ابتكر 5 طلاب مواطنين جهازاً يعمل على توفير المياه المستخدمة في "الوضوء"، بعد قراءتهم خبراً حول التكلفة الباهظة لاستهلاك المياه في مساجد الدولة إلى البحث عن حل . وتكلل سعيهم بالنجاح داخل مختبرات كلية التقنية العليا للطلاب في رأس الخيمة حيث يدرسون، وذلك تحت إشراف أحد أعضاء الهيئة التدريسية . المهندس محمد عبدالخالق، أستاذ هندسة إلكترونية في كليات التقنية العليا في رأس الخيمة، المشرف على مشروع الطلاب الإلكتروني، أشار إلى أن جهاز "المتوضئ الأوتوماتيكي"، الذي أعده الطلاب، حصل على المركز الثالث في مسابقة نظمتها إحدى المؤسسات الأمريكية، بالتعاون مع كليات التقنية العليا في أبوظبي، وهو من المشاريع المساهمة في التنمية وحماية مصادر المياه وتقليل التكلفة الباهظة لاستهلاكها . وأكد عبدالخالق أن الجهاز نجح في تقليل كمية المياه المستخدمة في الوضوء، إذ إن الواقع يشير إلى أن الشخص الواحد في الدولة يستهلك خلال الوضوء بين 5 إلى 8 لترات في المرة الواحدة، فيما حدد الجهاز مقدار 4 .1 لتر فقط، أي حافظ على أكثر من 80% من كمية المياه المستهلكة . وقال عبد الخالق: إن الجهاز يتميز بتكلفته البسيطة مقارنة بفوائده، إذ يمكن أن تستخدمه الجهات المختصة بالإشراف على المساجد، ونظيرتها المختصة بتوفير خدمات المياه، في تقليص الكميات المهدرة من المياه المستخدمة في الوضوء سنوياً بمقدار 80%، ما يقلل الالتزامات المالية المترتبة عليها من استهلاك المياه، ويحافظ على الموارد الطبيعية . وأوضح أن المنافسين في المسابقة كانوا من جهات عدة متخصصة ومهندسين من حملة الماجستير والدكتوراه، وعددهم 110 مهندسين ومتخصصين، تقلص لاحقاً بعد التصفية إلى 12 متسابقاً، وحل الجهاز في المرتبة الثالثة بين ابتكاراتهم . وأسهمت المسابقة، حسب عبدالخالق، في اكتساب الطلبة المشاركين دفعة إلى الأمام، والاستفادة من التجارب الأخرى، التي شاركت ضمن المنافسة . محمد إبراهيم المنصوري، 27 عاماً، موظف في شركة أدما، ومتفرغ حالياً للدراسة، وهو أحد أعضاء الفريق الطلابي صاحب الابتكار، أكد أن أصعب مرحلة في إعداد الجهاز كانت البرمجة والتحكم بمقدار المياه على كل عضو من أعضاء الجسم التي يشملها الوضوء . أضاف: حاولنا قدر استطاعتنا تقليل المياه المستخدمة في الوضوء، فيما ارتأينا أن الكمية التي حددت في الجهاز مناسبة للجميع، مع سهولة استخدامه وتركيبه على أي ميضأة، وكذلك في المنازل . وأوضح المنصوري أن الجهاز يعمل بواسطة حساسات، تستطيع إيقاف الوضوء مؤقتاً وإعادته، ويتحسس الجهاز بوجود الشخص، ويبدأ تلقائياً بسرد البسملة وحديث نبوي ذي علاقة بالوضوء، ومن ثم البدء فيه على مراحل . علي محمد الشحي، 33 عاماً، خريج دبلوم هندسة في مجال الإلكترونيات، قال: أعمل كبير فنيي الآلات الدقيقة في شركة "أدجاز" . وأتاحت لي الشركة فرصة لاستكمال دراستي، فانضمت إلى كلية تقنية رأس الخيمة التي أفسحت لنا هي الأخرى مجالاً لإكمال شهادة البكالوريوس في تخصص الإلكترونيك، وشاركت خلال دراستي في إعداد جهاز "المتوضئ الأوتوماتيكي"، الذي كانت مهمتي فيه أخذ قياسات الأدوات المستخدمة وتركيبها . وأكد محمد صالح الشحي، 37 عاماً، أحد الطلاب المشاركين في المشروع، أن تكلفة الجهاز لا تقارن بفائدته، موضحاً أنه درس دبلوم ميكاترونيك في تقنية رأس الخيمة، في حين كان موظفاً في إحدى المؤسسات، وبعد تخرجه اختار شركة "أدجاز"، المتخصصة في البترول، التي أتاحت له فرصة إكمال تعليمه، مشدداً على أن سعيه لتطوير مهاراته سينعكس على مستقبله الوظيفي . أحمد عبدالله عليون الشحي، 22 عاماً، خريج معهد التكنولوجيا التطبيقية، عضو في الفريق صاحب الابتكار، أكد أن اختياره لتخصص الهندسة جاء متوافقاً مع تطلعاته لأن يصبح مهندساً في إحدى المؤسسات المتخصصة . وأشار حامد عبدالله الحمادي، 22 عاماً، أحد أعضاء الفريق الطلابي، خريج معهد التكنولوجيا التطبيقية، إلى أن دوره في المشروع كان تركيب القطع الأساسية وتقسيم العمل والمهام بين الزملاء، كل حسب تخصصه وخبرته . طارق محمد النعيمي، 25 عاماً، أكد أن مشاركته لزملائه في المشروع أكسبته خبرة في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية وكيفية تركيبها وإعادة برمجتها، معتبراً أن تضامن الزملاء وتعاونهم أسهما في إعداد مشروع فريد من نوعه، يحفاظ على الموارد المائية .