الائتلاف السوري المعارض يطالب الاسد بالتنحي مع قادة اجهزته الامنيةالقاهرة رويترز: أظهرت مسودة بيان يصدر عن اجتماع للمعارضة السورية أن الائتلاف الوطني السوري المعارض مستعد للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام برعاية أمريكية وروسية ينهي الصراع الدائر في سورية على ألا يكون الرئيس بشار الأسد طرفا في أي تسوية. ويأتي اجتماع الائتلاف السوري المعارض الذي يضم 70 عضوا ويحظى بدعم تركيا ودول عربية وغربية قبل محادثات يجريها وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أحد آخر الحلفاء الأجانب للأسد في الوقت الذي يستأنف فيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي جهوده للتوصل إلى اتفاق. ويأتي اجتماع المعارضة في القاهرة في نفس اليوم الذي انفجرت فيه سيارة ملغومة وسط دمشق مما أودى بحياة عدة أشخاص وأدى الى احتراق بعض السيارات في طريق رئيسي مزدحم قرب السفارة الروسية ومقر حزب البعث الحاكم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الانفجار أودى بحياة 31 شخصا على الأقل في العاصمة التي كانت بعيدة نسبيا عن الصراع المستمر منذ نحو عامين والذي أسفر عن مقتل 70 ألفا. وحذفت المسودة التي اطلعت عليها رويترز المطالبة المباشرة بعزل الأسد فيما يمثل تخفيفا لحدة مواقف سابقة أصرت على ضرورة رحيل الرئيس قبل إجراء أي محادثات. وقالت الوثيقة إنه يجب محاسبة الأسد والنخبة الحاكمة على إراقة الدماء وإن أي اتفاق للسلام ينبغي أن يكون تحت رعاية الولاياتالمتحدةوروسيا. وجاء في الوثيقة أن الاسد وقادة الجيش والأمن مسؤولون عن القرارات التي دفعت البلاد إلى ما هي فيه الآن وهم خارج أي عملية سياسية وليسوا جزءا من أي تسوية سياسية في سورية. وطالبت الوثيقة بضرورة محاسبتهم عن الجرائم التي ارتكبوها. وطرح هذه المبادرة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف وهو رجل دين من دمشق لعب دورا في حركة الاحتجاجات السلمية المناوئة للأسد في بداية الانتفاضة عام 2011. ويقول أنصار الخطيب إن المبادرة تحظى بدعم شعبي داخل سورية من جانب الذين يريدون رحيلا سلميا للأسد ووقف الصراع الذي تزداد فيه المواجهة بين الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري والأغلبية السنية. غير أن مقاتلي المعارضة في الميدان بصورة عامة - والذين ليس للخطيب تأثير يذكر عليهم - يعارضون المبادرة. وقالت جبهة تحرير سورية الإسلامية التي تمثل كتائب مسلحة في بيان إنها تعارض مبادرة الخطيب لأنها تتجاهل هدف الانتفاضة المتمثل في إسقاط النظام وجميع رموزه. وقلل الناشط المعارض المخضرم وعضو الائتلاف الوطني وليد البني الذي يدعم الخطيب من أهمية حذف الإدراج المباشر لعزل الأسد. وقال البني إن المعارضة تطالب بمحاسبة الأسد على إراقة الدماء والدمار الذي سببه وعبر عن اعتقاده بأن الرسالة واضحة بما يكفي. وأطلق الخطيب مبادرته الشهر الماضي بعد محادثات مع وزيري خارجية روسيا وإيران في ميونيخ ولكن دون التشاور مع الائتلاف الذي فوجئ بالمبادرة. وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين المبادرة ووصفتها بأنها تضر بالانتفاضة. وجماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة المنظمة الوحيدة في صفوف المعارضة السياسية. غير أن مصدرا من الإخوان المسلمين قال إن الجماعة لن تحبط المبادرة لأنها على يقين من ان الأسد لا يريد الرحيل عن طريق التفاوض مما قد يساعد في إقناع المجتمع الدولي بدعم الجهود المسلحة للإطاحة به. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه 'روسيا هي مفتاح الحل... نظهر للمجتمع الدولي أننا مستعدون لتقبل الانتقاد من الشارع ولكن المشكلة في الأسد ودائرته المقربة. فهم لا يريدون الرحيل.' وتأمل روسيا في أن يزورها الخطيب قريبا بحثا عن انفراجة للأزمة. وقال البني إن الخطيب لن يذهب إلى موسكو بدون موافقة الائتلاف ولن يزورها أثناء زيارة المعلم. وأضاف أنه يرى أن الخطيب يجب ألا يذهب إلى موسكو حتى تتوقف روسيا عن إرسال شحنات السلاح إلى نظام الأسد. وأشارت مصادر من المعارضة إلى أن تأييد الائتلاف لمبادرة الخطيب رسميا سيعطيها ثقلا أكبر على الصعيد الدولي ويقوض حجة أنصار الأسد بأن المعارضة منقسمة بشكل كبير يتعذر معه اعتبارها طرفا جادا.