الثلاثاء 19 فبراير 2013 11:17 مساءً عملا بالقاعدة الشرعية التي تنص على (ان درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح) ادعو الحكومة (الوفاقية) الموقرة ورئاستها والأحزاب المشاركة فيها العدول عن التوجه لقيام فعالية جماهيرية عامة في عدن يوم 21فبراير الحالي وذات الدعوة موجهة ايضا لقوى الحراك السلمي الجنوبي , تجنبا لفتنه وإراقة دماء وتهديد السلم الاهلي , مثل هذا الاجراء العاجل مطلوب الآن وتقتضيه المصلحة العامة والسلم الاهلي الهش والأوضاع المهترئة وحالة الاحتقان المتفاقمة التي تتطلب وبالاحاح من يقوم بإطفاء الحرائق وإخماد لنيران لا من يصب الزيت عليها . لا اعتقد ان حكومة الوفاق قافلة عن اولويات المواطنين في عدن وهي بسيطة جدا آليات لسحب القمامة التي اغلقت المدينة بدلا من الدبابات والمصفحات والأطقم , يحتاج السكان الى انتظام امداد مساكنهم بخدمات الكهرباء والمياه بدلا من الرصاص الحي الذي طال البيوت وحصد ارواح الآمنين , يحتاج الشباب في عدن وغيرها الى اجراءات تنتشلهم من حياة البؤس وليس اجراءات تخرجهم من حياة الدنيا الى الاخرة , يريدون الالتحاق بالتعليم والعمل وليس بالموتى في مقابر القطيع وأبوحربى وغيرها . والجميع يريدون من الحكومة انقاذ سكان ابين وبالذات مدينة زنجبار من المأساة التي يعيشونها وطال امدها . المطلوب توجيه الموارد المتاحة لهذه الاولويات وغيرها واعتبارها مقدمة على أي احتفالات واستعراضات وبأي مناسبة , ومثل هذه الاعمال ترفع من مكانة المناسبات ولا تنتقص منها . السلطة المحلية في عدن كما وغيرها من المحافظات تتحمل الاعباء وتواجه مشاكل معقدة وهي بحاجة لمن يدعمها ويشد من ازرها ويطور من ادائها لا من يزج بها في متاهات وصراعات لا علاقة لها بها وأعمال لا تشكل اولويات . ان احتفال السلطة بالانتخابات كحدث سياسي ديمقراطي بارز لا خلاف عليه وعلى حساب المال العام يعد وبامتياز اساءة للديمقراطية وقتل لقيمها وللمناسبة ذاتها . من مسئولية الحكومة والأحزاب المشتركة فيها ومجلس السفراء العشرة ورئاسة الجمهورية الحفاظ على ماتبقى ل حوار (بمن حضر) من فرص وسمعة , إلا اذا كانت النية معقودة على حوار (بالصميل وكسر العظم) فادخلوها مباشرة وبلاش لف ودوران وبحث عن اسباب وذرائع من البحر والبر . المسئولية السياسية والأخلاقية عن جريمة الاعتداء على جرحى الثورة والمناضل البرلماني احمد سيف حاشد لن تلقيها البيانات المنددة بالحادث , وحتى توفرون على انفسكم مزيد من الاعباء الثقيلة وعلى الناس اوقفوا فتنة يوم الخميس 21فبراير , فهو اجراء تقتضيه المسئولية ودونه لا قيمه لأي بيانات او غيرها من المواقف . المطلوب من الجميع ان يتعضوا من تجارب الماضي القريب ويصونوا حق التعبير السلمي عن الرأي وهذا التطلع يبرر الحديث عن المبادرة والتغيير والنقل وبن عمر رايح جاي . بيان مجلس الامن الاخير وضع مسئوليات على كل الاطراف فإذا كان من حق البعض ان يفرحوا بما كان لهم فعليهم ان يطبقوا المطلوب منهم وبالذات ما يخص حقوق الانسان والحكم الرشيد . ان أي مسعى لإضعاف الحراك السلمي لن يصب في صالح السلطة ولا القوى السياسية المنظمة وإنما لصالح قوى الارهاب والتطرف , هكذا كان الحال بعد خليجي عشرين وما حصل لكل من ابين وشبوة والبيضاء , والضغط لا يمكن ان يؤدي الى حلول على قاعدة صفرية أي منع فعاليات كل من الحراك والقوى السياسية الاخرى , ان المشكلات القائمة والمخاوف والتوجس وما ينجم عنها لا تعالج إلا من خلال الحوار والحوار فقط . *خاص ل عدن الغد