يصل أمير الكويت الشيخ صباح الصباح إلى بريطانيا في السادس والعشرين من الشهر الجاري في وقت تشهد العلاقات بين البلادين فتوراً، اتضحت خيوطه حينما تعمد ديفيد كاميرون عدم زيارة الكويت في جولته الأخيرة التي شملت ابو ظبي والرياض. يزور أمير الكويت، الشيخ صباح الصباح، بريطانيا في السادس والعشرين من شهر نوفمبر الجاري، لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وعدد من الفعاليات السياسية في المملكة المتحدة، وذلك في وقت تشهد فيه علاقات البلدين فتورا غير مسبوق. ويبدو أن لهذا الفتور أسباب وأسباب، يرويها الدبلوماسيون، وتجار الأسرار، على كافة الضفتين؛ فبينما يتهم أصحاب المقام العالي في الكويتبريطانيا بأنها تدعم تحركات جماعة الإخوان المسلمين، الرامية إلى إجراء تغيير سياسي على مستوى القمة في الكويت، فإن بريطانيا ترى أن الكويت غير جادة في فتح مجالات التعاون معها أسوة ببقية دول الخليج. وترجمت لندن استياءها هذا من خلال تعمد ديفيد كاميرون عدم زيارة الكويت، في جولته الأخيرة، التي قادته إلى كل من أبو ظبي والرياض، وقضى فيها عدة أيام، ملتقيا خلالها رجال السياسة والاقتصاد، ومهندسي عقود التسلح، وطلبة الجامعات، ما يشير إلى أن عامل الوقت لم يكن السبب الوحيد في عدم زيارته إلى الكويت. وسعى كاميرون عبر هذه الزيارة إلى إقناع القوى الإقليمية في الخليج، المحبطة من الاستجابة البريطانية للربيع العربي، بشراء اكثر من 100 طائرة مقاتلة من نوع تايفون، المقاتلة الأوروبية الصنع، في صفقات ستجلب لبريطانيا نحو 6 مليارات دولار، حسب تحليل لصحيفة "الغارديان" عن خلفيات هذه الزيارة. لماذا لندن عاتبة؟ يقول مطلعون إن ذلك يعود إلى عدم اهتمام الكويت نفسها، بتطوير العلاقات، كما تفعل الرياض وأبو ظبي، إذ تأمل بريطانيا أن تتخذ الحكومة الكويتية إجراءات أكثر فعالية، في مجال التعاون العسكري، من خلال تقديم مشروع تعاون استراتيجي شامل بين البلدين، يمكن أن يتطور من الجانب العسكري، إلى جوانب اقتصادية أخرى. يشار إلى أن آخر زيارة رسمية لأمير الكويت كانت عام 1995 رغم أنه يتردد على العاصمة البريطانية من فترة لأخرى في إجازات خاصة. وتشهد الكويت حالة من الانقسام السياسي لأول مرة في تاريخها، بعد انتقال عدوى الخلاف من الشوارع، والساحات، إلى القصور، أي الخلافات داخل الأسرة الحاكمة نفسها، ما تسبب في اعتقال ثلاثة من آل الصباح حتى الآن، بينما ينتظر الجميع قرار المحكمة الدستورية التي ستبت في المرسوم الأميري. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد أعلن في 19 أكتوبر(تشرين الأول) تعديل نظام الدوائر الانتخابية من خلال مرسوم أميري، الأمر الذي فاقم الأزمة السياسية، وتسبب في حالة من الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة. إلا أن بعض المتفائلين يرون أن المحكمة لو ألغت المرسوم الأميري، لكان إنقاذا للموقف الذى تعاني منه الكويت، على أن يعلن الأمير قبوله لقرار المحكمة الدستورية مقابل تطبيق ملاحقة من هاجموا البرلمان وأساؤوا إلى "الذات الأميرية". بالعودة إلى الزيارة البريطانية المرتقبة، فإن الأمير سيجد هناك أبنه الأكبر ناصر، المقيم في لندن حاليا، ولا يعرف اذا كانا سيلتقيان، خاصة أن الأمير وجه له نقدا في اجتماع الأسرة الحاكمة، الذي كان اجتماعا صريحا للغاية، انتقد فيه الأمير أبنه وأربعة آخرين من كبار الأسرة، متهما إياهم بأن لهم آياد في ما يحدث. وتمكنت المعارضة حتى الآن من تنظيم مظاهرتين كبيرتين خرج فيهما عشرات الآلاف للاعتراض على المرسوم الأميري، ويتوقع أن تعقبهما مظاهرة أخرى يوم الأحد. كما أن الموالاة نظمت مظاهرة ضخمة برعاية وزير الإعلام للاحتفال بمرور نصف قرن على إعلان الدستور. وأقرت الكويت منذ عام 2010 خطة تنموية تتضمن مشاريع تقدر كلفتها بثلاثين مليار دينار حتى سنة 2014 لكن لم يتحقق منها سوى القليل بسبب النزاع السياسي بين السلطة والمعارضة.