امرأة تقرأ إعلاناً معلقاً خارج أحد المتاجر في نيقوسيا يشير إلى قبول النقد فقط - REUTERS نيقوسيا - رويترز يتوجّه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس إلى بروكسل اليوم (أمس) أمس الأحد (24 مارس/آذار 2013)، سعياً للتوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة يحول دون انهيار مالي بعد أن أصبحت حزمة الإنقاذ المقترحة من الاتحاد الأوروبي وعضوية الجزيرة في منطقة العملة الموحدة في مهب الريح. وأبرز المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي خطورة الوضع في قبرص قائلاً إنه «لا يوجد سوي الخيارات الصعبة» أمام أحدث ضحية لأزمة منطقة اليورو. ومع اقتراب الموعد النهائي للتوقيع على خطة الإنقاذ غداً (اليوم) الاثنين تفادياً لانهيار النظام المصرفي القبرصي اختتمت محادثات في نيقوسيا مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي في هذا الصدد في ساعة متأخرة من مساء السبت دون التوصل إلى نتيجة. وقالت الحكومة القبرصية في بيان: «المفاوضات في مرحلة دقيقة للغاية». وتابع البيان «الوضع صعب جداً والوقت ضيق» وأضاف أن أناستاسياديس سيصل بروكسل في منتصف النهار ليواصل المحادثات. وتتناقض لهجة البيان مع ما أبدته الحكومة من تفاؤل حذر في وقت سابق خلال مفاوضات مكثفة جرت على مدار أيام بين كبار المسئولين في الجزيرة ومسئولين من الجهات الثلاث المقرضة وهي: الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد والبنك المركزي الأوروبي. وأضير القطاع المصرفي في قبرص جراء انكشافه على اليونان التي عانت من أزمة مالية وطلب الاتحاد الأوروبي من الجزيرة جمع 5.8 مليارات يورو ذاتياً كي تحصل على حزمة إنقاذ بعشرة مليارات دولار. وبدون اتفاق اليوم (الاثنين) سيوقف البنك المركزي الأوروبي التمويل الطارئ للبنوك القبرصية؛ ما يفضي لانهيارها حتماً وخروج البلاد من منطقة اليورو. ويجتمع وزراء مالية الدول السبعة عشر الأعضاء في منطقة اليورو في الساعة 1700 (بتوقيت غرينتش). وتحدث وزير المالية عن «تقدّم مهم» في المحادثات الصباحية في حين هتف متظاهرون خارج مبني الوزارة «استقل .. استقل». وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي للشئون الاقتصادية أولي رين إنه تم إحراز تقدم وحذر من أوقات عصيبة في المستقبل. وقال في بيان: «للأسف فإن أحداث الأيام الماضية أدّت إلى وضع لم يعد متاحاً فيه أي حلول مثالية. واليوم لا يوجد سوى خيارات صعبة». اتفاق على فرض ضريبة على الودائع ما فوق 100 ألف يورو أفادت قناة «ميغا» القبرصية أن نيقوسيا توصلت ليل السبت (23 مارس/آذار 2013)، إلى اتفاق مع ترويكا الجهات الدائنة يقضي بفرض ضريبة استثنائية لمرة واحدة بنسبة 4 في المئة على الحسابات التي تزيد قيمتها على 100 ألف يورو في جميع مصارف البلاد وبنسبة 20 في المئة على تلك المودعة في بنك قبرص، أكبر مصرف في الجزيرة المتوسطية. وأضافت القناة الخاصة أن الاتفاق لا يشمل بنك لايكي (بوبولار بنك) ثاني أكبر مصارف الجزيرة، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيحسم في بروكسل في اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو الاستثنائي المقرر اليوم (أمس) الأحد (24 مارس الجاري) في الساعة 17,00 (بتوقيت غرينتش). ولم يؤكد هذه المعلومة أي مصدر رسمي سواء في نيقوسيا أو في بروكسل. وعلى قبرص، المهدّدة بالإفلاس وبانهيار قطاعها المصرفي واقتصادها بأسره، أن تضع قبل اليوم (الاثنين) خطة تتيح لها جمع 5,8 مليارات يورو للتمكن من الحصول على مساعدة من الترويكا قيمتها عشرة مليارات يورو وللحصول أيضاً على السيولة من البنك المركزي الأوروبي للمصارف القبرصية لدى إعادة فتح أبوابها. .... ومفاوضات خطة الإنقاذ تجتاز مرحلة دقيقة قالت الحكومة القبرصية إن المفاوضات بشأن خطة الإنقاذ المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لقبرص تجتاز «مرحلة دقيقة للغاية» وستستمر في بروكسل اليوم (أمس) أمس الأحد (24 مارس/آذار 2013)، واصفة الوضع بأنه»صعب للغاية». وقالت الحكومة في بيان إن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس سيسافر إلى بروكسل في ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس) في الوقت الذي يقترب فيه موعد نهائي للتوقيع على خطة الإنقاذ. وكان رئيس مجموعة اليورو قد ذكر عبر موقع «تويتر»، إن وزراء مالية منطقة اليورو سيعقدون اجتماعا مساء اليوم (أمس) لمناقشة خطة الإنقاذ. وقال وزير المالية الهولندي ورئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو المؤلفة من 17 دولة، يروين ديسلبلويم، إن الوزراء سيعقدون اجتماعهم في الساعة 1700 (بتوقيت غرينتش). وقالت قبرص يوم أمس الأول (السبت)، إنها تبحث مصادرة ربع قيمة الودائع الكبيرة بأكبر بنك في البلاد لتلبية متطلبات خطة لإنقاذ. وزير المالية الألماني يتمسَّك بالحزْم إزاء قبرص حذّر وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله مرة أخرى قبرص من أن بقاءها في منطقة اليورو رهن بمشروع خطة الإنقاذ التي تتفاوض بشأنها مع «الترويكا»، وذلك في حديث نشرته أمس الأحد (24 مارس/آذار 2013)، صحيفة «فيلت إم سونتاغ». وفي حين يستعد وزراء مالية منطقة اليورو لعقد اجتماع اليوم (أمس) في الساعة 17,00 (بتوقيت غرينتش) في بروكسل في محاولة إعداد خطة إنقاذ من شأنها أن تسمح لقبرص تفادي الإفلاس، ترك شويبله الباب مفتوحاً أمام إخفاق محتمل. وقال: «هنا والآن، وفي حين مازالت المفاوضات جارية لا يمكنني البتة أن أقول عن يقين» إذا كان الاتحاد الأوروبي سيقبل مساعدة قبرص. وأضاف الوزير «فقط عندما تعتبر (الترويكا) أن هناك مشروعاً يأتي بحل لمشكلات قبرص ويكون مطابقاً للقوانين، ستتمكّن مجموعة اليورو من التكفّل في هذه المسألة». وتابع أن «بلدان منطقة اليورو تريد مساعدة قبرص؛ لكن لابد من احترام القوانين، ويجب أن تكون المساعدة في محلها وأن يعالج البرنامج المشكلات من جذورها». وقال شويبله إن من الشروط المطلوبة ألاَّ تشمل الحلول المطروحة «الودائع التي تقل عن مئة ألف يورو». وأكد أن «على المسئولين القبارصة أن يقولوا الحقيقة لشعبهم، إننا لم نقترح أبداً إقحام المدّخرين. الموقف الألماني كان الموقف نفسه الذي اتخذه صندوق النقد الدولي: وإذا أصبح أكبر مصرفين في البلاد غير سليمين فيجب أن يتحمّل أصحاب الأسهم الخسائر (...) لكن المسئولين (القبارصة) رفضوا التحدث عن ذلك تماماً». وبعد أن أكّد أنه يريد بقاء قبرص في منطقة اليورو أضاف «يعرفونني بأنني لا أخاف من أحد ولا من شيء، وعلى الآخرين أن يتخذوا موقفاً، إنني مدرك لمسئوليتي إزاء استقرار اليورو لكننا إذا اتخذنا القرار السيئ فسنقدّم خدمة سيئة لليورو». وخلص إلى القول إن «أمام قبرص في كل الأحوال مساراً صعباً وذلك ليس بسبب التشدّد الأوروبي؛ بل بسبب نموذج اقتصادي بات عاطلاً». صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3852 - الإثنين 25 مارس 2013م الموافق 13 جمادى الأولى 1434ه