بيروت - "السياسة": تتجه الأنظار إلى جلسة الحكومة المقررة اليوم في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان بعد عودته من جولته الأفريقية, حيث ينتظر أن تشهد مواجهة حادة بين وزراء سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس "جبهة النضال" النائب وليد جنبلاط من جهة وبين وزراء "8 آذار" من جهة ثانية, سيما بشأن تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات, في وقت يتوقع أن يثير سليمان موضوع القصف السوري للأراضي اللبنانية, الذي تجدد أمس, سيما أن وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور لا زال يشكك في القصف السوري للأراضي اللبنانية, معارضاً موقف رئيس الجمهورية ومؤيداً لوجهة نظر "حزب الله" وحلفائه في "8 آذار". وبعد خروج منصور عن الارادة الرسمية التي تجلت بموقف سليمان الذي كلفه فيه توجيه مذكرة احتجاج الى السلطات السورية على خلفية خرقها السيادة اللبنانية, جدد رئيس الحكومة, أمس, الطلب من وزير الخارجية متابعة الموضوع مع سورية لاتخاذ الاجراءات اللازمة حفظا لحقوق لبنان خصوصا ان الجيش يتخذ الاجراءات المناسبة لضبط الحدود ومنع أي محاولة للعبث بالامن. وجاء موقف ميقاتي خلال جلسة لمجلس الوزراء أمس أكد خلالها أن "عدداً من المناطق الحدودية اللبنانية تعرضت للقصف من الجانب السوري", مكذباً بشكل ضمني وزير الخارجية الذي وصف المعلومات عن الاعتداءات السورية ب "الشائعات". ويتوقع أن تشهد جلسة الحكومة اليوم مواجهة حادة في هذا الاطار, حيث سيدافع وزراء "8 آذار" عن وزير الخارجية الذي يصر على عدم الالتزام بالتعليمات الرسمية الصادرة عن رئيسي الجمهورية والحكومة. وفي مؤشر على ذلك, اعتبر وزير "حزب الله" محمد فنيش, خلال جلسة مجلس الوزراء أمس, أن الجانب السوري نفى أي خرق للحدود اللبنانية وأنه إذا حصل ذلك فمعالجته تكون عبر القنوات الديبلوماسية بين الدولتين. وفي الملف الانتخابي, أكدت أوساط حكومية ل"السياسة" أن سليمان مصر على بند تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات وسيطرحه على جدول أعمال الجلسة مدعوماً من ميقاتي بغض النظر عن مواقف الفرقاء الآخرين من هذا الموضوع, فإما أن يوافق مجلس الوزراء على إنشاء الهيئة وإما لكل حادث حديث, حيث سيتحمل الفريق المعارض مسؤولية مواقفه وما سيترتب عنها من تداعيات على عمل الحكومة. وتفيد معلومات أن رفض تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات من قبل "8 آذار" التي تسيطر على الاكثرية في الحكومة, سيدفع وزراء سليمان وميقاتي وجنبلاط إلى الاعتكاف. ولم تحسم المصادر الوزارية مصير سلسلة الرتب والرواتب وما إذا كان مجلس الوزراء بصدد إحالتها إلى مجلس النواب, أم أنها ستخضع لمزيد من النقاش, في حين أشارت معلومات إلى أن مصير السلسلة مرتبط بما ستؤول إليه الأمور بالنسبة إلى هيئة الإشراف على الانتخابات. من جهة أخرى, التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري, أمس, وزير الداخلية مروان شربل وبحث معه في الأوضاع الأمنية والانتخابية. ودان بشدة حادثة الاعتداء الذي تعرض له المشايخ على أيدي بعض الشذاذ المشبوهين, داعياً إلى إنزال أشد العقوبات بالجناة. ونوه بري بدور المسؤولين المعنيين في الجيش والقوى الأمنية والقضاء, مشيداً بالمواقف الحكيمة والمسؤولة التي تحلى بها الجميع, ما قطع الطريق على الفتنة وما يخطط للبنان واللبنانيين. وأكد بري ضرورة تحصين الساحة الداخلية وتعزيز التوافق الوطني لمواجهة المرحلة الدقيقة والصعبة التي يمر بها لبنان في ظل التطورات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة, وأعاد التأكيد على أهمية إيلاء الوضع الأمني الأولوية, داعياً إلى تقديم كل الدعم للجيش والقوى الأمنية من أجل حماية الاستقرار والسلم اللبناني.