لفتت حالة التكرار المتزايدة لدى كريستيل شتروبيل (74 عاماً) انتباه أفراد عائلتها، ما دفعهم للبحث عن السبب ليكتشفوا بأنها مصابة بالزهايمر . وتتلقى كريستل حالياً العناية من عائلتها، ما يمنحها الشعور بالأمان والثقة لتتمكن من التغلب على المشكلات المستقبلية، فالإصابة بهذا المرض تعني فقدان المصاب قدرته على الاهتمام بنفسه، وحاجته الماسة لرعاية تمريضية كاملة . الزهايمر هو مصطلح تندرج تحته أمراض عديدة تؤدي جميعها إلى ضعف القدرات العقلية . وتعد مراجعة الطبيب مباشرة أمراً ضرورياً لدى ظهور العلامات الأولية التي تدل على ضعف الذاكرة، كإيجاد صعوبة في العثور على الكلمات وتراجع القدرة على التعبير بشكل مفهوم حسبما يؤكد البروفيسور ينس فليتفانغ اختصاصي العلاج النفسي في ألمانيا، ويضيف موضحاً "تغيب الأسماء عن بال المرء فيتوجب عليه التركيز لتذكرها، وبعدها يفقد قدرته على إيجاد أشياء مهمة بالنسبة إليه" . وتتعلق معالجة الزهايمر بمعرفة السبب، إذ يمكن الشفاء من الزهايمر الناتج عن سوء التغذية أو خلل في عمل الغدة الدرقية بمعالجة مسبباته . أما حالات الزهايمر التي لا يعرف سببها فلا يمكن الشفاء منها، وهنا يتوجب على المصاب وعائلته إيجاد طرق مناسبة للتعامل مع هذا المرض حسبما ينصح شتيفان كلاينشتوك مدير مركز الخدمات للمصابين بالزهايمر في كولونيا، ويضيف قائلاً "على عائلة المصاب أن يدركوا ويهتموا به مبكراً وأنصح بعقد اجتماع عائلي منذ البداية لدراسة الحالة واقتراح الحلول وما يمكن أن يقوم به كل واحد من أفراد العائلة" . ويعد إيقاف مرض الزهايمر تماماً أمر غير ممكن، ما يجعل معالجته مقتصرة على التخفيف من سرعة تطوره وتفاقمه، وممارسة الرياضة أحد أهم العوامل المساعدة على تأخير تدهور القدرات الذهينة والذاكرة، حسبما أظهرته دراسة ألمانية . ويشرح البرفيسور ينس فليتفانغ اختصاصي العلاج النفسي نتائج الدراسة بقوله " تبعاً لملاحظة الناس ووفقاً للدراسات الموسعة تشير الأدلة إلى أن الشخص الذي يثابرعلى النشاط الجسدي والذهني، يقي نفسه من الإصابة بمرض الزهايمر إلى حد ما" . وتساهم الموسيقا في الوصول إلى مرضى الزهايمر عبر العواطف، فكثيرون ينغلقون على أنفسهم، ويحبسون أنفسهم في عالمهم الخاص، مايزيد من تفاقم المرض على حد اعتبار كريستل التي تضيف قائلة "يجب أن تكون لدينا الإرادة والقناعة بإمكانية التعايش مع المرض لعدة سنوات" . ويزيد العلاج المبكر فرص الحد من تفاقم المرض، إذ يتم قياس تدفق الدم في الدماغ باستخدام الأشعة تحت الحمراء لمعرفة استجابة المخ، فهي تختلف لدى الأشخاص السليمين عنها لدى مرضى الزهايمر . ويُمكّن إجراء هذه القياسات في سن مبكرة وبانتظام من الكشف عن أي تغير سلبي لتدفق الدم في الدماغ مبكراً . وإضافة لذلك، فان العصب المبهم المسؤول عن مراقبة العديد من الأعضاء الداخلية تكون استجابته للمحفزات لدى مريض الزهايمر أبطأ مما لدى الشخص السليم . ويمكن أن يساعد هذا الاكتشاف على التعرف أكثر إلى المرض . (دويتشة فيلله)