بولا برودويل المرأة الذكية والأنيقة والواثقة بنفسها، كانت تملك كل شيء كما يبدو إلى حين ارتباط اسمها بالفضيحة التي أسقطت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، الجنرال ديفيد بترايوس. وبرودويل التي تحمل رتبة ضابط سابق في الجيش الاميركي متزوجة بطبيب في الاشعة ولها ولدان، وهي خريجة هارفرد والأكاديمية العسكرية في ويست بوينت، بدأت عملها اولاً خبيرة في مكافحة الارهاب، لكن بعدما حصلت على فرصة كتابة سيرة أشهر جنرال اميركي، التي كانت بمثابة حلم لها، انطلقت برودويل في علاقة غرامية أسقطت هذا البطل اللامع ونالت من سمعتها أيضاً. وتدور تساؤلات في أميركا حول طبيعة علاقتها مع بترايوس، إذ كانت تقول عنه انه بمثابة المرشد لها، وما إذا كانت علاقة حب حقيقي او مجرد إعجاب او هوس، ولماذا جازفت بكل شيء ووجهت رسائل تهديد عبر البريد الالكتروني لامرأة كانت تعتبرها منافسة لها في تلك العلاقة. «الشغف والقوة والرؤية».. ثلاث كلمات تلخص جزئياً تعقيد شخصية بولا كرانز التي تخرجت عام 1991 في جامعة بيسمارك في داكوتا الشمالية مسقط رأسها، كما ورد تحت اسمها على موقع الجامعة على الانترنت. وفي السنوات التالية وضعت الرياضية بولا كل تركيزها على الحرب وحل النزاعات عبر دخولها اكاديمية ويست بوينت العسكرية الراقية، والتي تضم النخبة. وشهدت حياتها منعطفاً عام 2006 حين التقت للمرة الأولى بترايوس الذي حضر الى جامعة هارفرد، حيث كانت بولا تتابع دروسها لنيل إجازة ماجستير في الادارة العامة، لإلقاء محاضرة. وتكتب في السيرة الذاتية للجنرال بترايوس «تعارفت إلى اللفتنانت جنرال - آنذاك - بترايوس وأطلعته على الابحاث التي أتابعها». برودويل، وهي ضابط احتياطي في الجيش الأميركي، قررت ان تعد دراسة عن اسلوب قيادة بترايوس، عام 2008، وعلى مر الوقت أمضت بولا معه أوقاتاً طويلة، لاسيما حين قررت كتابة سيرته الذاتية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مساعد سابق للجنرال بترايوس، قوله «كنت اجد علاقته معه غريبة»، لكن آخرين بدا انهم استغربوا الفضيحة، وعبروا عن شكوكهم في احتمال ارتباط برودويل بعلاقة غرامية. ولم يعرف الكثير عن زوجها سكوت رغم أنه ظهر معها في التلفزيون في برنامج الكوميدي جون ستيوارت «ديلي شو» في يناير، حين تبارى الثلاثة في حركات رياضية، وتفوقت عليهما بولا. وعلى صفحتها على موقع «لينكد» تعدد هذه السمراء الرشيقة بين هواياتها رفع الأثقال والملاكمة، وفي ما يدل على ذلك أطلقت عليها احدى وسائل الاعلام الأميركية اسم «لوينسكي البنتاغون»، في إشارة الى المتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي، التي ارتبط اسمها بعلاقة مع الرئيس السابق بيل كلينتون، ما أثار فضيحة كبرى آنذاك.