أطلق 11 صاروخا، أمس، من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، انفجر أحدها بالقرب من منزل، بينما اعترض نظام «القبة الحديدية» الدفاعي اثنين منها، كما أعلنت الشرطة الاسرائيلية، غداة ليلة من الهدوء الهش، واستمر السجال بين السياسيين من التحالف الحكومي والمعارضة في إسرائيل حول اجتياح عسكري بري لقطاع غزة في أعقاب التصعيد الأمني، فيما طالبت الرئاسة الفلسطينية والحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، بتدخل دولي لوقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وأرسلت الحكومة المقالة شكوى إلى الأممالمتحدة والى الجامعة العربية دعتهما إلى التحرك «لوقف العدوان» على القطاع، وفي وقت اقتحم مستوطنون قرية المنشية قرب بيت لحم جنوب الضفة، وحاولوا إحراق أحد المنازل، أبلغ الرئيس الاميركي باراك أوباما الرئيس الفلسطيني محمود عباس معارضته للقرار الفلسطيني بالتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة لإعطاء فلسطين صفة دولة غير عضو. وتفصيلاً، أعلن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد، أن الصواريخ أطلقت بعد الساعة السابعة والنصف صباح أمس. وقال روزنفيلد «أطلقت سبعة صواريخ على منطقة النقب واثنان على منطقة عسقلان»، مشيراً الى سقوط صاروخ في ساحة منزل في بلدة نيتيفوت الاسرائيلية الواقعة على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق مدينة غزة. وأضاف ان نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ تمكن من اعتراض الصاروخين الآخرين. وتبنت كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية اطلاق الصواريخ. وشن الطيران الاسرائيلي الليلة قبل الماضية غارات على قطاع غزة رداً على اطلاق صواريخ فلسطينية على الاراضي الاسرائيلية منذ السبت الماضي، بحسب ما جاء في بيان للجيش الاسرائيلي. وقال المتحدث باسم الجيش ان هذه الغارات استهدفت نفقاً للتهريب وبناء يستعمل لتخزين أسلحة في شمال قطاع غزة، وموقعاً لإطلاق الصواريخ في جنوب القطاع، موضحاً ان الطائرات «أصابت» هذه الاهداف. ويأتي ذلك بعد ليلة هادئة على الجانب الاسرائيلي إثر تدخل مصري لمحاولة التوصل الى هدنة، بحسب ما أعلنت مصادر مصرية لوكالة «فرانس برس» بعد 24 ساعة من القتال اسفرت عن مقتل ستة فلسطينيين وسقوط 110 صواريخ على اسرائيل أدت الى اصابة 8 أشخاص. وأكدت مصادر فلسطينية مبادرة التهدئة، وقالت ان حركتي حماس والجهاد الاسلامي أكدتا استعدادهما للحفاظ عليها شريطة «التزام اسرائيل بها». في المقابل، أبدى المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نمر حماد، إدانته الشديدة للتصعيد الإسرائيلي على القطاع الذي يتواصل لليوم الثالث على التوالي. وحث حماد «الأطراف الموجودة» في غزة على تجنب منح إسرائيل «الذريعة للقيام بحرب وعملية برية»، واستهداف المدنيين من سكان القطاع. وذكر أن السلطة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة مع الأطراف كافة بما فيها الإدارة الأميركية والجانبان المصري والأردني لوقف التصعيد الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة، طاهر النونو، في تصريح صحافي، ان «الحكومة بعثت شكوى للامم المتحدة احتجاجاً على جرائم الاحتلال، وتدعو الامين العام الى وقف العدوان واستهداف المواطنين». وأضاف ان الحكومة «بعثت ايضا رسائل الى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي استعرضت فيها جرائم الاحتلال وقتله لمواطنينا، ودعت الى التحرك الفاعل لوقف العدوان على شعبنا». وعبّرت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أمس، عن القلق العميق بشأن تصاعد العنف الأخير بين غزة وإسرائيل. وقالت إنه ينبغي تفادي وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح، وعبّرت عن دعمها لجهود وساطة مصر، مجددة القول، إنه «لا مكان للعنف في الشرق الأوسط». يأتي ذلك في وقت قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، إن الموقف الاميركي برفض أوباما نيل فلسطين صفة دولة غير عضو جاء خلال اتصال هاتفي مطول بين عباس وأوباما، إذ هنأه الرئيس عباس بنجاحه في الانتخابات الرئاسية، فيما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن الولاياتالمتحدة أوقفت مساعداتها المالية للسلطة الفلسطينية منذ عام. وأوضح أبوردينة أن عباس «شرح خلال الاتصال أسباب ودوافع القرار الفلسطيني بالتوجه الى الاممالمتحدة لنيل دولة غير عضو، وذلك بسبب استمرار النشاط الاستيطاني، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين وممتلكاتهم». وقال «إن الرئيس أوباما عبر بدوره عن معارضة الولاياتالمتحدة لقرار الذهاب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة». من ناحيته، أكد البيت الابيض في بيان نشره بعد الاتصال الهاتفي، ان الرئيس أوباما «جدد التأكيد خلال اتصاله بعباس على معارضة الولاياتالمتحدة للجهود الاحادية الجانب في الاممالمتحدة». وأضاف البيان ان الرئيس الأميركي «جدد التأكيد على التزامه من أجل السلام في الشرق الاوسط ودعمه القوي للمفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، للوصول الى هدف قيام دولتين تعيشان جنباً الى جنب بسلام وأمن». في سياق آخر، قال شهود عيان من أبناء قرية المنشية قرب بيت لحم، إن المستوطنين هاجموا القرية وحاولوا إحراق أحد المنازل، بعد سكب مادة البنزين عليه، إلا أن السكان تصدوا لهم ورشقوهم بالحجارة وأجبروهم على الفرار. من جهة أخرى، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية، إن وزير الجيش الإسرائيلي إيهود باراك، أقر بناء 538 وحدة سكنية في مستوطنة «إيتمار» بالقرب من نابلس شمال الضفة الغربية. وكشفت الصحيفة عن وثائق تؤكد أن البناء في المستوطنة التي أقيمت عام 1984 غير قانوني، لكن بعد مقتل أفراد عائلة أحد المستوطنين في المستوطنة عام 2011 تم المصادقة على بناء الوحدات السكنية. وأشارت الوثائق إلى عقد جلسة يوم 24 من سبتمبر الماضي في وزارة الجيش، وتم خلالها إقرار البناء الجديد في المستوطنة وسيتم تبييض 137 وحدة سكنية أقيمت دون ترخيص، إضافة إلى بناء 538 وحدة جديدة.