نفى سجين سعودي محكوم في العراق في تصريحات مصورة تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة. ووصف وزير العدل العراقي التقارير الإعلامية التي تناولت الموضوع بأنها جزء من مسلسل استهداف الحكومة. كشفت وزارة العدل العراقية عن تسجيل تصريحات لسعودي محكوم في العراق بتهمة الإرهاب ينفي فيها ما نقلت عنه تقارير إعلامية حول تعرضه لتعذيب وسوء معاملة حيث وصف وزير العدل العراقي حسن الشمري ذلك بأنه جزء من مسلسل استهداف الحكومة العراقية.. فيما اعلنت الوزارة اليوم عن تنفيذ حكم الاعدام بحق سبعة سعوديين بتهمه المتاجرة بالمخدرات في محافظة المثنى الجنوبية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل حيدر السعدي "أن السجين عبد الله حسين سعد انتقل حديثاً من سجن سوسة الفيدرالي بمدينة السليمانية الشمالية الى سجن التاجي المركزي في بغداد، نافيا اتصاله بأي وسيلة اعلامية من داخل زنزانته، كما اكد بأن ادارة السجن تعامله بانسانية واحترام ويتلقى معاملة حسنة ولا يواجه اي ضغوط او مضايقات من القائمين على ادارة السجن". وأوضح السعدي في تصريح وزعته الوزارة اليوم الاربعاء أن مدير السجن مأمون أبو بكر خضر اكد بأن النزيل حسن السيرة والسلوك ولم تسجل ضده اية مخالفة للضوابط والنظام العام في السجن، كما لم يروج للافكار الطائفية والتكفيرية. وأشار السعدي إلى أنّ القضاء العراقي كان قد اصدر حكماً بالسجن عشرين عاماً على المدان المذكور وفق المادة (194) من قانون مكافحة الارهاب، بعد دخوله الى الاراضي العراقية نهاية العام 2003، مستغلا الوضع الامني المتدهور آنذاك. يذكر أن بعض الفضائيات ادعت بأن السجين السعودي المذكور اتصل بها وصرح بأنه يلاقي معاملة سيئة داخل سجنه في العراق، الامر الذي نفاه السجين جملة وتفصيلا في تصريحات مصورة لاعلام وزارة العدل. ويأتي هذا اللغط حول السجين السعودي في وقت أكد مصدر في وزارة العدل تنفيذ حكم الاعدام في ساعة مبكرة من صباح اليوم بحق سبعة مدانيين سعوديين بتهمه المتاجرة بالمخدرات بسجن عرعر المركزي في محافظة المثنى (375 كم جنوب بغدا). وأشار إلى أنّ "هؤلاء المدانيين السعوديين تم القاء القبض عليهم منذ عام 1990 على الحدود العراقية السعودية بتهمه المتاجرة بالمخدرات". واوضح ان "سبب تاخير تنفيذ حكم الاعدام بحقهم كان بسبب تبادل السجناء وفق اتفاقيات بين الدولتين" كما نقلت عنه وكالة البغدادية نيوز. وزير العدل العراقي: فبركة تصريحات السجين جزء من استهداف الحكومة ومن جهة اخرى قالت الوزارة في بيان صحافي اليوم أن السجين السعودي الجنسية (عبد الله حسين سعد)، قد نفى بشكل قاطع اتصاله بأي فضائية او وسيلة اعلامية من داخل السجن، مؤكدا بأنه تلقى معاملة حسنة في سجن سوسة الفيدرالي بشمال البلاد او مكان احتجازه الحالي في سجن التاجي المركزي ببغداد. ووصف وزير العدل حسن الشمري ما نشر عن اعترافات السجين عبد الله حسن سعد العنزي بانه "رواية وجزء من مسلسل استهداف الحكومة العراقية بشكل عام والسجون التابعة لوزارة العدل بصفة خاصة. وأوضح الشمري: ان الوزارة ماضية في برنامجها الإصلاحي ولن تكترث بالأكاذيب والافتراءات المضللة. يشار إلى أنّ السجون التابعة لوزارة العدل العراقية قد شهدت زيارات عديدة لمنظمات محلية وعربية ودولية، وآخرها الزيارة المفاجئة التي قام بها الامين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر، الى سجن البصرة المركزي. وأشاد كوبلر والوفد المرافق له بالمعاملة الحسنة والرعاية التي يتلقاها النزلاء بغض النظر عن افكارهم وانتماءاتهم العراقية والمذهبية، كما تم الاشادة بمستويات الاصلاح والتأهيل المطابقة للمعايير الدولية لحقوق الانسان. ويأتي نفي وزارة العدل العراقية لتصريحات السجين السعودي عبد الله حسين سعد بعد اربعة ايام من تناقل وسائل اعلام عربية على نطاق واسع ما قالت إنها تصريحات كشف فيها السجين السعودي العائد من العراق عن تعرضه الى التعذيب علي يد عناصر من الحرس الثوري الإيراني في احد السجون العراقيه. وأشارت إلى أنّ السلطات العراقيه افرجت الاحد الماضي بعد ثماني سنوات عن المعتقل السعودي عبد الله حسين سعد الذي تنقل بين عدد من المعتقلات العراقيه بتهمه الدخول الي العراق بطريقه غير شرعية. ونقلت عن السعودي قوله "انه تنقل بين سته سجون اشهرها سجن أبوغريب، مضيفاً انه تعرّض للتعذيب بشتي انواعه، وكان يُسمح للميليشيات والحرس الثوري الايراني بدخول الزنزانات وتعذيب السجناء وتعذيبه مع بقيه السجناء، خصوصاً في سجن الناصريه. الجنوبي". وأشار إلى أنّ هناك عدداً من السعوديين المسجونين والمحكوم عليهم بسنوات ومدد طويله، فيما حكم على بعضٍ منهم بالاعدام، في حين لا يزال بعضهم الاخر في انتظار المحاكمه. ومن جهته قال تامر البلهيد، رئيس لجنة قضايا المعتقلين السعودين بالعراق، في حديث لقناة "العربية" إن المواطن المفرج عنه مؤخراً تم اعتقاله عام 2001 وإيداعه بسجن أبوغريب، وعانى من الإهمال الصحي الجسيم حتى أصيب بالدرن والسل. ولفت إلى أن المعتقل خضع للتعذيب الجسدي على أيدي عناصر من الجيش المهدي والحرس الثوري الإيراني بمقر الشعبة الخامسة، وتنقل ما بين عدة سجون منها: التاجي، والناصرية، وسوسة. وهو حال كل المعتقلين السعوديين بالعراق الذين أصبحوا تحت وطأة الحرس الثوري الإيراني. وأضاف "لدينا ما يقارب من 60 سعودياً قابعاً في سجون العراق المختلفة، ويتعرضون لإهمال جسيم ولشتى صنوف التعذيب". وفيما يتعلق بالإجراءات المتبعة للإفراج عن المعتقلين، أوضح تامر البلهيد بأن السلطات السعودية تعاطت مع القضية بقدر من المسؤولية، وتم إصدار مرسوم رسمي من العاهل السعودي آواخر رمضان بالموافقة على الاتفاقية مع العراق، إلا أننا فوجئنا بتعنّت من قبل الحكومة العراقية. وقال "حينما طلبت السفارة السعودية في الأردن من بغداد بضرورة نقل جميع السجناء السعوديين إلى سجن سوسة بالسليمانية، لمساعدة ذويهم في رؤيتهم بواسطة الصليب الأحمر الدولي، فوجئنا قبل أربعة أيام بأن المسؤولين العراقيين نقلوا 20 سجيناً سعوديا إلى سجن التاجي بغداد، حتى يتم حجبهم عن ذويهم". وأوضح أن الصليب الأحمر الدولي ليس بمقدروه، زيارة السجون، بدعوى أن الوضع الأمني غير مستقر وهشّ، فضلاً عن أن هناك شباباً سعوديين تتحفظ عليهم الحكومة العراقية. وأضاف أن "حكومة بغداد تناست وجود 130 سجيناً عراقياً في سجون المملكة محكوم على 9 منهم بالإعدام، وأطلقوا نداءات استغاثة لحكوماتهم، ومراجعهم الدينية، بضرورة التحرك لحل قضيتهم".