سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الضفة الغربية تشيع جثمان الشهيد عرفات جرادات على وقع تصاعد المواجهات الشعبية مع الاحتلال واصرار السلطة على ملاحقة اسرائيل في المحافل الدولية على جرائمها
الضفة الغربية تشيع جثمان الشهيد عرفات جرادات على وقع تصاعد المواجهات الشعبية مع الاحتلال واصرار السلطة على ملاحقة اسرائيل في المحافل الدولية على جرائمهاالخليل 'القدس العربي': شيع الالاف من الفلسطينيين الاثنين الشهيد عرفات جرادات في مقبرة بلدة سعير بالخليل جنوبالضفة الغربية على وقع استمرار المواجهات الشعبية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، والمناداة بالرد على الجريمة الاسرائيلية، في حين اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حكومة بنيامين نتنياهو بالسعي لنشر الفوضى بالاراضي الفلسطينية، وقال في خطاب بمقر الرئاسة الفلسطينية برام الله ان 'الاسرائيليين يريدون الفوضى عندنا ونحن نعرف ذلك ولن نسمح لهم بذلك'. وشدد عباس على ان 'الفلسطينيين يمرون بايام صعبة'، وان جريمة قتل جرادات لن تمر ببساطة، وقال 'فقدنا الشهيد الاسير عرفات جرادات الذي اعتقل عندهم وعاد جثة هامدة وهي قضية لا يمكن ان تمر ببساطة'، مضيفا 'ولن نسمح بان يقضي الاسرى حياتهم وعمرهم في السجون'، ومتابعا 'نحن نريد السلام والحرية لاسرانا ومهما حاولوا ان يجرونا لمخططاتهم لن ننجر 'في اشارة الى سعي اسرائيل لجر الفلسطينيين لمربع العنف، وقال ' لن نسمح لهم اللعب بحياة اطفالنا وابنائنا'. وفيما اتهم عباس اسرائيل بانها 'تصعد ضد المتظاهرين الفلسطينيين وتطور في مواجهاتهم مع اطفالنا وشبابنا باطلاق الرصاص الحي عليهم' كانت جموع الفلسطينيين ببلدة سعير جنوبالضفة الغربية تشارك بتشييع جثمان جرادات الذي استشهد في سجون الاحتلال السبت جراء التعذيب الذي تعرض له وفق ما اتضح بعد نتائج تشريح الجثمان. وفي حين توافد الالاف من المواطنين الاثنين لمسقط رأس جرادات للمشاركة في تشييع جثمانه توجه المئات من الشبان بدعوة من حركة الشببية الفتحاوية في جامعة بيرزيت وجامعة القدس المفتوحة برام الله الى منطقة سجن عوفر غرب رام الله حيث دارت هناك مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال اصيب جراءها العديد من المصابين بينهم ثلاثة شبان اصيبوا بالرصاص الحي وصفت جراح احدهم بالخطيرة. وفي الوقت الذي تعالت فيه اصوات المشيعين لجثمان جرادات البالغ من العمر 30 عاما بالثأر لدمه ظهر العشرات من كتائب شهداء الاقصى ببلدة سعير لاول مرة منذ سنوات مهددين بالرد على اغتيال رفيق دربهم تحت التعذيب في سجون الاحتلال. وشهدت محافظة الخليل الاثنين مواجهات مع قوات الاحتلال في اكثر من منطقة حيث أعادت للاذهان صور الانتفاضتين الفلسطينيتين السابقتين حيث الاطارات المشتعلة والطرق المغلقة في حين تنتشر قوات الاحتلال المرتدية للخوذ الحربية ومدججة بالسلاح على مداخل المدن والقرى الفلسطينية وتطلق على المتظاهرين قنابل الغاز المسيل للدمور والرصاص الحي لتفريقهم ومنعهم من القاء الحجارة. وفي الوقت الذي كانت تتواصل فيه المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال بمحافظة الخليل استقبل العشرات من عناصر كتائب'شهداء الأقصى' الجناح العسكري لحركة فتح جثمان جرادات على مدخل بلدة سعير مطلقين الرصاص الحي في الهواء. واصدرت كتائب الاقصى بيانا نعت فيه جرادات باعتباره احد عناصرها، متوعدة بالرد، وقال البيان، الذي وزعته الكتائب في قرية سعير 'هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب ونتوعد الاحتلال الصهيوني بالرد على هذه الجريمة'. وفيما تواصل السلطة واجهزتها الامنية الحفاظ على 'شعبية المقاومة' وابعادها عن 'العسكرة' عبرت مصادر اسرائيلية عن خشيتها من أن تفقد السلطة السيطرة على مجريات الأمور. واضافت المصادر الاسرائيلية للاذاعة العبرية ان السلطة تحاول تنظيم احتجاجات شعبية 'ومنع عمليات ارهابية' في مسعى لاعادة طرح القضية الفلسطينية على جدول الاعمال الدولي تمهيدا لزيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاسرائيل. وبشأن مقدرة السلطة على السيطرة على الاوضاع الميدانية في ظل الغضب الشعبي الفلسطيني حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الاثنين، إسرائيل من عدم قدرة أى طرف على وقف تصاعد الحركة الشعبية ضدها بسبب ممارساتها. وقال عبد ربه، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، تعليقا على تصاعد التظاهرات فى الضفة الغربية وخشية إسرائيل من اندلاع انتفاضة ثالثة، إن 'ما يجرى هنا لا يعمل بالضغط على الأزرار'. وقلل عبد ربه بهذا الصدد من إعلان إسرائيل الأحد أنها طلبت من السلطة الفلسطينية تهدئة الأوضاع فى المناطق الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطينى لا علم لديه فعليا بمثل هذا الطلب. وتابع قائلا: 'لا توجد أى جهة تستطيع أن تقول للحركة الشعبية أن تتوقف لأن هذه الحركة الشعبية لا تعمل بوسائل الضغط على الأزرار فى انطلاقها وتوقفها'. ورأى عبد ربه أن 'الهدف وراء إطلاق الأحاديث عن طلب كهذا من السلطة الفلسطينية يأتي فى إطار محاولة إضعاف وتشويه السلطة داخليا'، متهما إسرائيل بأنها تسعى بكل الوسائل منذ سنوات لإضعاف السلطة وإظهارها عاجزة. وحول خيارات اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، قال عبد ربه إن'الشعب الفلسطينى ليس مجموعة من الناس يجرى توجيههم فى هذا الاتجاه أو ذاك، بل إن لشعبنا تاريخا مجيدا فى الدفاع عن نفسه وحقوقه وعن أبنائه فى السجون وهو ضد الاستيطان وكل سياسات الاحتلال العنصرية'. وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة اعلنت الأحد، أن اسحق مولخو المبعوث الشخصى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو نقل إلى السلطة الفلسطينية رسالة مفادها مطالبة إسرائيل بشكل لا يقبل التأويل بالعمل على تهدئة الخواطر فى المناطق الفلسطينية، مع موافقة تل ابيب على تحويل اموال الضرائب الفلسطينية التي كانت محتجزة عن الشهر الماضي للسلطة بشكل فوري. وفيما تحاول اسرائيل منع اتساع المقاومة في الاراضي الفلسطينية والمطالبة بتهدئة الاوضاع من قبل القيادة الفلسطينية عبرت السلطة الاثنين عن اصرارها على ملاحقة اسرائيل امام المحافل الدولية بشأن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني. وأكد عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى فى السلطة الاثنين الإصرار على التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين الذين تسببوا فى قتل الأسير جرادات، مؤكدا أنها جريمة قتل كاملة الأركان، وقال 'ولدينا نتائج التشريح الطبى التى تظهر بوضوح أنه قتل نتيجة التعذيب'. واشار قراقع بصفته وزيرا في الحكومة الفلسطينية لشؤون الاسرى بانه أجرى مشاورات مع أكثر من مؤسسة حقوقية دولية أبدت تأييدها لمساعدة وملاحقة الاحتلال الإسرائيلى فى المحاكم الدولية ، مضيفا 'هذا حقنا وحق أسرة الشهيد جرادات ولن نسكت عليه، هى عملية قتل متعمدة مع سبق الإصرار'. وتابع ' ننتظر حتى الخامس من شهر مارس المقبل للحصول على التقرير النهائى الذى سيصدر عن لجنة التشريح التى أجمعت فى تقريرها الأول على أن الأسير جرادات قتل تحت التعذيب'. وأضاف أن تهمة جرادات التى قتل بشأنها على يد المحققين الإسرائيليين هى رشق حجارة على سيارات تابعة للاحتلال الإسرائيلى. على صعيد ذي صلة قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حالة تأهب قصوى وكثفت صباح الاثنين من تواجدها فى أنحاء متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة استعدادا لتصاعد المظاهرات الفلسطينية. وتسبب استشهاد الأسير جرادات السبت الماضي في زنازين التحقيق الإسرائيلية باندلاع موجة غضب في الضفة الغربية في حين عمت قطاع غزة خلال الايام الماضية مسيرات حاشدة تنديدا بسياسة الاحتلال تجاه الاسرى الفلسطينيين. ودعت قوى فلسطينية إلى مسيرات ومظاهرات الاثنين للإعراب عن رفض 'الجرائم' التي ترتكب بحق الاسرى والتي كان آخرها استشهاد الأسير جرادات، والخطر المحدق بحياة الأسرى المضربين عن الطعام. ومن جهته اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية وقوع عشرات الاصابات بالرصاص الحي الذي اطلقه جنود الاحتلال على التظاهرات السلمية المساندة لنضال الاسرى في سجون الاحتلال.