الجنوب هو الخاسر منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رياض المالكي: اتفاق عربي أمريكي على إعادة النظر في الملف الفلسطيني برمته
نشر في الجنوب ميديا يوم 23 - 06 - 2012

الدوحة قنا
أعلن سعادة السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أن هناك اتفاقا عربيا-أمريكيا على ضرورة إعادة النظر في الملف الفلسطيني برمته والبحث عن آليات جديدة تساعد على تجاوز المسار المتعثر لعملية السلام والذي لم تؤد كل الجهود التي بذلت فيه إلى أية نتائج.
وقال سعادة وزير الخارجية الفلسطيني، إن هناك قرارات سبق اتخاذها في مجالس وزراء الخارجية العرب تتحدث عن ضرورة مراجعة الملف السياسي برمته ، بعد أن وصلنا إلى هذا الوضع الحالي دون أية نتائج حقيقية تساعد الشعب الفلسطيني على تحقيق أهدافه.
وحول طرح الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي فيما يتعلق بعملية السلام والذي يقوم على إنهاء الاحتلال وليس الدوران في حلقة مفرغة من المفاوضات وهل يمس هذا الأمر مبادرة السلام العربية .. قال المالكي إن موضوع مبادرة السلام العربية نوقش أكثر من مرة وكان هناك حديث متكرر عن أن المبادرة لا يمكن أن تبقى على الطاولة لفترة طويلة ، بمعنى أن إسرائيل تجاهلت المبادرة ، وبالتالي لا يجب أن نبقى ندفع نحن العرب باتجاه مبادرة لم تحظ بالاهتمام والتقدير من قبل الطرف الآخر ، مما يستدعي أن ننظر بعملية مراجعة لكثير من القضايا والملفات.
وأوضح بأن الدكتور نبيل العربي تحدث في هذا الأمر في أكثر من مناسبة ، فهو عندما يتحدث عن عملية السلام يقول إنه " لا يوجد عملية ولا يوجد سلام " ، وبالتالى يجب أن نعيد النظر في مراجعة الموضوع كله.
وأضاف الوزير الفلسطيني أن الأمين العام لديه أفكار كثيرة تحدث فيها مع العديد من المسؤولين الأوروبيين وكذلك مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وشعر بأن هناك تفهما بأن مسار عملية السلام والمفاوضات المباشرة هو مسار متعثر.
ولفت إلى أن الرئيس أوباما نفسه عندما تحدث في الأراضي الفلسطينية منذ أيام اعترف بذلك أيضا وقال " إن الجهود التي بذلت لدفع عملية المفاوضات لم تنجح " ، وبالتالى يجب أن نتخلى عن التفكير التقليدي ونخرج من إطار التفكير العادي إلى إطار جديد يسمح بالبحث عن آليات جديدة.
وأكد سعادة السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أن الرئيس الأمريكي يلتقي مع أمين عام الجامعة العربية تماما في هذه النقطة ، فالدكتور نبيل العربي يقول أيضا إن الإطار التقليدي الذي تبنيناه عبر هذه السنوات لم يصلنا بنا إلى أي شيء ، وهذا يؤكد الاتفاق في هذا الموضوع بينهما ، لكن المسألة لم تتبلور حتى الآن.
وأوضح المالكي أن المهم في هذا الموضوع هو أن الأمين العام يتبنى هذا الطرح مما يعطيه زخما وأهمية أكبر لأنه سوف يتابع طرح هذه القضية بنفسه ولن يتخلى عنها وهو يعتقد أنها مهمة إذا أردنا للملف السياسي أن يحقق أي اختراق.
وأعرب وزير خارجية فلسطين عن ثقته بإيجابية هذا الطرح ، وقال إن هناك تفهما كذلك من قبل الدول العربية لمثل هذه القضية ويكفي أننا تبنينا في اجتماعات سابقة لوزراء الخارجية العرب ضرورة البدء في عملية تقييم شاملة لكل الملف السياسي ، ومجرد تبنينا لهذا الطرح يعني أننا متفقون على عقم ما نحن فيه ، وهذا هو المهم وسوف نري ما ستتمخض عنه الاجتماعات القادمة.
وأشار إلى أن هناك مقترحا بأن يشكل وفد وزاري بمشاركة الأمين العام للجامعة العربية لزيارة بعض العواصم العالمية وتحديدا الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى الأمم المتحدة ، للحديث عن هذا الهم الفلسطيني ونرى ما يمكن أن نفعله من خلال التنسيق مع الدول دائمة العضوية ، وهذا سيكون مدار حديث ونقاش سوف يستكمل خلال الأسابيع القادمة.
وقال المالكي إن معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أبلغني خلال الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب في دورته العادية في بداية هذا الشهر بأن هناك شبه توافق على تشكيل مثل هذا الوفد الوزاري للقيام بهذه الزيارات للعواصم الكبري.
وحول القمة العربية والمأمول منها .. قال سعادته إن القمة تأتي في لحظة مصيرية وصعبة بالنسبة للأمة العربية ، وبالتالي فإن التئام القمة في مثل هذه الظروف بالدوحة يعطيها أهمية خاصة تجعلنا فعلا نحمل هموم الأمة العربية في مناقشة كل هذه القضايا التي تحتل اهتماما كبيرا لدينا ، سواء كانت القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية يتم الحديث حولها دائما ، أو فيما يتعلق بما يحدث الآن في سوريا من دمار وقتل وتشريد ، أو ما يحدث أيضا في بقية الدول الأخري فيما يسمي "الربيع العربي ومنتجاته" .
وأعرب عن اعتقاده بأن الظروف العربية الآن هي ظروف صعبة تحتاج منا إلى كل التضافر والتضامن والعمل العربي المشترك ، ولهذا السبب تأتي هذه القمة لكي توفر للعرب الفرصة كي يلتقوا فيما بينهم لمناقشة هذه القضايا حتى يستطيعون من خلال هذه القمة الخروج بمجموعة من الخطوات التي سوف تساهم في تخفيف هذه الأزمات وفي إيجاد حلول لها كي ترأف بالحال العربي ، سواء كان في سوريا أو فلسطين أو أي بلد آخر يتعرض لهذه العواصف ، الأمر الذي يتطلب منا كل الاهتمام والمتابعة.
وردا على سؤال حول أهم الموضوعات التي ينوي الجانب الفلسطيني طرحها خلال قمة الدوحة والتي يعتبر الملف الفلسطيني أحد ملفاتها الرئيسية .. قال سعادة السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني في حديثه الخاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن القضية الفلسطينية تحمل ليس فقط الهم الفلسطيني ولكن الهم العربي بأجمعه وهي محطة أساسية يتم تداولها ومناقشتها في كل الاجتماعات على كافة المستويات ، سواء على مستوى كبار الموظفين ، أو على مستوى المندوبين الدائمين أو مستوى وزراء الخارجية أو القادة.
وأضاف سعادة وزير الخارجية أنه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في قمة الدوحة فقد تم مناقشة كافة النقاط المتعلقة بها من خلال مجموعة من مشاريع القرارات التي تم تقديمها ، ونحن نتحدث هنا عن الوضع السياسي برمته بكل تشعباته وضرورة التأييد والدعم للقيادة الفلسطينية فيما تقوم به من مساعي ، وكذلك ما يتعلق بالإجراءات الإسرائيلية الاحتلالية بكل تشعباتها ، سواء كان الاستيطان أو التهويد والأسري الفلسطينيين في السجون وعربدة المستوطنين ووقف التحويلات المالية الاسرائيلية إلى دولة فلسطين.
وأوضح أن ما نبحث عنه هو استكمال واستمرار الدعم العربي للقيادة الفلسطينية في مساعيها ، سواء على المستوى السياسي من خلال إجراءات وخطوات لمواجهة الاحتلال ، أو فيما يتعلق بالمواجهة التي يقفها الشعب الفلسطيني في مقابل السياسات الإسرائيلية الاحتلالية بأنواعها ، أو الأزمة المالية التي تعصف بالسلطة الفلسطينية وضرورة تنفيذ الالتزامات من قبل الدول العربية والتي تتعلق بشبكة الأمان المالية التي تم الاتفاق عليها ، أو فيما يتعلق بدعم صمود المقدسيين حسبما جاء في قرارات قمة سرت ، أو ما يخص توفير صندوق لدعم الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، إلى آخره من الموضوعات.
وقال إنه للأسف الشديد لم يتم ترجمة كافة القرارات السابقة الخاصة بالقضية الفلسطينية والتي تم اتخاذها في اجتماعات عربية سابقة ، لذا سوف يتم استذكار ذلك خلال قمة الدوحة وتذكير القادة العربية بقراراتهم السابقة على أمل أن تكون هذه القمة مختلفة عن سابقاتها فيما يتعلق بالتزام هذه الدول العربية بما تعهدت به سواء من الناحية المالية أو السياسية.
وأشار إلى أنه سيتم كذلك خلال القمة الحديث عن موضوع المصالحة الفلسطينية وأين وصلت هذه الجهود التي يقودها شخصيا الرئيس محمود عباس من أجل استكمال هذا الملف بأسرع ما يمكن والحاجة إلى كل الدعم والإسناد من قبل كل الدول العربية لإنجاح هذا الملف المهم.
وقال سعادة السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني إن القمة سوف تتناول أيضا موضوع رفع الحصار عن قطاع غزة من أجل أن يعيش شعبنا في القطاع حياة طبيعية كما تحياها كل الشعوب العربية الأخرى ، وهذه هي بعض الجوانب التي سيتم طرحها من قبل القيادة الفلسطينية وما تم طرحها من قبل كل الأخوة الذين واكبوا هذه الترتيبات الخاصة بالقمة ، سواء كان ذلك في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة ، أو منذ وصولهم إلى الدوحة من أجل استكمال هذا الجهد.
وأوضح سعادته أن كل القرارات التي تم تقديمها باسم دولة فلسطين تم اعتمادها وإقرارها على كل مستويات المتابعة ، لذا أعتقد أن الموضوع عندما يناقش على المستويات العليا سوف يمر كما مرت كافة القرارات المتعلقة بفلسطين في القمم السابقة دون أي إعاقة ، وسيكون هناك إجماع كبير عليها وهذا ما هو متوقع.
وأكد أن المهم في هذه المرحلة ليس فقط تمرير هذه القرارات فهذا أمر يسير ، وإنما ترجمتها إلى أفعال على الأرض وتوفير الآليات المناسبة لذلك لأن من شأنها أن تساعد الشعب الفلسطيني في صموده على الأرض في الأراضي المحتلة لمواجهة السياسات الاحتلالية الإسرائيلية على كل المستويات.
وردا على سؤال آخر حول الصعوبات التي واجهتها السلطة الفلسطينية بعد خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة وكيف تم مواجهتها دبلوماسيا .. قال سعادة وزير الخارجية إننا كنا على يقين تماما بأن الخطوة التي خطوناها وبدعم عربي كامل كانت ستواجه ببعض الإجراءات العقابية من قبل إسرائيل والإدارة الأمريكية ، وكنا نعي ذلك لكننا كنا على استعداد لدفع هذا الثمن مقابل ذلك الإنجاز التاريخي الذي نقل القضية الفلسطينية من مرحلة إلى أخرى وسواها ببقية الدول المعترف بها في العالم ، وعليه كان لابد من تحقيق هذا الإنجاز حتى لو كان الثمن باهظا كما هو الحال الأن.
وشدد على أن الجانب الفلسطيني كان يعلم كل هذا ورغم ذلك قررنا الذهاب إلى الأمم المتحدة للحصول على الحق الفلسطيني وتحقق لنا ما أردناه ، موضحا أن أساس هذه الإجراءات العقابية قرار الكونجرس الأمريكي بوقف تحويلات المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وكذلك وقف إسرائيل تحويل العائدات المالية الضريبية الفلسطينية إلى السلطة ، وكذلك تهديدات جاءتنا من أكثر من جهة بعدم الإقدام على الانضمام إلى المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة أو التوقيع على المعاهدات والاتفاقيات الدولية والتهديدات استمرت من قبل بعض الدول.
وقال إننا قررنا ألا تكون تلك التهديدات رادعا لهذا التوجه الذي يقوده شخصيا الرئيس محمود عباس في مثل إنجاح هذه الجهود على المستوى الدبلوماسي وقررنا الاستمرار في هذا العمل المهم.
وأوضح سعادة السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني أنه بعد أن قامت فيه الإدارة الأمريكية بتهديد فلسطين بعدم الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ودعم تقديم مثل هذا القرار وأن هناك عقوبات ستوجه لفلسطين في حال الإقدام على هذه الخطوة ، شهدنا زيارة تاريخية قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الأراضي الفلسطينية وتوقف أمام النشيد الوطني وانحنى أمام علم دولتنا ، وهذا إن دل فإنما يدل على هذا الكبرياء والشموخ الفلسطيني وعدم الرضوخ أمام التهديدات.
وأعرب سعادة وزير الخارجية عن اعتقاده بأن هذا له معاني مهمة ويعتبر قمة النجاحات الدبلوماسية التي حققناها والتي من شأنها أن تعزز من جديد النجاحات الفلسطينية على المستوى الدبلوماسي والسياسي ، ويؤكد للجميع أن القيادة الفلسطينية الحالية هي القيادة التي تستطيع أن تنقل الشعب الفلسطيني إلى بر الأمان وتحقق المزيد من النجاحات في أكثر من محفل ومناسبة.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية عندما قطعت مساعداتها المالية للدولة الفلسطينية ، تراجعت بعد ذلك وقررت أن تعيد دعمها المالي ، وهذا يعني أن كل هذه الإجراءات تراجعت أمام صمود الشعب الفلسطيني وقيادته ، وهذا يعتبر نجاحا سياسيا ودبلوماسيا كبيرا.
وقال إنه رغم إمكانياتنا الضعيفة ، إلا أننا نستطيع إذا تم وضعها في المكان الصحيح والمناسب ، أن نؤسس ونوفر مزيدا من النجاحات التي تساهم في رفع مكانة فلسطين على أكثر من مناسبة.
وأشار إلى أننا شاهدنا كيف أن دولة قبرص رفعت مستوى تمثيلها لنا إلى سفارة ، وكيف أن البرلمان السويدي قبل أيام صوت من أجل أن يغير قوانينه كي يتسنى له رفع مستوى تمثيل بعثة فلسطين الدبلوماسية حتى يحظى سفيرها بكل الامتيازات الدبلوماسية ، وبالتالي أعتقد أننا الآن بدأنا نحصد ثمار هذا الجهد الكبير الذي زرعناه طوال سنوات طويلة من العمل الدؤوب من خلال الجهد الكبير ومن خلال رؤية وقيادة فلسطينية حكيمة ومن خلال استثمار العلاقات الفلسطينية مع الكثير من الدول والاستفادة من الدعم العربي من خلال شبكة علاقاته مع دول العالم ، لذا نستطيع أن نقول الآن إننا نحظى بهذا الدعم الكبير.
وأكد أن هناك شبه إجماع دولي حاليا لصالح الحق الفلسطيني ، مشيرا إلى أن تصويت مجلس حقوق الإنسان مؤخرا لصالح فلسطين بتأييد 46 دولة وامتناع الولايات المتحدة فقط عن تأييدنا يؤكد هذا الإجماع وهذا باكورة العمل الذي بدأه من سبقنا من مسؤولين فلسطينيين على كل المستويات وحتى على مستوى المناضلين ، ونحن الآن نحاول أن نحصد ثمار ذلك من نجاحات ونأمل أن تساعدنا في تحقيق الخطوة الأكبر باتجاه حصول فلسطين على صفة دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وإزالة الاحتلال عن كاهل هذه الدولة كي تتمكن من أن تحظى بالفرصة المناسبة لتوفر الأمان والحرية والاستقلال لمواطنيها ليعيشوا حياة حرة وكريمة كما هو الحال بكل أقرانهم في كل الدول العربية أو الدول الأخري.
وحول اللقاء الذي جمع الرئيسين الأمريكي والفلسطيني وما هي أبرز النقاط التي ركز عليها الرئيس عباس خلال اللقاء .. قال سعادة السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني إن الرئيس عباس كان شفافا جدا خلال اللقاء وتحدث باسم كل فلسطيني وفلسطينية عن حياة الإنسان الفلسطيني كما هي وعن آلامه وآماله وحقه في الحرية والاستقلال والكرامة ونقل بكل شفافية هذه القضية بكل مضامينها بأمانة وصدق إلى الرئيس أوباما.
وأشار إلى أن الرئيس عباس تحدث خلال اللقاء عن الاحتلال والمعاناة اليومية وما يحدث في القدس والاستيطان والأسرى والمعتقلين وحركة المواطنين والناس الذين يذهبون إلى مدارسهم وعملهم والحواجز اليومية ، كما تحدث عن طموحات الفلسطينيين في التقدم والتطور والتعليم والثقافة والشباب والرياضة ، وأن الشعب الفلسطيني تواق إلى السلام وهو يرغب أن يعيش في أمن وسلام وضرورة تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن.
وأضاف أن الرئيس عباس تحدث كذلك مع أوباما عن الإجراءات الإسرائيلية العقابية وسياسات الحكومات المتعاقبة وكيف تصرفت مع الشأن الفلسطيني والقوانين الإسرائيلية الفاشية التي تهدف إلى ترحيل وطرد الفلسطينيين من أرضهم وما يحدث في القدس من طرد الفلسطينيين من بيوتهم وتهويد الأحياء الفلسطينية المختلفة والمخاطر التي تحيق بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة في القدس وعن إمكانية ما يمكن أن يوفره المستقبل من فرص سلام وتقدم ورؤيته في تطوير الأراضي الفسطينية في بناء المستشفيات والمدن الجديدة وتطوير السياحة والمشاريع المشتركة.
وبين أن الرئيس الفلسطيني تحدث مع أوباما عن موضوع المصالحة وكيف يمكن أن تعمل فتح وحماس معا من أجل استكمال المشروع الوطني الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام وضرورة فهم ذلك من قبل الدول المختلفة بما فيها الإدارة الأمريكية.
وقال إن الرئيس عباس تحدث كذلك عن الأزمة المالية وحاجة السلطة لهذه المساعدات لكي تتخطى هذه الأزمات التي تعصف بنا ، وكان على الرئيس أوباما أن يسمع وأن يسأل وبالتالي أعتقد أنها كانت فرصة تاريخية لأوباما كي يفهم ما يفكر فيه كل مواطن فلسطيني وما هي القضايا الأساسية في ذهن شعبنا وما هي القضايا المصيرية التي يجب التعامل معها.
وأكد أن أوباما خرج من هذا الاجتماع برؤية واضحة وتفهم أكبر وأعمق لكل هذه القضايا ونأمل أن تتاح الفرصة كي يعمل بعد ذلك على المساعدة في إيجاد حلول سريعة على الأرض في فلسطين وإعادة عملية السلام من خلال العودة إلى تبني الشرعية الدولية بكل مضامينها وتحديد مرجعية أساسية لذلك وتحديد سقف زمني يسمح من خلاله بتحقيق نجاحات تخفف من معاناة الإنسان الفلسطيني وتسمح بالانتقال إلى الحديث عن بقية الملفات المعقدة والأكثر صعوبة.
وحول العلاقات القطرية - الفلسطينية وهل رئاسة قطر للقمة يمكن أن تسهم في حل الأزمات الراهنة .. قال سعادة السيد الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني إن العلاقة بين البلدين متجذرة وموجودة منذ زمن طويل وأفضل مثال يجسدها هو الرئيس محمود عباس الذي عمل فترة من الزمن في قطر وكيف يرى العلاقة بين البلدين وهي العلاقة التي انتقلت من العام إلى الخاص ، وهي بالتالى علاقة مميزة تهمنا جميعا وهي تعكس أساسا الاحترام المتبادل والتقدير والتفهم لمواقف الآخر وكيفية التعامل معها بكل مسؤولية وفي إطار عملي.
وأكد سعادته أن العلاقة بين البلدين مميزة ، حيث تحظي سفارتنا بالدوحة في عملها بكل الاحترام والتقدير مع كل الجهات الرسمية وغير الرسمية ، كما أن العلاقة في قمة هرمها السياسي ، ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وأخيه فخامة الرئيس محمود عباس ، وكذلك على مستوى الوزراء والمسؤولين ، هي علاقة متينة ومتماسكة وتعتبر مثالا في العلاقات الفلسطينية النموذجية مع كل الدول العربية.
وحول رئاسة قطر للقمة العربية .. قال سعادة وزير الخارجية " إننى أتمنى لقطر كل النجاح والتوفيق رغم أن الأمر ليس سهلا لأن هناك أوضاعا وظروفا عربية صعبة ومعقدة وهناك العديد من الأزمات ويكفي الحديث عن الوضع الفلسطيني والسوري الذي يعكس حقيقة الوضع العربي ، وبالتالي تأتي الرئاسة القطرية للقمة في ظل ظروف صعبة جدا وهي بحاجة إلى كل الدعم والإسناد من كل الأشقاء العرب لكي تنجح في مساعيها " .
وأعرب عن ثقته من رغبة قطر في إنجاح القمة وتسهيل العلاقة البينية العربية على المستويات المختلفة ، ونعتقد أن قطر قادرة بحكم الدور الريادي الذي قامت به خلال السنوات الأخيرة على أن توفر المناخ الإيجابي وتسهل وتلين العلاقات العربية المختلفة وتوفر مناخات تساعد في لملمة الصف العربي والارتقاء بهذه العلاقات العربية إلى مستويات أعلى وأفضل.
وأكد أن هناك رغبة ونية قطرية بأن تمثل القمة الحالية نقلة نوعية في طبيعة العلاقات العربية وأن تكون هذه القمة مختلفة عن القمم السابقة في كل المعاني والمضامين ، ولهذا السبب ارتأت قطر أن تعطي لهذه القمة اسما وعنوانا يعبر عن رغبة حقيقية في الانتقال بالعالم العربي إلى مضامين أعلى وأفضل.
وأعرب في ختام حديثه للوكالة عن أمله أن تكون الرئاسة القطرية للقمة عاملا لنقلها إلى فضاءات أوسع لأن هذه القمم العربية باتت تراكمية فيها الكثير من القرارات لكن ينقصها آليات التنفيذ ، مما جعل الشعوب العربية تنظر بنوع من الريبة والشك حول مدى قدرة هذه القمم على توفير ترجمات لقراراتها على الأرض لصالح المواطن العربي حتى يستعيد هذا المواطن ثقته أكثر في القيادات العربية وينظر لهذه القمم بنوع من الإيجابيات التي تضاف إلى الإيجابيات الأخرى في العمل العربي المشترك والتي تشكلت خصوصا في العامين الأخيرين بعد اندلاع ثورات الربيع العربي لمواجهة التحديات التي تواجهنا ، وخاصة ما يتعلق بالوضع السوري وتشكيل موقف عربي موحد وفي تحمل مسؤوليات عربية في مواجهة كل تلك التحديات ، مؤكدا أن القيادة القطرية قادرة في هذه القمة على إحداث تلك النقلة النوعية المطلوبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.