فسنغافورة علي سبيل المثال تعد من أكثر دول جنوب شرق آسيا اهتماما بهذه المشكلة, فحوالي15.5% من سكانها فوق الستين, وهي نسبة مرشحة للزيادة لتصل لحوالي37.8% عام2050 وهي ظاهرة تشترك فيها مع كل من تايلاندواليابان وهونج كونج وكوريا الجنوبية ولكن بدرجات متفاوتة. هذه النسبة المرتفعة تفرض عليها تحديات كثيرة تتعلق بتهيئة الأجهزة الحكومية والمجتمع المدني والعائلات للتعامل مع هذه الحقيقة, وذلك عن طريق تفهم احتياجات هذه الفئات العمرية وتنفيذ إصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية, سنغافورة من جانبها واجهت المشكلة عن طريق تنفيذ حزمة إجراءات تتمثل في استقدام العمالة الأجنبية, وتشجيع الإنجاب, وتشجيع النساء وكبار السن علي الاستمرار في العمل, ومع ذلك تبدو هذه الإجراءات غير كافية, ويظهر التراجع بوضوح في عدم الاستجابة لبرامج تشجيع الإنجاب, فضلا عن المشاكل التي ترتبت علي جلب العمالة الأجنبية, مثل صعوبات الاندماج الاجتماعي, وارتفاع الأسعار, ومع ذلك لم تتوقف سنغافورة عن استقدام هذه العمالة, علي النقيض من ذلك مازالت اليابان علي موقفها الرافض, بسبب تخوفها من المشكلات الاجتماعية التي يجلبها المهاجرون ورغبتها في الحفاظ علي التجانس العرقي الذي تتمتع به, فهل سيستمر الوضع في اليابان كذلك حتي عام2050, عندما تفقد طبقا لما تشير إليه الإحصاءات ثلث سكانها البالغ تعدادهم127 مليون نسمة؟. أديب نوبل حالة من الهوس انتابت الصينيين مؤخرا لشراء مؤلفات الأديب الصيني مو يان الفائز بجائزة نوبل في الأدب لهذا العام وذلك بمجرد إعلان فوزه بالجائزة الرفيعة. هذا الإقبال تسبب في اختفاء مؤلفاته من أرفف المكتبات, بعد أن تسابق القراء علي شراء أشهر مؤلفاته, الأمر الذي دفع كبري المكتبات لتخصيص أرفف كاملة لأعماله التي نفدت بمجرد عرضها, بل بلغ الأمر ببعض المكتبات مطالبة زبائنها إمهالها أسبوعا علي الأقل للحصول علي نسخة من أعماله, حتي يتسني لدور النشر طباعة نسخ جديدة منها. هذا الهوس امتد أيضا للانترنت حيث فوجئ من حاولوا الشراء عبر الانترنت بان كل أعماله المعروفة بيعت بعد أن قفزت أرقام التوزيع لمستويات غير مسبوقة. هذه الحالة دفعت أحد النقاد للقول إن فوز يان وان كان تسبب في حالة من الفخر والاعتزاز لدي الصينيين إلا أن ذلك لا يعني أن تنعكس الجائزة علي الأدب الصيني ككل, فهناك العديد من الأمثلة لأدباء فازوا بنوبل, ولكنها لم تفعل سوي القليل سواء للكاتب الذي فاز بها أو للأدب الذي ينتمي إليه. مصائب قوم تنطبق مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد تماما علي الوضع في كمبوديا بعد أن أصبحت محل اهتمام الشركات اليابانية العاملة في الصين التي تواجه حاليا صعوبات جمة, بسبب الخلاف الصينيالياباني حول5 جزر في بحر شرق الصين وذلك طبقا لما أوردته صحيفة اساهي شيمبون اليابانية. الصحيفة نقلت عن أحد مديري الشركات اليابانية العاملة في كمبوديا, أنه يتلقي أسبوعيا استفسارات عديدة من شركات يابانية متنوعة النشاط حول آفاق العمل هناك. الصحيفة أشارت الي أن أكثر من500 شركة يابانية تبحث إقامة مشروعات مع الحكومة الكمبودية, وان80% من هذه الشركات تدرس نقل نشاطها من الصين إلي هناك. عوامل جذب هذه الشركات لايتوقف علي قلة أجور العمال والانفتاح علي الاستثمار الاجنبي فقط, ولكن هناك عوامل داخلية أخري تتعلق بالبنية التحتية مثل تحسن حالة الطرق السريعة, الأمر الذي يسهل الانتقال بينها وبين الدول المجاورة مثل فيتناموتايلاند.