وجدت دراسة جديدة أن الأمهات الجديدات أكثر عرضة خمس مرات للإصابة بالوسواس القهري بسبب خوفهن على مواليدهن ومسؤوليات الأمومة . وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن باحثين في جامعة "إلينوي" الأمريكية وجدوا أن القلق حول مسؤوليات الأمومة يجعل الأمهات الجديدات أكثر عرضة للوسواس القهري بمعدّل خمس مرات مقارنة بالنساء الأخريات . وقال الباحثون إن هذا الوسواس يتضمن الخوف من إصابة المولود بأذى عن طريق الخطأ، وزيادة القلق بشأن الجراثيم والنظافة، والتحقق المفرط من وجود أخطاء . فعلى سبيل المثال تشعر النساء بالحاجة للتحقق بشكل دائم في ما إن كانت الأجهزة تعمل، وإن كانت الأغطية والكراسي العالية سليمة وزجاجات الرضاعة معقّمة . وأشار العلماء إلى أن هذه الحالة باتت رائجة أكثر لدى الأمهات الجديدات مقارنة باكتئاب ما بعد الولادة، وهم يعتقدون أن الحالتين مرتبطتان في كثير من الحالات . وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة دانا غوسيتس "قد تكون بعض أنواع الوسواس مناسبة للأهل الجدد، مثل بعض الأمور التي تتعلق بالنظافة والتعقيم"، لكنها أضافت أن هذا الوسواس عندما يدخل في التصرفات اليومية العادية والرعاية المناسبة للطفل، قد يصبح مرضياً . وشملت الدراسة 461 امرأة في مرحلة الولادة، وقد خضعن لاختبارات تتعلق بالاكتئاب والقلق والوسواس القهري . وأجريت الاختبارات بعد أسبوعين من الإنجاب وبعد 6 أشهر أيضاً . وأظهرت النتائج أن معدّل الإصابة بالوسواس القهري بين النساء كان 11%، أي أكثر 5 مرات، من عامة الناس . وبدأت الحالة بالتحسّن لدى قرابة نصف النساء، بعد مرور قرابة 6 أشهر على الإنجاب . من جانب آخر قال اختصاصي في الأمراض العصبية إن جراحة الدماغ لعلاج اضطراب الوسواس القهري واعدة للغاية لكنها لا تزال في مراحلها التجريبية وقد تشكل خطراً على حياة المريض . وأوضح الدكتور بول روت وولبي، وهو باحث في المشكلات الطبية ذات البُعد الأخلاقي، من جامعة إيموري" لدينا تلك الفكرة القائلة إنه إذا كان هناك شيء واعد لماذا لا نهرع للتخفيف من معاناة المريض؟" . وذكرت صحيفة "ذا نيويورك تايمز " هناك الكثير من العيادات في العالم، بما في ذلك عياداتي هارفرد وكليفلاند وجامعة تورنتو تعالج الكثير من اضطرابات الوسواس القهري بالجراحة" . ويجري الأطباء عادة جراحة اسمها "cingulotomy" بإدخال أسلاك عبر الجمجمة لإتلاف بعض الأنسجة المسؤولة عن مراكز العاطفة في الدماغ، وعلى الرغم من أن هذه الجراحة أفادت الكثير من المرضى فإنها أخفقت مع آخرين . وقال الدكتور دارين دواتري، وهو مدير قسم الأمراض العصبية في مستشفى ماساشوستس العام في أمريكا إن الإقبال على هذا النوع من الجراحة كبير، لكن يجب الحذر لأن التقنيات التي استخدمت في الكثير منها لم تكن موفقة . وحذر من أنه "إذا باءت هذه الجهود بالفشل فإن مقاربة هذه المشكلة قد تتوقف لمدة 100 عام إضافية" .