شبام نيوز . ابوضبي سكاي نيوز عملية اختطاف 7 فرنسيين في الكاميرون ونقلهم إلى نيجيريا هي العملية الأخيرة في سلسلة عمليات عنف شهدتها منطقة غرب أفريقيا مؤخرا، ما أعاد الاهتمام برصد الحركات المتشددة التي اتخذت من هذه المنطقة قاعدة لها. ووجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أصابع الاتهام إلى جماعة بوكو حرام المتشددة، على الرغم من أن الجماعة لم تتبن العملية، كما أنه لم يسبق لها القيام بعمليات اختطاف رهائن. وتنتشر عدة جماعات جهادية في غرب أفريقيا، التي يسهل اختراق مناطقها الحدودية، والتي تعاني حالة غليان منذ بداية التدخل الفرنسي في مالي في شهر يناير. بوكو حرام ..لا عمليات اختطاف حتى الآن هو التنظيم الرئيسي في نيجيريا ويقوده النيجيري أبوبكر شيخاو. وهي مجموعة سلفية تستلهم أفكارها من حركة طالبان الأفغانية، وتطالب بالقراءة الأصولية للقرآن الكريم وتدين الفساد السياسي وتناهض التأثير الغربي على التعليم. وتعني بوكو حرام "التدريس الغربي حرام" وذلك بلغة الهاوسا المحلية، وهي تجذب الطلاب وحاملي الشهادات العاطلين عن العمل. أسست عام 2002 وكانت وقتها مجموعة بسيطة من الطلاب الثائرين على المجتمع النيجيري ولكنهم أخذوا يتجهون تدريجيا نحو التطرف. وتهدف بوكو حرام إلى فرض الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا البالغ عددها 36 التي تطبق حاليا 12 منهم الشريعة في شمالي البلاد. نهجت منهجا عنيفا تجلى في تفجيرات انتحارية واستهداف مسؤولي الدولة ورعايا مسيحيين، وهي ظاهرة جديدة على نيجيريا. عام 2009، أطلقت بوكو حرام حملة واسعة النطاق على عدة ولايات شمالية خلفت معاركها ما بين 700 إلى ألف قتيل. وقتل محمد يوسف على أثرها بيد قوات نيجيرية، ما أعطىانطباعا بنهاية التنظيم. لكن المجموعة تمكنت من إعادة تشكيل نفسها سرا، وشنت هجمات منذ خريف 2010. ومنذ عيد الميلاد من نفس العام، بدأت بوكو حرام استهداف المسيحيين عن طريق الاغتيالات وحرق الكنائس، ما زاد التوتر العرقي والاقتصادي الذي يقسم جزءا كبيرا من مسلمي ومسيحيي نيجيريا. لم تستهدف بوكو حرام الغرب سوى في أغسطس 2011 عندما هاجمت مقر الأممالمتحدة في أبوجا. كما أنها لم تهاجم أبدا الدول التي تمثل بالنسبة لها خط الرجعة مثل الكاميرون وتشاد والنيجر. لكن لم تتبن بوكو حرام يوما عملية خطف، حتى وإن كانت عملياتها التفجيرية قد حصدت أرواح المئات في الهجمات التي قامت بها. جبهة لنصرة: مجموعة منشقة في توسع "جبهة نصرة المسلمين في بلاد السودان"، المعروفة باسم "النصرة"، هي مجموعة منشقة عن بوكو حرام، ومن المرجح أن يكون قائداها أبوعصمت الأنصاري وخالد البرناوي. ظهرت في يناير 2012، وهي في توسع مستمر، وتتخصص في اختطاف المغتربين العاملين في نيجيريا وحدودها. وكانت آخر هذه العمليات الأسبوع الماضي، عندما تبنت اختطاف سبعة موظفين أجانب من شركة مقاولات لبنانية في شمال نيجيريا، كما تبنت اختطاف مواطن فرنسي في نيجيريا في ديسمبر. وتميل النصرة إلى لغة الخطاب التي يتبعها تنظيم القاعدة الذي يدفع بضرورة طرد "الصليبيين" من أرض الإسلام. تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أقدم تنظيم في المنطقة هو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يقوده الجزائري أبو مصعب عبدالودود، وهو تنظيم سلفي كان يسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال قبل عام 2007. وهي مجموعة متشددة انشقت عام 1999 عن الجماعة الإسلامية في الجزائر. هو التشكيل الأكثر نفوذا في المنطقة ويستهدف المصالح الجزائرية والغربية في المقام الأول. وكان عبدالودود قد فر إلى شمال مالي حيث استفاد من عدم ملاحقة نظام الرئيس أمادو توماني توري له لممارسة وتنويع نشاطه، خاصة في مجال اختطاف الأجانب وتهريب الكوكايين والسجائر. الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا يقودها الموريتاني أحمد ود خيرو. أنشأت في أكتوبر 2011 كتنظيم منشق عن القاعدة في بلاد المغرب. وتتكون من قاعدة متنوعة من الجنسيات منها المالية والنيجيرية والموريتانية. في 20 نوفمبر، تبنت اختطاف مواطن فرنسي. وبعد بداية التدخل الفرنسي في مالي، هددت في منتصف يناير بتوجيه "ضربة إلى قلب فرنسا." "الموقعون بالدم" يقودها الجزائري مختار بلمختار، وهي مجموعة جهادية أسست نهاية عام 2012. اشتهر "الموقعون بالدم" في يناير بالعملية التي نفذوها في عين أميناس في الجزائر واختطفوا خلالها 37 رهينة. وهي العملية التي قتل فيها عدد من الغربيين والآسيويين وجزائري. "أنصار الدين" يقودها المالي لياد أج غالي، وهي مجموعة سلفية من الطوارق تأسست في مارس 2012. وهذه المجموعة هي واحدة من المجموعات التي كانت قد ضمت قواتها إلى "الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا" بهدف الاستيلاء على شمال مالي، لتحل محل المتمردين الطوارق الانفصاليين ويقصوا عليهم تماما في شهر يونيو الماضي. تتبنى هذه المجموعات نفس الأفكار المتشددة وتتبع نفس المنهج سواء في مالي أو الصومال أو نيجيريا. وقد اتهمها وزير الدفاع الفرنسي إيف لو دريان بالعمل على "إنشاء منطقة ينعدم فيها القانون وتمتد فيما بين خليج غينيا والسودان".