الصحف الجزائرية بدأت تتساءل عن غياب الرئيس بوتفليقة عن المواعيد الكبرى وصيامه عن الكلامالجزائر 'القدس العربي': بدأت صحف جزائرية تتساءل عن أسباب غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الساحة السياسية مدة أشهر، وتقليص نشاطه إلى استقبال بعض الضيوف الأجانب، رغم أن بوتفليقة خلال السنوات الأولى من حكمه كان كثير النشاط والظهور والسفر إلى الخارج، إلا أنه في الفترة الأخيرة أصبح غائبا، حتى عن المواعيد التي دأب على حضورها والإشراف عليها، والتي تبقى مجمدة إلى غاية إشعار آخر. تناولت أمس الخميس صحيفة 'الشروق' ( خاصة) موضوع غياب الرئيس وتساءلت في عنوان المقال عما إذا كان هذا الغياب هو 'استراحة محارب، أم تفويض مهام'، في إشارة إلى المواعيد التي فوتها في الفترة الأخيرة، بما في ذلك الاحتفالات بذكرى تأميم النفط التي من المقرر أن تجرى في 24 شباط (فبراير) الحالي، والتي تتزامن هذه السنة مع الاحتفالات بمرور خمسين سنة على استقلال البلاد، مشيرة إلى أن الرئيس سيغيب لأول مرة منذ انتخابه رئيسا للدولة سنة 1999 عن هذه الاحتفالات، وسيفوض الأمر إلى رئيس الوزراء عبد المالك سلال لحضور هذه الاحتفالات، التي اختار سلال أن تتم في عين أمناس وبالتحديد في موقع تيقنتورين الذي شهد اعتداء إرهابيا وعملية اختطاف لرهائن أجانب الشهر الماضي. وأوضحت أنه بالإضافة إلى تكليف رئيس مجلس الشورى بتمثيل الرئيس بوتفليقة في العديد من المؤتمرات والمناسبات الدولية، فإن الرئيس اختار أن يقاطع مواعيد دأب على حضورها، مثل افتتاح السنتين الجامعية والقضائية خلافا لما كان عليه الأمر طوال سنوات حكمه، وقرأت الصحيفة هذا الغياب على أنه امتعاض وعدم رضا من الرئيس على الأوضاع التي تعيشها البلاد. من جهتها كانت صحيفة 'الخبر' قد توقفت قبل أيام عن تفويض الرئيس بوتفليقة صلاحياته كوزير للدفاع إلى الوزير المنتدب للدفاع عبد المالك قنايزية، متسائلة عن الأسباب التي دفعت الرئيس بوتفليقة إلى التنازل عن صلاحياته، وهو الذي قضى سنوات حكمه في السعي إلى توسيع سلطاته وتقويتها على حساب السلطات والمؤسسات الأخرى في البلاد، دون أن تستبعد أن تكون الأوضاع الصحية لبوتفليقة هي السبب في تغيبه عن النشاطات الرسمية وممارسة مهامه. جدير بالذكر أن غياب وصمت الرئيس بوتفليقة يثير الكثير من الجدل، فالرئيس لم يتوجه للشعب الجزائري بخطاب منذ شهر أيار (مايو) الماضي، عندما قال عشية الانتخابات البرلمانية 'جيلي جنانو طاب'، بمعنى أن جيله تجاوزه الزمن، وهي الجملة التي أصبحت أشهر من عبارة 'هرمنا'، ورغم أن الكثير من الساسة راحوا يعلنون عن ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، أو تمديد ولايته الثالثة التي تنتهي في 2014 بسنتين إضافيتين، إلا أن بوتفليقة لم يعلق على الأمر، وبقي صامتا رغم الأحداث التي شهدتها البلاد سواء تعلق الأمر بالاعتداء الإرهابي في منشأة للغاز في تيقنتورين بعين أمناس أو تفجر قضايا فساد جديدة بخصوص شركة سوناطراك النفطية، والتي يبدو جليا من التحقيقات المبدئية أن وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل متورط فيها، وهو الذي كان محسوبا ضمن رجال الرئيس.