لطالما تحدث الشماليين عن عقيدة صالح وحزبه "الرقص على رؤوس الثعابين" والتي اعتبروها عقيدة سياسية انتهجها صالح طوال 33 عاماً مارس خلالها صنوف الظلم والقهر والاستبداد ولذا كان لابد من الخلاص من صالح ونظامه والتخلص من تلك العقيدة البائسة املاً منهم في قيام الدولة المدنية التي ينشدونها دولة الأمن والنظام والقانون دولة المواطنة المتساوية بعد ان ادرك الشماليين أن دولة الوحدة اصبحت في خطر وان النزعة الانفصالية في الجنوب وصلت ذروتها ليتسابقوا اثناء وبعد "ثورتهم المزعومة" الى رفع الشعارات واليافطات التي تؤكد بان القضية الجنوبية هي محور كل القضايا ولابد من المعالجة العادلة والسليمة لها وكل ذلك يأتي من خلال الحوار كما يقولون. أن ما حدث في الجنوب طيلة الاشهر الماضية من قمع وقتل واعتقال وملاحقات وكذا ما حدث يومي العشرون والحادي والعشرون من فبراير في عدن يبين حجم الهيمنة والعجرفة العسكرية لنظام صنعاء ويبشر بعقيدة جديدة انتجتها الثورة الشمالية في الجنوب وهي"الرقص على مواجع الجنوبيين" بعد ان اصبحت ثورتهم هي التي تقتلنا مثلما كان يفعل صالح تماماً ومابين عقيدة صالح وعقيدتهم الجديدة اتساءل ما الذي استجد لكي يُصدق الجنوبيين ان صالح قد رحل عن السلطة؟ سؤال يطرح نفسه على من يحضرون للحوار المزمع ؟اذا انه من غير المعقول ان يطالب الجنوبيين بالمشاركة في الحواروابناءهم يقتلون ويسحلون فضلاً على من ضاقت بهم ذرعاً السجون والمعتقلات !! من غير المنطقي ان يصّر شباب الثورة وعصابات صنعاء على استفزاز مشاعر الجنوبيين بالاحتفال بمرور عام على انتخاب هادي كرئيساً للبلاد في ساحة العروض بعدن وذلك لأن الجنوبيين رفضوا تلك الانتخابات وافشلوها واعتبروها مشرعنة لاحتلال الجنوب فضلاً على ان تلك الساحة تتسم بروحانية خاصة في ذوات الجنوبيين كونها شكلت انطلاقة الحراك السلمي الجنوبي المجيد في 2007م وباتت تُعرف منذ ذلك العام بأنها تابعة للحراك فلماذا تستفز تلك الاطراف ابناء الجنوب ومن ثم تقتلهم؟ ولماذا تأبى عصابات صنعاء على الاحتفال على دماء واشلاء الجنوبيين؟ حقاً انهم يعشقون ويتمتعون بالرقص على مواجع البؤساء الذين لم تعد ارواحهم تقوى على تحمل المزيد من القهر والألم والدمار. يبدو جلياً ان التحالف الأسود على الجنوب وعصابات النهب والفيد وكل القوى الظلامية التي احتلت الجنوب صيف 94م تعمل ليلاً نهاراً على مغالطة الاقليم والعالم لتنقل الصورة في الجنوب على غير حقيقتها من خلال محاولات يائسة لاظهار شعب الجنوب كعاشق للوحدة ولهذا هم يرون أن الغاية تبرر الوسيلة مهما كان حجم الدمار والخراب والعربدة والغطرسة التي يمارسها اولئك المحتلين بحق الشعب الجنوبي ولكن هيهات ان ينالوا مرادهم فالفعل الثوري في الجنوب يفضحهم كل يوم ويؤكد بأنهم يكذبون مثلما يتنفسون وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه ارادة شعبنا العظيم على غطرسة القوة وعلى عقائدهم التي نذوق مرارتها كل حين ليرحلوا من الجنوب صاغرين يجرون اذيال الخزي والهزيمة والعار. لقد اصبح الحديث عن ما يُسمى بالحوار الوطني شيئاً من العبث اذ ان ما يدور في عدن وفي محافظات الجنوب الاخرى يُبين حجم الرفض الجماهيري للحوار إلا اذا كان بين دولتين وبرعاية اقليمية او دولية وعلى عصابات صنعاء ان تدرك ان الكذب والخداع لا يحل المشاكل بقدر ما يعمقها فتمثيل الجنوبيين في الحوار عن طريق بعض الاشخاص ماهو الا مسرحية هزلية سرعان ما ستنكشف فالمغالطات لم تنفع صالح ونظامه من قبل وقطعاً لن تُفيد كهنة الدين والتحالف الاسود وكل الظلاميين المتآمرين على إرادة الشعب الجنوبي فالحوار بهذه الطريقة والكيفية مرفوض وسنضل نرفضه كجنوبيين حتى يرث الله الارض وما عليها. ختاماً : تحية اجلال واكبار لكل الجنوبيين الصامدين في ميادين الشرف والنضال والرافضين لوحدة السلب والنهب والفيد رغم عدوان صنعاء باحزابها ومشائخها وقواتها وجبروتها وعنجهيتها وغطرستها وتحية بحجم الرب لكل قطرة دم سالت وستسيل على تربة الجنوب دفاعاً عن هذا الوطن وليعش الجنوب حراً ابياً مستقلاً وعاصمته عدن.