بعدما أصبح برشلونة قاب قوسين أو أدنى من توديع بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بخسارته في ذهاب دور الستة عشر على ملعب ميلان الإيطالي، يواصل الفريق الكاتالوني استجماع قواه لتقديم "ليلة أوروبية ساحرة" جديدة في كامب نو . وتبدو صفات مثل "ملحمي" و"شجاع" غائبة عن قاموس برشلونة الذي اعتاد خلال الأعوام الماضية على الانتصارات كما لو أصبحت روتينا، لكن رغم ذلك فإن الخسارة بهدفين في سان سيرو ستجبر لاعبي البلاوغرانا على تقديم انتفاضة بطولية في المسابقة التي كانوا فيها من أبرز المرشحين للقب . وقال لاعب الوسط تشافي هرنانديز: "هذا الجيل لم يشهد بعد انتفاضة تاريخية لذا نرغب في تحقيقها . مازلنا نتذكر مواجهتنا أمام إنتر ميلانو (قبل عامين عندما سقط برشلونة في قبل النهائي)، نحن مدينون للجماهير ومتفائلون بأننا نستطيع الانتفاضة" . وكان أول كابوس يهاجم برشلونة من هذا الشكل خلال الأعوام الماضية في عام ،2010 على بعد خطوة واحدة من التأهل لنهائي الحلم بملعب سانتياغو برنابيو، حيث خسر البرسا في إيطاليا 1-3 ولم ينجح في الفوز بهدف وحيد إياباً على إنتر ميلان الذي كان يقوده وقتها البرتغالي جوزيه مورينيو . وخرج برشلونة أيضاً بشكل مؤلم الموسم الماضي أمام تشلسي، عندما أنقذ الإيفواري ديدييه دروغبا ماء وجه فريقه الإنجليزي وقتها مسجلاً هدف الفوز الوحيد في إنجلترا . وبدت الانتفاضة قائمة وسار برشلونة بشكل جيد لتحقيقها في كامب نو عندما تقدم بهدفين، لكن الفريق الإنجليزي خطف هدفين إضافة لإضاعة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لركلة جزاء كانت كفيلة بإبعاد الفريق الكاتالوني من النهائي . لكن محبي برشلونة لايزالوا يحتفظون بذكريات قديمة جيدة كان فيها طريق الانتفاضة شبه مستحيل للاعبي الفريق الإسباني . ففي ديسمبر/كانون الأول 1977 في إياب ثمن نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (ويفا) تخطى برشلونة فريق إيسبويش تاون الإنجليزي بركلات الجزاء، بعدما فاز في إسبانيا بثلاثية نظيفة، بعد خسارته بنفس النتيجة ذهاباً . وسجل وقتها يوهان كرويف هدفين وكارليس رياتش هدف . وكان برشلونة قد خسر بثلاثية أيضاً في ملعب أندرلخت البلجيكي بدور الستة عشر من بطولة ريكوبا (كأس الاتحاد الأوروبي لأبطال الكؤوس) في عام ،1978 لكنه نجح في قلب الأمور بمباراة العودة ليفوز 3-0 أيضاً ويتخطاه بركلات الجزاء 4-1 في البطولة التي توج بلقبها في النهاية ببازل في سويسرا . كما تتذكر الجماهير لقاء غوتبرغ السويدي في ذهاب نصف نهائي كأس أوروبا عندما فاز 3-0 في إبريل/ نيسان ،1994 لكن ملعب كامب نو شهد وقتها فوزاً مماثلاً لبرشلونة بواسطة "بيتشي" ألونسو، ليجتازه بركلات الترجيح أيضاً 5-4 ويصل لنهائي إشبيلية لكنه خسر أمام ستيوا بوخارست الروماني .