لقلنا أصابتا , ولكن أن تدافعا عن علي عبدالله صالح فذلك مبعث الغرابة , والفرق بين الثريا والثرى شاسع . ولو عدنا لموقع العليين , لوجدنا أن البيض ليس له في عرقلة التسوية السياسية في نظام صنعاء ناقة ولا جمل فهو قد خرج من هذا النظام عام 1994م , ولم يكن طرفا في الأزمة التي نشبت بين النظام في صنعاء والمعارضة أوائل عام 2011م . وهو أي البيض ليس أحد الموقعين على المبادرة الخليجية واليتها المزمنة لحل هذا الإشكال , وبالتالي ليس ملزما بما يترتب عن تنفيذ أو لا تنفيذ أي بند في هذه المبادرة بعكس الرئيس السابق علي عبدالله صالح كان الطرف الأول في هذه المبادرة وبتوقيعه تاخد هذه المبادرة مسارها وشرعيتها , لدى أي تلكؤ أو مناورة منه تعتبر عرقلة سياسية . يتسأل الناس حول مجلس الأمن هذا , هل جاء للأمن والسلام وتحقيق تطلعات الشعوب , أم لتركيعها , وجرها إلى مسارات لا تتوافق وسياستها , مثلما هو حاصل الآن في الإصرار المستميت لجر الحراك الجنوبي وقيادته إلى مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء المقرر عقده في 18 مارس 2013م حسب إعلان المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية , هذا المؤتمر الذي يراه ثوار صنعاء وحكومة ودولة الوفاق في الضفة الشمالية البلسم الشافي لأوجاع اليمن , بينما تذهب كل التحليلات إلى عدم جدوى عقد هذا المؤتمر ووضع الآمال فيه بحل القضية الجنوبية حلاً جذرياً شافياً ,. وبوادر عدم الجدوى شاهدة على ارض الواقع , وأسالوا اللجنة الفنية وهلوستها وأوهامها وتصريحاتها حول اشتراك هذا وذاك والتأكيد على اشتراك فلان وفلان من الحراك الجنوبي , بل أن الصحف المغردة في سرب هذا المؤتمر في احد عناوينها الرئيسية وبالبنط العريض والحراك الجنوبي سيسلم قائمة مشاركيه في الحوار , فأي حراك هذا يا هؤلاء , ألم تقراوا البيانات النافية فردا أو جماعات . أفيقوا واعلموا أن الحراك الجنوبي قال كلمته مدوية في مليونه ساحة العروض يوم 27يناير 2013م ومجلس الأمن الدولي يستجم في صنعاء (( لا تفاوض لا حوار , نحن أصحاب القرار ))