كثّف مركز خدمات المزارعين بأبوظبي نشاطه على مدى الأسبوع الماضي لتعزيز التوعية بأهمية ترشيد المياه بصورة عامة والزراعة في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمياه 2013، الذي صادف أول من أمس، ووفقاً لبيانات صادرة عن هيئة البيئة في أبوظبي فإن قطاع الزراعة يستهلك 56٪ من إجمالي استهلاك المياه بإمارة أبوظبي، حيث يتم هدر معظم هذه الكمية بسبب الإفراط في الري والتسربات علاوة على أنظمة الري غير السليمة والمشكلات المشابهة. وتعاني الدولة بشكل عام مشكلة شح الموارد المائية وتناقصها، إذ تقع في حزام المناطق الجافة والقاحلة بمعدل متوسط لسقوط الأمطار يصل إلى أقل من 100 مم سنوياً ومعدل تغذية طبيعي منخفض للمياه الجوفية يصل إلى أقل من 10٪ من إجمالي المياه المستخدمة سنوياً، إضافة إلى عدم وجود مصادر مياه سطحية يمكن الاعتماد عليها كمصدر دائم، الأمر الذي دفع حكومة الدولة لوضع الخطط والبرامج الهادفة للحد من تناقص هذه الموارد والتشجيع على تبني وسائل وممارسات ترشد من استهلاك واستدامة المياه. وأكد المدير التنفيذي لمركز خدمات المزارعين كريستوفر هيرست، الحرص على التوعية بأهمية الحد من استهلاك المياه على مدار العام، إذ يتم العمل على ابتكار وسائل لتشجيع المزارعين على ترشيد استهلاك المياه في الزراعة، لكن اليوم العالمي للمياه يمثل فرصة لتكثيف التوعية بأهمية الموارد المائية. وأوضح هيرست أن المركز عمل منذ إنشائه بالتعاون مع أصحاب المزارع والشركاء على التقليل من استهلاك المياه بصورة لافتة. وأكد الالتزام بخفض استهلاك المياه في الزراعة بنسبة 40٪ العام المقبل، حيث يتمثل جزء من هذا العمل في سلامة وتحديث أنظمة الري، مشيرا إلى أن المزرعة التي تستهلك كمية تصل إلى 130 ألف لتر من المياه خلال سنة واحدة يمكن أن تخفض هذه الكمية بنسبة 4٪، إذا تم تحديث شبكة الري المستخدمة التي تحتوي على 10 صمامات بها تسربات. وأضاف إنه إذا تمكنت مزارع أبوظبي كافة من إصلاح الأعطال التي تؤدي إلى حدوث تسربات فسيؤدي هذا الإجراء إلى اقتصاد كميات هائلة من المياه. وشهد كورنيش أبوظبي فعاليات شاركت فيها فئات المجتمع كافة من طلاب المدارس وأولياء الأمور فضلا عن فئات المزارعين، من بينها مسيرة تحت عنوان «مسيرة من أجل المياه» وتم توزيع نشرات توعية وتنظيم مسابقات وبرامج ترفهية قدمتها مذيعة ستار اف (أم شيماء حافظ) لتركيز الانتباه على أهمية المياه وضرورة العمل على إدارة مواردنا المائية بطريقة مستدامة تضمن للأجيال المقبلة حقهم في العيش دون معاناة.