التكنولوجيا بحر من الاختراعات والاكتشافات والأفكار، وهي سهلة وسريعة، وتكاد تسبق الوقت والزمن، ففي كل فترة نفاجأ باختراع ينشغل معه الناس ويصبح حديث مجالسهم وتجمعاتهم ويصبح موضوعاً للكتابة في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي. والإنستغرام — الذي اعتبره شكلاً من أشكال مواقع التواصل الاجتماعي — شأنه شأن باقي إخوانه من الاختراعات التي انبهر بها الناس وغرقوا في استخدامها وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومياتهم سواء كانوا في حل أو سفر، وقد يستخدمه البعض الآخر للتسلية في أوقات الفراغ. وفي مقالتي هذه لا أريد أن أنكر إيجابيات هذا البرنامج الكثيرة، فأنا من أحد مستخدميه بل وناشطة فيه كذلك، ولكن أريد أن أتكلم عن بعض التجاوزات غير اللائقة التي تحدث فيه، وأولها تجاوز الحدود بين الجنسين، فمثلاً نرى فلانا يعلق على صور زوجة صديقه بكل حرية وأخرى تضع (Like) على صورة شاب لا تربطها به علاقة ومن جانب آخر نرى اثنين (ذكرا وأنثى) لا تربط بينهما علاقة ولا يعرفان بعضهما البعض الا من خلال هذا البرنامج، فنقرأ الضحكات و"السوالف" بينهما دون أي حدود ودون أدنى احترام وكل هذا يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا. هذه بعض التجاوزات بالنسبة لما يُكتب أما ما يُصور فحدّث ولا حرج، نجد من تضع صورا شخصية أخجل من ذكرها، وأخرى تضع صورة صديقتها أو أختها او ابنة خالتها وهي عروس في ليلة الحنة أو في ليلة العرس طبعاً دون إظهار الوجه، أي جهل هذا وأي سطحية عندما تضعين صورة فتاة وهي في أبهى زينتها دون اظهار وجهها ظناً منك أن الحرمة تكمن في إظهار الوجه فقط!! وفتيات أخريات يضعن صور الممثلين وتبدأ من هنا سلسلة التعليقات غير اللائقة وأخريات يضعن كل تحركاتهنّ ويصورن أنفسهنّ أحياناً بطلاء الأظافر، وأحياناً أخرى نجد من تصور خزانة ملابسها أو خزانة أحذيتها المليئة بالأحذية ذات "الماركات العالمية" أو صوراً لأكياس تسوقها وطبعا جميع الأكياس تحمل أسماء الماركات المعروفة، وأخرى تضع طقم المجلس الجديد من ماركة معينة. وأخريات يضعن صوراً غير لائقه تخدش الحياء، إنه حب المظاهر المرضي الذي يقلل من قيمة الأمور ويجعلها دون المستوى. لن أذكر المزيد من الأمثلة، فالشرح سيطول ولكن ما أتمناه حقاً أن أدخل في عقول هؤلاء لأعرف كيف يفكرون! هناك أمور في الحياة تليق وأخرى لا تليق كما أن هناك أمورا تعتبر "سوء أدب" و"عيبا". شخصياً اعتبر الانستغرام مساحة واسعه جداً يبني فيها الناس أحكامهم وانطباعاتهم على أصحاب الصور، فمن يهمه أن يكون من أصحاب السمعة الحسنة فليبعد نفسه عن الشبهات و"القيل والقال". أعزائي، الانستغرام مساحة جميلة لتبادل الأفكار والآراء وللإعلان عن المشاريع وتسويقها ولعرض المواهب وقد تكون مساحة دعوية جيدة للتأثير وتغيير بعض الناس و"العقول" للأفضل إذا أحسنّا استخدامه. وكما نكرر ونقول دوماً التكنولوجيا هي سلاح ذو حدّين، فنحن من نقرر ما إذا كنا سنحسن أو سنسيء استخدامها، فلنتوقف عن لوم التكنولوجيا على أخطائنا وعدم استخدامها الاستخدام الأمثل ولنجعلها شاهدة لنا لا علينا.