كانت إشارة بدء تصفيات الجولة ال12 من بطولة فزاع لليولة، التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، إيذاناً بعودة جمهور اليولة مرة أخرى إلى بطولته على مدار الأيام الثلاثة الماضية في قلعة الميدان، في القرية العالمية، بعد أن ظل الموقع الأشهر لممارسة اليولة حالياً، بعيداً على مدار الشهور الماضية عن ممارسة النشاط بسبب إغلاق القرية العالمية أبوابها. حضور عيناوي مع حضور متسابقين من إمارات الدولة السبع، ووجود متسابقين غير إماراتيين، خصوصاً من بعض الدول الخليجية، برز بشكل ملحوظ وجود مشاركة أكبر لمتسابقين قادمين من مدينة العين، على نحو يجدد المنافسة التقليدية على اللقب بين متسابقين من دبي والعين خصوصاً. الحضور الكمي والنوعي لمتسابقي العين وصفه مدير بطولات فزاع في مكتب سمو ولي عهد دبي، عبدالله حمدان بن دلموك، بقوله «المتابع لبطولات فن اليولة من حيث النشأة والممارسة لن يستغرب تفوقاً عيناوياً في هذا الخصوص، فاليولة مرتبطة بالأساس بالبادية، وقد وجدت أرضاً أكثر خصوبة لدى أبناء العين، الذين لايزالون الأكثر ممارسة لها بين مختلف مناطق الدولة». رغم ذلك أشار بن دلموك إلى أن اللجنة المنظمة للبطولة تعمل في الوقت ذاته لمنح المتسابقين من مختلف إمارات الدولة، وكذلك في ما يتعلق بالمشاركات من خارج الدولة، فرصاً متكافئة، مضيفاً «نراعي التفوق العيناوي في نسب المتأهلين، لكننا لا نغفل أهمية وجود متسابقين من إمارات مختلفة، وهو أمر فضلاً عن كونه يحفز الجمهور والمتسابقين، يصب في إطار التنوع الفني للعروض بسبب وجود مهارات تختلف ولو نسبياً باختلاف مسقط رأس المتسابقين». وألمح بن دلموك إلى وجود العديد من التغييرات والمفاجآت في النسخة المقبلة من البطولة التي من المنتظر أن تنطلق أواخر الشهر الجاري، مضيفاً «المفاجآت استدعت زيادة سعة المدرجات لاستيعاب أعداد أكبر من الجمهور في قلعة الميدان» إقبال ملحوظ عشاق الألعاب والعروض التراثية عموماً واليولة خصوصاً سواء من حيث المتابعة أو الممارسة كانوا على الموعد، وحضرت بالفعل أعداد جيدة إلى مدرجات قلعة الميدان وساحتها، وعكس الإقبال على التسجيل من أجل المنافسة على بطاقات التأهل للبطولة ، التي من المنتظر أن تنطلق فعالياتها أواخر نوفمبر الجاري، وينظمها مكتب سمو ولي عهد دبي، التنامي الملحوظ لشعبية هذا الفن الذي يأتي في طليعة الفنون الأدائية التراثية في الدولة. «البطل يمر من هنا».. عبارة يمكن أن تمثل حضوراً دائماً في بطولات فزاع لليولة على مدار دوراتها المختلفة، وصولاً إلى الدورة الحالية التي سيرفع بطلها الكأس في شهر مارس 2013، فمشوار البطل عادة يبدأ من التصفيات وينتهي برفع كأس فزاع والحصول على الجائزة الكبرى في مسابقة يقدر مجموع جوائزها بملايين الدراهم، ويحصل صاحب المركز الأول على مليون درهم، فيما يتجاوز سقف تفاعل الجمهور معها المتوقع من مسابقة تراثية، حيث يشارك الجمهور في تحديد هوية المتسابق عبر ملايين الرسائل النصية التي يرشح من خلالها الأكثر إجادة دائماً للاستمرار في المنافسات. في المقابل، فإن أصحاب المراكز الأولى في النسخة الماضية من البطولة، وهم سيف سلطان بن سويلم، وسالم بن حتروش المنصوري، وربيَّع محمد بن هويدن الكتبي، وطلال يوسف الحمادي، قد تأهلوا مباشرة للبطولة، دون الحاجة إلى المرور بالتصفيات حسب اللوائح المعمول بها في المسابقة، ما يعني أن عبارة «البطل يمر من هنا» التي تحيل إلى التصفيات، قد تم استثناؤها حال فوز أحدهم بلقب 2013. وعلى الرغم من أن ثمة بطولة أخرى في اليولة يتم الدفع بها صيفاً هي بطولة الناشئين التي تقام بالتعاون مع مؤسسة دبي للفعاليات والترويج السياحي، فإنه حسب متابعين تبقى بطولة فزاع لليولة للكبار بمثابة الكرنفال السنوي الأهم لهذا الفن، سواء من حيث الإثارة أو المتعة والمنافسة، فضلاً عن ارتفاع قيمة جوائزها والاهتمام الإعلامي المحلي والخليجي بتفاصيلها. مشوار البطل جولات اختيار 40 فارساً من بين مئات المتقدمين للمنافسة من مختلف إمارات الدولة تبدو بالنسبة لجانب من الجمهور مناسبة تستدعي الحضور والمراقبة، لأسباب كثيرة، منها مراقبة مشوار البطل من ساحة الاختبار والاختيار إلى ساحة المنافسة والتأهل، وحتى ساحة التتويج، وهو أمر مختلف بالنسبة للجمهور غير المحايد الذي جاء لدعم متنافس بعينه، حيث يكون التشجيع هنا بهدف المؤازرة والتحفيز، فضلاً عن إرسال رسالة للجنة التحكيم والمتنافسين تؤكد حجم الشعبية التي يتمتع بها المنافس، وإن كان هذا العامل ينطبق بشكل أكبر على متنافسين لهم خبرات سابقة في المشاركة في البطولة. من جانبه، أشار مدير إدارة بطولات «فزاع» التراثية في مكتب سمو ولي عهد دبي، عبدالله حمدان بن دلموك إلى أن النجاحات التي تحققت للبطولة التراثية على مدار دوراتها تأتي تتويجاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، راعي بطولات فزاع التراثية، مؤكداً أن البطولة تهدف ضمن استراتيجيتها إلى تقوية أواصر ارتباط شريحتي الناشئة والشباب بخصوصية التراث الإماراتي في إطار منظومة ثقافية داعمة للهوية. انتشار خليجي بن دلموك توقع منافسات قوية تزخر بها الدورة المقبلة استناداً إلى مستويات المتقدمين للتصفيات، مضيفاً أن «فن اليولة الإماراتي تجاوز محلية الانتشار إلى آفاق أكثر رحابة، وبشكل خاص في ما يتعلق بدول مجلس التعاون الخليجي»، لافتاً إلى أن توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، راعي بطولات فزاع، كانت المحفز الأساسي لهذا الانتشار، الذي يعد فريداً من نوعه، نظراً لارتباط فن اليولة بخصوصية إماراتية بحتة، مؤكداً أن «الارتفاع الطردي في عدد المتقدمين للمشاركة في البطولة بشكل عام يؤكد نجاح البطولة في أحد أهم أسباب إقامتها وهو المحافظة على أحد أشكال التراث الإماراتي خصوصية، جنباً إلى جنب مع رياضات وفنون تراثية أخرى تضمها بطولات فزاع، مثل الرماية والصيد بالصقور والصيد بالسلق». وأضاف «هناك قاعدة جديدة من ناشئي اليولة ممن تجاوز أعمارهم 15 عاماً انضموا إلى بطولة فزاع لليولة لأول مرة هذا العام، بعدما أظهروا تألقاً لافتاً في بطولة الناشئين»، مؤكداً أن «بطولتي الناشئين والمدارس هما الرافد الأول للمسابقة التي تكتسب كل عام مزيداً من المتابعة الجماهيرية، تدفع اللجنة المنظمة إلى بذل قصارى جهدها لإنجاح الحدث الذي يفاجئ متابعيه كل عام بالجديد سواء على المستوى التنظيمي أو الفني». وحول أبرز الأطر التي شغلت لجنة الاختيار في التصفيات هذا العام، قال بن دلموك، إن اللجنة المكونة من الثلاثي الذي تألق في عدد من دورات البطولة السابقة وهم راشد حارب الخاصوني، مسلم العامري، خليفة بن سبعين، عبيد بن عمهي المنصوري، أولت عناية خاصة هذا العام لمنح فرص جيدة للمشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي على الوجوه الجديدة، كاشفاً عن أن التصفيات شهدت تواجداً جيداً من متسابقين من السعودية وسلطنة عمان والعراق، وكانت المفاجأة وجود متقدمين من دولة موريتانيا، ما يعد مؤشراً إلى أن الموروث الإماراتي ممثلاً باليولة هنا قد نجح بالفعل في تجاوز الإطارين المحلي والخليجي