بدء محاكمة رئيس وزراء القذافي بتهم تتصل بالاغتصاب الجماعي والفساد طرابلس وكالات: بدأت امس الاثنين محاكمة البغدادي المحمودي رئيس وزراء ليبيا في عهد الزعيم السابق معمر القذافي بتهم تتعلق بالفساد واصدار الأمر بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي أثناء الحرب العام الماضي. وقد يعاقب المحمودي بالسجن المؤبد أو الاعدام إذا أدين. وكان رئيسا للوزراء من عام 2006 الى ان هرب الى تونس قبيل سقوط طرابلس في أيدي مقاتلي المعارضة في اغسطس/ اب العام الماضي. ويعتبر قادة ليبيا الجدد محاكمة كبار شخصيات عهد القذافي أمام القضاء الليبي مسألة كبرياء وطنية كما يحرصون على ذلك لاظهار ان مؤسسات الدولة قادرة على النهوض بالمهمة. لكن جماعات حقوق الانسان تشكك في إمكان أن ينال هؤلاء محاكمة عادلة في بلد ترسخت فيه الكراهية لحكم القذافي وتتمتع الميليشيات التي ساعدت في الاطاحة به بنفوذ واسع. وأحيطت الجلسة بإجراءات أمن مشددة. وبدا المحمودي في صحة جيدة عندما مثل في قفص الاتهام مرتديا الملابس الليبية التقليدية. وأجل القاضي نظر الدعوى الى العاشر من كانون الاول (ديسمبر) لمنح الادعاء والدفاع مهلة للاطلاع على الاوراق. ولم يقم القاضي بتلاوة التهم الموجهة الى المحمودي لكن المتحدث باسم المدعي العام طه بعرة اعلن الاحد لوكالة فرانس برس انه متهم خصوصا 'بارتكاب اعمال ترمي للمساس بأمن الدولة'. ولم يحضر متهمان اخران لم يكشف عن اسميهما وهما قيد الاعتقال وكان يفترض ان يمثلا في اطار القضية نفسها، ما اثار احتجاج الدفاع. واستغرقت الجلسة حوالى عشر دقائق ثم رفعت الى 10 كانون الاول/ ديسمبر بطلب من الدفاع والنيابة. وطلب الدفاع ارجاء الجلسة ليتسنى له المزيد من الوقت لدراسة الملف وتحضير المرافعات. وتسلم المحمودي رئاسة الحكومة في ليبيا منذ العام 2006 وحتى سقوط نظام معمر القذافي في ايلول/سبتمبر 2011. ويعتبر المحمودي وسيف الإسلام ابن القذافي من أهم الشخصيات الذين يملكون أسرار حقبة حكم القذافي الطويلة، وهرب البغدادي من ليبيا في أيلول/سبتمبر 2011 بعد سقوط طرابلس بأيدي الثوار واعتقل في 21 أيلول/سبتمبر في جنوبتونس قرب حدودها مع الجزائر. وسلمت تونس المحمودي في حزيران /يونيو ليصبح أول مسؤول رفيع سابق من عهد القذافي يعاد إلى ليبيا لمحاكمته في ظل القيادة الانتقالية. وانتقدت شخصيات سياسية تونسية معارضة ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان تسليم المحمودي، معتبرة ان هذا القرار ينتهك القوانين الدولية رغم تعهد السلطات الليبية بتأمين محاكمة نزيهة له. ومنذ تموز/يوليو الماضي يدفع المحمودي من سجنه في طرابلس ببراءته. وقال محاميه مبروك خورشيد في ايلول (سبتمبر) انه لم يسمح له برؤية موكله لفترات طويلة. واضاف انه سمع ان رئيس الوزراء السابق محتجز رهن الحبس الانفرادي وانه اصيب بانهيار عصبي بعدما ابلغه وزير العدل التونسي ان تسليمه بات وشيكا. وكان رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي ثاني مسؤول كبير من عهد القذافي يسلم الى ليبيا. وقد سلم في ايلول /سبتمبر بعد القاء القبض عليه في موريتانيا إثر دخوله البلاد بجواز سفر مزور. وأوقف قاض ليبي في أيلول محاكمة بوزيد دوردة الذي كان مسؤولا كبيرا بالمخابرات في عهد القذافي بعد أن قال محاميه ان الاجراءات غير دستورية. واعتقل دوردة في طرابلس واتهم بقتل مدنيين وتوفير اسلحة لقتل مدنيين والتآمر لاثارة حرب اهلية.