فالعنف والإرهاب هما صفتان ترعاهم وتوجه افعالهما سلطة نظام صنعاء وأرض الجنوب هي بيئة طاردة لكل مظاهر وأشكال العنف والإرهاب 11-11-2012 07:10 الجنوب الحر - الدكتور/ حسين مثنى العاقل من مواليد مديرية الشعيب محافظة الضالع.. يعمل أستاذ مساعد بجامعة عدن. ناشط سياسي وأكاديمي في الحراك السلمي الجنوبي.. تعرض للاعتقال التعسفي والهمجي عدة مرات، وسجن أكثر من عام في سجن صنعاء المركزي وسجون محافظة لحج، وذلك انتقاما على كتاباته الواقعية المدعومة بالحقائق والشواهد على جرائم عمليات التهب والتدمير العدواني لدولة الجنوب في حرب صيف 1994 وما تلاها من مظاهر الحرمان والإقصاء والإبادة السياسية والاجتماعية لشعب الجنوب. وقد أصدر كتاب بعوان (قضية الجنوب – وحقائق نهب ممتلكات دولة: (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية). ويحتوي على بعض من الفضائح والجرائم العامة التي مورست وما زالت تمارس ضد الشعب الجنوبي وتعبث بثرواته وخيراته ومواردة السيادية. في البدء يسعدني لقائكم في صحيفة اليقين الغراء للتحاور معكم حول ما تتضمنه أسئلتكم القيمية، والتي سنطرح فيها مفهومنا السياسي للحوار معبرين في هذه الردود عن وجهة نظر خاصة، نتمنى أن نوفق في بلورة ذلك المفهوم بصورة واقعية ومقنعة. وفي ما يتعلق بالسؤال الأول: والخاص بموقفنا من الحوار الوطني المزعوم، فأنا شخصيا على قناعة تامة بأن مثل هذا الحوار لن يكتب له النجاح، وكما نلمس ونتعايش في واقعنا الجنوبي ونناضل في إطار الحراك السلمي الحامل السياسي لقضيتنا الجنوبي، يجعلنا على ثقة بأن قوى الحراك السلمي الجنوبي بمختلف تكويناتها السياسية المقتنعة والمصممة على خيار الحرية والاستقلال واستعادة الدولة، لن تقبل وقد أعلنت رسميا رفضها القاطع المشاركة والحضور لأية حوارات مهما كانت مقاصدها وأهدافها، ما لم تكن على قاعدة الاعتراف الرسمي والعلني من قبل سلطة نظام صنعاء بالقضية الجنوبية، والاعتذار والانسحاب واعادة ممتلكات دولة الجنوب والتعويض العادل لأبناء (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) عن كل ما لحق بهم من نهب عام وشامل طيلة سنوات الهيمنة والاحتلال، ثم وضع آليات وضوابط قانونية للحوار بين دولتين ونظامين سياسيين هما (الجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) على أن يكون الحوار المطلوب تحت أشراف إقليمي ودولي، ووفق مرجعية قراري مجلس الأمن الدولي رقم (924 – 931) لعام 1994م، بحيث يحدد على ذلك الحوار موافقة شعب الجنوب أولا وبحضور الرئيس الشرعي لدولة الجنوب علي سالم البيض والقيادات السياسية التي يرتضي بها الجنوبيين في ساحات الميادين النضالية في المحافظات الجنوبية، فهم وحدهم من سيقرر مصيرهم وموقفهم من الحوار الذي كما هو واضح الهدف السياسي منه ليس سوى الخداع والتسويف ومحاولة الهروب من حتمية فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب المستقلة وذات السيادة على كامل التربة الجنوبية من المهرة حتى باب المندب. - نعتقد ومن خلال الواقع الذاتي والموضوعي في الساحة الجنوبية، بأن الرافضين للحوار (اليمني) أو ما يسمى بالوطني، يمثلون غالبية الشعب الجنوبي، وأجزم القول بأن نسبة الرافضين تفوق 96% من قوى الحراك والشعب في محافظات الجنوب، والسلطة والعالم يعرف ذلك، ومهما حاولت السلطة استخدام الجنوبيين التابعين والموالين لها فلن يكون مصير محاولاتها غير الفشل. - المجتمع الدولي لا يعترف ولا يستجيب حسب تجارب الشعوب إلا لمطالب الشعوب المحتلة والمستعمرة والمضطهدة، وحتى وأن حاول الإعلام اليمني التزوير والتلفيق والكذب كعادته بما يزعم من عقوبات في عدم المشاركة في مسرحيتهم الهزلية، نقول لهم يكفيكم كذب وهراء.. فقضية الجنوب وأهدافها السياسية والاستراتيجية قضية عادلة ومشروعة والعقوبات بمشيئة الله ستتخذ بحق الناهبين والمجرمين من نظام صنعاء وليس بحق المناضلين الصامدين المطالبين بتحرير أرضهم واستعادة دولتهم دولة النظام والقانون.. - بالنسبة لما دار في لقاء جمال بن عمر مع بعض قيادات الحراك.. فهذا سؤال يمكن أن يوجه للمعنيين فيه.. وبالذات للمبعوث الدولي المقيم في العاصمة صنعاء. - لقاء القاهرة نتمنى أن يتم وينجح بين القيادات الجنوبية، إذا هداهم الله تعالى واستوعبوا الملاحظات والأسس المطروحة في مذكرة الرئيس علي سالم البيض والموجهة إلى الرئيس علي ناصر محمد.. ولكم سنكون سعداء كجنوبيين أن يتحقق لذلك اللقاء التوفيق والنجاح في صناعة الحظة التاريخية التي ننتظرها بفارغ الصبر. - نعم هناك تسابق وتنافس محموم لعقد المؤتمرات الخاصة؟ ولكن وأن اعتقد البعض بأنها ظاهرة صحية لمخرجاتها السياسية، فأن التوافق والثقة والانسجام والقبول بالآخر بين مختلف قوى الحراك المؤمنة بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة، والعمل الجاد وفق قواعد تنظيمية تلتزم بوضع برنامج انتخابي من المجالس الدنيا (المديريات) ثم المحافظات وحتى المؤتمر العام وبصورة سليمة وبشفافية، هي الضمان الفعلي للعمل المؤسسي.. وبدون ذلك لا نتوقع نجاح لمثل تلك المؤتمرات، أن لم تكون نتائجها سلبية على الجميع. - طوال الخمس السنوات الماضية من عمر الحراك السلمي الجنوبي، سقطت كل الدعايات والاتهامات، وستسقط وتفشل ما نتوقع مستقبلا وخلال الأيام القليلة القادمة من ابتكارات الكذب والخداع، ومن مزاعم الترويجات لتشوية سمعة ومكانة الحراك السلمي الذي بفضل الله وبفضل صمود الجماهير وتضحيات أكثر من 1722 شهيدا ، وسفك دماء أكثر من 8091 جريحا وقمع وسجن وتعذيب أكثر من 58,000 معتقل، لما عرف العالم حقيقة الأمر وتفهم لتجربة أول ثورة شعبية سلمية كانت مصدر ألهام لثورات الربيع العربي، وعموما فالعنف والإرهاب هما صفتان ترعاهم وتوجه افعالهما سلطة نظام صنعاء.. ويحق لنا القول والتأكيد بأن أرض الجنوب هي بيئة طاردة لكل مظاهر وأشكال العنف والإرهاب، ويناضل شعب الجنوب من أجل إقامة دولة مدنية حديثة تضمن الأمن والاستقرار الدوليين في أهم موقع استراتيجي في العالم. - حول مداهمة منزل طارق الفضلي، في الحقيقة لا يفهم الكثيرون وأنا منهم عن أوراق اللعبة العبثية ولا إنسانية في محافظة أبين ؟!. والتي ندعو أبناءها الشرفاء إلى صحوة الضمير وادراك مخاطر وأبعاد سياسة الأرض المحروقة لنظام صنعاء ومؤامراته عليهم وعلى وطنهم. - بالتأكيد لا بد من نهاية لحالة التباين والتشظي لدى النخب السياسية في قيادة الحراك.. ويقيننا بأن بوادر التوحد ورص الصفوف والعمل التوافقي المنظم والقائم على مبادئ التصالح والتسامح سيتحقق مهما تكالبت قوى التخلف ومراكز المؤامرات المعروفة مصادرها ونواياها العدوانية. - الكلمة التي اريد طرحها هي: دعوى الأخوة والأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية، أن يتفهموا لمطالب قضية شعب الجنوب المشروعة، وأن يمارسوا حقهم السياسي في التعبير عن رفضهم لاستمرار الهيمنة والاستبداد والنهب والتخريب والتهميش ووووالخ ضد أبناء الجنوب، وعليهم أن يدركوا أن من الأفضل بعد كل ما حدث ويحدث لوحدة الضم والإلحاق، أن لا سبيل لنا ولهم سوى بقيام دولة مستقلة في الشمال ودولة مستقلة في الجنوب وحرص الجميع على سلامة الروابط الاجتماعية وعلاقات الجوار التاريخية بين الشعبين الشقيقين.. والله من وراء القصد.