بين الأعمال التشكيلية والتركيبية وكذلك النحتية التي تكتظ بها صالات العرض في «آرت دبي»، يجد المتجول فرصة للتعرف إلى تصاميم مجموعة من الفنانين المقيمين في الإمارات، التي يقدمها «دي إكس بي»، حيث تبدأ هذه التصاميم من الأمور البسيطة، كالإكسسوارات النسائية، والأوشحة، لتصل الى المتعلقات المنزلية كالوسائد والطاولات. وتشمل المعروضات أعمالاً لمصممين جدد، الى جانب مجموعة من التصاميم التي يقدمها المصممون أصحاب الخبرات الطويلة في المجال. ويوفر «دي إكس بي» الذي تأسس عام 2011 منصة للمصممين المقيمين في الإمارات لتقديم ابتكاراتهم التي تتنوع بين المجوهرات، والأثاث الخفيف، والقرطاسية، والملابس. وأبرز ما يميز التصاميم التي يقدمها هي كونها جميعها مصممة ومنفذة في الإمارات. أما هذه الدورة فقد قدمت التصاميم في «سكة»، الفعالية التي تقام بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، في شارع الفهيدي التراثي في ديرة، وكذلك في «أيام التصميم - دبي»، واللتين تقامان تحت مظلة اسبوع الفن، الأمر الذي منح المصممين الفرصة للوجود في ثلاث فعاليات في الوقت عينه. مصممون مشاركون منصة للتميز ترى المديرة القيمة على «دي إكس بي» تيما أوزدن، أن أهمية هذه المنصة تكمن في إظهار المواهب الموجودة في الإمارات، لاسيما ان اختيار العارضين يتم بعد خضوعهم للاختبار من خلال تصاميم معينة مطلوبة منهم في مجال المجوهرات، التي تبرز الجانب الابداعي والتميز لديهم. وأضافت «تكمن أهميتها أيضاً في الترويج للمصممين والتصاميم، فالبيع في المنصة مهم، لكنه ليس الهدف الأساسي، خصوصاً ان الحضور من العالم وبالتالي إنه يوجد الفرصة للمصممين كي يكسبوا شهرة أوسع». ولفتت أوزدن الى أن المشاركين يكونون من مجالي التصميم والتصوير، لكنهم يحولون موهبتهم الى مجال التصميم الذي يمكن انتاجه. ورأت أوزدن أن عدد المصممين هذا العام كان أقل من العام السابق، حيث بلغ عدد المصممين العام الماضي 40، مبينة أن السبب الذي يقف وراء تحديد عدد المصممين هو نوعية التصاميم وجودة انتاجها، ولهذا تحافظ المنصة على التميز في الابداعات المقدمة. واعتبرت أن كثرة الإنتاج ليس السبب الاساسي لتحديد قبول المشتركين، فأحياناً يشارك المصمم بقطعة أو قطعتين. ونوهت بأن التصميم في دبي بدأ يتطور سواء على مستوى المصممين انفسهم، أو حتى الجمهور الذي بدأت تتبلور لديه فكرة البحث عن قطع محدودة الاصدار وغير مكررة، مشيرة الى أن الناس الذين يزورون هذا المتجر ازداد عددهم كثيراً منذ تأسيسه حتى اليوم. وختمت بالإشادة بمعرض «أيام التصميم-دبي» الذي اعتبرته معرضاً يبين أهمية التصميم، ويمنح الفرصة للمصممين، وكذلك يقدم منصة جديدة للفنون، وللتصميم في المنطقة، لاسيما أن فن التصميم مازال يعد حديثاً في الشرق الأوسط. قدم «دي إكس بي» في هذه الدورة مجموعة من الأسماء الجديدة في عالم التصاميم بهدف تشجيعها، وتقديم الفرصة لبروزها، الى جانب بعض الأسماء التي حققت أسماء مميزة في السوق الاماراتية. وتعرض في الدورة السابعة أعمال 36 مصمماً، من بينهم، الشقيقتان الإماراتيتان رشا وروان الخطيب، اللتان تقدمان مجوهرات مقصوصة عبر تقنية الليزر وأوشحة ملونة، الى جانب علا دجاني، وهي مصممة ألعاب مقيمة في الإمارات، وتصاميم من «صوغا»، وهي مبادرة المشروعات الاجتماعية التي أطلقها صندوق خلفية لتطوير المشاريع، والذي يهدف الى الحفاظ على التراث الإماراتي من خلال دعم الحرف اليدوية للرجال والنساء في انحاء الامارات. وتشارك المهندسة المصرية يسرا شاهر، ببعض قطع الأثاث، بالاضافة الى مجموعة مجوهرات من مصممة المجوهرات اللبنانية نادين قانصو، وقطع لمصممة الازياء نسرين كريمد. وقد تم اختيار القطع المعروضة في هذه الدورة من قبل لجنة خاصة تتألف من المصمم الاماراتي خالد شعفار، والمصممة سعدية زاهد، ومدير «ايام التصميم -دبي» سيريل زاميت. وتحمل الأعمال المعروضة في المتجر روح الحداثة التي تجمع بين الغرابة مع الالتفات الى التراث الذي ظهر في الاكسسوارات على نحو خاص. وقد توجهت معظم التصاميم الى النساء، بدءاً من الأحزمة الجلدية المقطعة بالليزر، ووصولاً الى الأوشحة والحقائب المتميزة بألوانها الصارخة، الى جانب المجوهرات والاكسسوارات وبعض الملابس. ومن بين التصاميم بعض القطع المنزلية، كالتي تستخدم لتنظيم الاكسسوارات والمجوهرات، أو بعض الوسائد المزينة بالرسوم. أما المنزل فكانت له حصته من ضمن التصاميم، بدءاً من القطع البسيطة كالوسائد، لتصل الى القطع الأكبر حجماً ومنها على سبيل المثال الطاولات أو حتى بعض الصناديق التي تستخدم لتنظيم الأغراض في المنزل. بينما كانت حصة الأطفال من خلال القرطاسية التي تحمل الرسوم المرحة. والجدير ذكره أن هذه التصاميم الموجودة محدودة الإصدار، كما ان بعضها صمم خصيصاً للعرض في هذه الدورة من «آرت دبي». وقد حملت بعض التصاميم ملامح من التراث الإماراتي لجهة المواد التي استخدمت، وكذلك الأشكال المستوحاة من الإكسسوارات التراثية.