العين (الاتحاد) - كشفت جامعة الإمارات عن إطلاق أول مشروع جديد تتبناه وأنها باشرت في خطوات تنفيذه عملياً، يتضمن إنتاج أنواع من الأسماك والنباتات بشكل مزدوج بنظام "الاكوابونيك"، لأغراض بحثية وتدريبية في تجربة متقدمة لتطبيق نظام الزراعة المائية الهيدروبونيك، بحسب الباحثون القائمون على المشروع. ولفت الدكتور غالب الحضرمي عميد كلية الأغذية والزراعة في الجامعة، أن المشروع يأتي تجسيداً لحرص القيادة العليا في جامعة الإمارات، وعلى رأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة، على تفعيل دورها في خدمة قضايا المجتمع. وأضاف الحضرمي أن المشروع يعد إضافة جديدة لإسهامات الجامعة بوجه عام والكلية على وجه الخصوص، في رصد ومتابعة المشكلات والتحديات التي تواجه القطاع الزراعي في دولة الإمارات، والبحث في إيجاد الحلول الناجعة لها، مؤكداً أهمية المشروع في توفير فرص التعليم والتدريب لطلبة الكلية وغيرهم من الفنيين، لاطلاعهم وتعريفهم بالأنظمة والتقنيات الجديدة بمجال الزراعة. ويشتمل المشروع الذي تمت المباشرة في تنفيذه بفرع جامعة الإمارات بمنطقة فلج هزاع، على 4 وحدات إنتاجية تضم كل وحدة منها 4 أحواض لزراعة النباتات والمحاصيل الغذائية العضوية، مثل الفراولة وبعض أنواع الخس المعروفة بارتفاع مستوى جودتها والطماطم، وغيرها من المحاصيل. كما يشتمل المشروع على حوضين لتربية الأسماك، يستوعب كل منها كمية قدرها 8 أمتار مكعبة من المياه ونحو 1200 سمكة من نوع البلطي زنة 50 جراماً يصل وزن كل منها إلى 450 جراماً في غضون 4 أشهر. ويركز المشروع، الذي تبلغ تكلفته مليوناً و200 ألف درهم ويشغل مساحة قدرها 1300 متر الذي من المتوقع إنجازه خلال 6 أشهر، على إنتاج سمك البلطي مع وجود خيارات عدة لإنتاج أنواع أخرى من الأسماك التي تعيش في المياه العذبة والمياه المالحة، مثل سمك البوري "البياح"، ويتيح المشروع إمكانية زراعة أكثر من 63 نوعاً من المحاصيل العضوية، من بينها أنواع من البطيخ والشمام. ويشتمل المشروع كذلك على خزان كبير لمعالجة المياه بعد خروجها من أحواض تربية الأسماك، لتخليصها من الرواسب من خلال مصاف "فلاتر" ميكانيكية، ثم تدخل بعد ذلك إلى مصاف أخرى بيولوجية لمعالجتها من المواد الضارة العالقة كالامونيا. ويمكن المشروع من زيادة إنتاجية وحدة المياه لأقصى درجة ممكنة، حيث تتم إضافة ما يتراوح بين 1 و1,5 من المياه المستخدمة في المشروع لمواجهة النقص الذي يترتب على عملية التبخير. ولفت الدكتور إبراهيم الششتاوي أستاذ مشارك استزراع وتربية الأسماك بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات، المشرف على المشروع، أن "الاكوابونيك" عبارة عن نظام مختلط لإنتاج أسماك ومحاصيل نباتية داخل البيوت المحمية، وذلك باستخدام تقنيات حديثة لتدوير المياه. ويوفر "الاكوابونيك" فرصة لإنتاج كميات كبيرة من المحاصيل العضوية والأسماك، إضافة إلى المزايا الإيجابية الأخرى، كتقليل استخدام مياه الري لمواجهة مشكلة نقص المياه، لمواجهة ظروف البيئة المحلية وخفض تكلفة مستلزمات الإنتاج التي تتوافر في البيئة المحلية. كما أن هذه الطريقة في الإنتاج الزراعي والسمكي لا تستهلك كميات من الوقود، حيث يمكن تشغيلها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. ... المزيد