يوالي الجنيه السوداني الانتعاش مع اقتراب تنفيذ اتفاق يسمح بضخ نفط دولة جنوب السودان عبر الشمال والذي أدى إيقافه منذ مطلع عام 2012 إلى تراجع الجنيه لمستويات قياسية غير مسبوقة أمام العملات الأجنبية. وكشف البنك المركزي السوداني أمس عن توقعات باستمرار صعود الجنيه أمام العملات الأجنبية خلال الأيام القليلة المقبلة بشكل كبير. وبين مساعد محافظ البنك أزهري الطيب الفكي في تصريح له حدوث انخفاض كبير في أسعار الصرف بعد توقيع الاتفاقية الأخيرة مع جنوب السودان، محذراً المضاربين بأسعار الصرف في السوق الموازي من التلاعب بسعر الدولار. وذكر الفكي «أن الدولار المعروض في السوق أصبح أكثر من الطلب، الأمر الذي سيسهم في انخفاض جديد للسعر» داعياً التجار إلى التخلص من العملات حتى لا يتأثروا بالانخفاض بعد توقيع الاتفاقية الأخيرة مع الجنوب. وأوضح أن سعر الدولار وصل إلى 6.1 جنيه في السوق الموازي، بينما وصل السعر الرسمي بالبنك إلى 5.9 جنيه متوقعاً حدوث مزيد من الانخفاض بعد تنفيذ اتفاقية ضخ النفط. يذكر أن الدولار وصل لقرابة الثمانية جنيهات سودانية في السوق الموازي (السوداء) قبل توقيع الاتفاق الخاص بتنفيذ اتفاقية التعاون الشامل المبرمة بين رئيسي البلدين في سبتمبر من العام الماضي. وكان معظم رجال الأعمال والشركات السودانية يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على الدولارات وجميع أنواع العملة الصعبة ليتمكنوا من دفع فواتير ما يستوردونه من الخارج لتأمين استمرار نشاطاتهم الاقتصادية. وتوقع وزير النفط السوداني عوض أحمد الجاز في تصريح له أمس انتعاش اقتصاد السودان وجنوب السودان بعد أن اتفقا على ضخ النفط قائلاً: إن الاتفاق أتاح للبلدين الاستفادة من ضخ النفط وإنعاش اقتصاديهما بالاستفادة من تكاليف نقل البترول واستئناف إنتاجه. كما أشار الجاز إلى صدور الأوامر يوم الخميس الماضي لشركات البترول العاملة في السودان باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير المطلوبة لإعادة معالجة ونقل وتصدير النفط المنتج في جنوب السودان عبر منشآت الشمال. بدوره قال وزير النفط بدولة جنوب السودان ستيفن ديو: إنه أمر شركات النفط باستئناف تصدير النفط عبر ميناء (بورسودان)، وإن العملية باتت مرتبطة باكتمال الإجراءات الفنية. وحصل الجنوب على ثلاثة أرباع النفط السوداني البالغ إنتاجه نحو نصف مليون برميل عند انفصاله في يوليو 2011 بيد أن خلافات بشأن الرسوم دفعت الجنوب لإيقاف ضخ النفط منذ يناير 2012.