عواصم (وكالات) - أعلن المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني أمس، أن المعارضة السورية المجتمعة منذ الخميس في القاهرة ستشكل حكومة مكلفة إدارة المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وقال البني «اتفقنا على ضرورة تشكيل حكومة لتدبير الأمور في المناطق المحررة»، لافتاً إلى أن الائتلاف سيجتمع في الثاني من مارس المقبل لتحديد هوية رئيس هذه الحكومة وأعضائها. وأوضح أعضاء في الائتلاف أن هذا الاجتماع سيعقد في اسطنبول التركية. وأمل البني في أن تكون سوريا مقر هذه الحكومة، أي الأراضي التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد شمال البلاد وشرقها. من جهته أعلن الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي الأممي المشترك الذي وافق الأربعاء الماضي، على تمديد مهمته المتعلقة بالسعي إلى حل للأزمة السورية، حتى نهاية 2013، أن النظام السوري «ليس مستعداً للرحيل»، وأنه «مؤمن بأن الحل العسكري ممكن ويمكن أن يكون قريباً»، ودعا الدول المتحالفة مع نظام الرئيس بشار الأسد إلى الضغط عليه من أجل البدء بحل سياسي. وسارعت دمشق مجدداً إلى انتقاد الإبراهيمي، مؤكدة أن الرئيس بشار الأسد لا يناقش شكل النظام السياسي والمسائل الداخلية «مع أي أحد غير سوري». وجدد الإبراهيمي دعوته إلى «أن يبدأ طرفا النزاع السوري مفاوضات»، قائلاً «هذه المفاوضات يجب أن تبدأ في الخارج برعاية الأممالمتحدة في جنيف مثلاً أو أي مكان آخر. بعد ذلك، إذا أرادوا الانتقال إلى دمشق، حبذا...». ورأى الإبراهيمي أن «الدائرة الداخلية السورية عاجزة عن أن تتحاور وتتفاوض وتحل مشكلة داخلية. المنطقة أيضاً عاجزة عن تقديم مساعدة حقيقية لحل المشكلة. الجهة الوحيدة التي مع صعوبتها قادرة على حل المشكلة، هي مجلس الأمن». وشدد على وجود «حاجة إلى قرار من مجلس الأمن» على أساس اتفاق جنيف الذي وافقت عليه روسياوالولاياتالمتحدة. ومن أبرز بنود هذا الاتفاق «تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات»، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وإرسال مراقبين، وصولاً إلى انتخابات بإشراف دولي. وقال الإبراهيمي «نحن نحتاج إلى إرادة سياسية أقوى عند دول الجوار، وفي مقدمتها إيران، وعند روسيا وعند الدول الأخرى من أجل الوصول إلى تشجيع أو ضغط على الأطراف من أجل الجلوس على طاولة الحوار». من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر إعلامي قوله، إن «شكل النظام السياسي وطبيعة الحكومة والانتخابات شأن سوري، والرئيس الأسد لا يناقش هذه المسائل الداخلية مع أي أحد غير سوري». واعتبر المصدر أن المبعوث المشترك «غير قادر على فهم المنطق السوري الذي يضع مفهوم السيادة قبل أي مفهوم وفوق أي اعتبار». وأكد أن «الحكومة السورية كانت ولا تزال تعتقد أن النصر الحقيقي الذي سيتحقق، سيكون لكل السوريين، وأن الحل السياسي هو طريق تحقيق هذا النصر». وفي وقت متأخر الليلة قبل الماضية وافق ائتلاف المعارضة السورية بعد مناقشات حادة سادها التوتر استمرت يومي الخميس والجمعة بشأن مبادرة الحوار المثيرة التي طرحها زعيمهم معاذ الخطيب، على الاستعداد للتفاوض مع ممثلين لحكومة دمشق، من أجل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع المتفاقم، شريطة آلا يكون الرئيس بشار الأسد طرفاً في أي تسوية محتملة. كما أكدوا في بيان إن محددات الحل السياسي الذي يحقق أهداف الثورة ويحقن الدماء ويضمن الاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة، لابد أن يستند إلى تحقيق مطالب الشعب السوري في العدالة والحرية والكرامة وحقن أقصى ما يمكن من دماء وتجنيب البلاد المزيد من الدمار والخراب والمحافظة على وحدة سوريا الجغرافية والسياسية والمجتمعية بما يحقق الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني تعددي يساوي بين السوريين جميعاً. بينما قال السناتور الأميركي ماركو روبيو أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تحرص على أن تكون القيادة السورية الجديدة «مسلحة تسليحاً جيداً» وقادرة على إدارة البلاد بعد سقوط الأسد، مشيراً إلى أنه يجب آلا يتكرر ما حدث في ليبيا حيث بثت الميليشيات المتناحرة الفوضى بسبب غياب قوة واحدة لتولي زمام السيطرة بعد سقوط معمر القذافي. في الأثناء، تدرس حكومات الاتحاد الأوروبي تخفيف العقوبات على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بما في ذلك رفع الحظر على استيراد النفط في مسعى لتحويل دفة الصراع ضد الرئيس الأسد. ... المزيد