جاءت دورة العام الجاري من معرض باريس الدولي للسيارات، في وقتٍ تعاني فيه الأسواق المالية العالمية أزمة طاحنة أدت إلى تراجع مبيعات السيارات في الأسواق الأوروبية . وتأثرت كبريات شركات السيارات بذلك التراجع، حيث حذرت شركة "مرسيدس- بنز"من تباطؤ مبيعاتها، في حين خفضت بورشه من حجم استثمارها في السيارات الجديدة . كما قلصت فيات حجم استثماراتها في صناعة النماذج الجديدة بمقدار 500 مليون يورو خلال هذا العام . ومن جانبها توقعت شركة فولكسفاغن تعرض شركات صناعة السيارات الأوروبية للإفلاس، وطالبت الحكومة بدعم بعض الشركات التي تعاني ظروفاً مادية صعبة . وعلى الرغم من ذلك، عمدت شركات السيارات إلى جذب الزبائن من خلال طرح أحدث منتجاتها خلال معرض باريس ،2012 في إطار توجه جماعي تجنبت فيه عدم إظهار صورة تشاؤمية، وتشجيع الناس على شراء سياراتها الجديدة . وقد سيطرت نزعة الحفاظ على البيئة، على أجواء المعرض من خلال طرح سيارات حديثة صديقة للبيئة لتشجيع المشترين على الإنفاق . وتصدرت السيارات الكهربائية أولويات شركات السيارات، حيث إنها تعِد بعالم خالٍ من الانبعاثات الضارة، وغاز ثاني أكسيد الكربون بفضل شبكات الشحن الذكية . وتم طرح تشكيلة جديدة من السيارات الكهربائية مثل طرز "مرسيدس - بنز إس إل سي إيه إم جي"التجريبي، و"إم بي دبليو- أي 3"و"أي 8«، في حين يخشى البعض من عدم إقبال الأوروبيين على شراء سيارات باهظة الثمن كالسيارات الكهربائية الحديثة . وأعدت رينو جناحاً جديداً للفت الأنظار إلى سيارة كليو 4 الجديدة، وهي النسخة النهائية من سيارتها زوي الكهربائية التي تتميز بسعرها المعقول وأناقتها . كما أنها تتميز بطرح كميات قليلة من الانبعاثات الضارة لا تتجاوز 99 جم/كيلو متر . ومن جانبها، كشفت شركة بورشه عن سيارة باناميرا سبورت تورزمو التي تعمل بنظام الدفع الهجين من البنزين والكهرباء لتقليل الانبعاثات الضارة أيضاً . أما لكزس، فيبدو أنها أجلت إنتاج السيارات الكهربائية بهدف توسيع نطاق التحسينات في تكنولوجيا السيارات الهجين، حيث قدمت سيارتها "إل أف -سي سي"بمحرك رباعي الأسطوانات بسعة 5 .2 لتر، ويصدر كمية قليلة من غاز ثاني أكسيد الكربون تقدر بنحو 100 جم لكل كيلومتر . وكشفت فولكسفاغن النقاب عن سيارة "غولف بلوموشن"القادرة على تقليل الانبعاثات الضارة، حيث إنها تنتج ثاني أكسيد الكربون بمعدل 85 جم/كلم، أي أقل في انبعاثاتها عن غيرها من السيارات بنسبة 15 في المئة . وفي ظل ارتفاع أثمان بعض السيارات الكهربائية يبقى السؤال المطروح هو: هل ستنافس سيارة مثل "بي إم دبليو 320 دي"و"520 دي"عاليتي الكفاءة بقوة في سوق السيارات الكهربائية والهجين؟ الإجابة هنا تعتمد على قدرة الزبون الشرائية، حيث إن مجموعة كبيرة من الناس لا تجد مبرراً لشراء سيارة كهربائية جديدة باهظة الثمن .