| مشعل الفراج الظفيري | ما تعيشه المعارضة اليوم من صراعات وانشقاقات على الرغم من نفي بعض الأطراف، أمر يجعلك تضع يديك على خصرك مع ثني إحدى الركبتين وتنظر إليهم بتعجب ولسان حالك يقول «الناس انضربوا في المسيرات بسبب تأييدهم لكم واليوم تتقاتلون على زعامة المعارضة وعقلها...!!». من أكثر النواب الجدد الذين انتقدتهم قبل وبعد إبطال عضويتهم الدكتور عبيد الوسمي ومع ذلك لا استطيع أن ألغي فكره الذي يفرض احترامه عليك، كما أن الرجل يتمتع بكاريزما مميزة واستغرب من التقصد والتعمد في إقصائه من أجنحة المعارضة والجميل أنه لا ييأس ويجتهد كثيراً ليفرض نفسه. في المقال السابق انتقدت المجلس الحالي ولي مقالات عدة انتقد فيها التخبط الحكومي وسياستها في التعامل مع مؤسسات الدولة وتطبيق القانون... واليوم من حقي أن انتقد المعارضة بكل ما فيها من قصور وأخطاء، فتارة تترك الإدارة لمجموعة من الشباب وتارة أخرى يتزعم النواب أنفسهم إدارة المعارضة حتى خرج علينا ائتلاف المعارضة بأهداف بعضها لا يتوافق مع واقعنا السياسي، وبرأيي أن المعارضة لا تملك مشروعا سياسيا شاملا لسبب بسيط جداً وهو اختلاف فكر أطراف المعارضة فكل ثلاثة ينتمون لحزب معين حتى أن هناك اختلافا في ايديولوجيا بعض المنتمين للحزب الواحد، ومثال على ذلك أحمد السعدون مؤيد لحقوق المرأة سياسياً ومسلم البراك رافض، وهذا للاستدلال على أننا أمام معارضة تميزت بالتنظير من جهة ومن جهة أخرى ركبت موجة العناد السياسي فأصرت على الانتصار. والسياسة برأيي لا تعتمد على الانتصار أو الهزيمة، فمن يخسر جولة اليوم قد يكسبها غداً، ومسألة تجييش الشارع وتعبئة الجماهير أثبتت الأيام فشلها، فالناس خرجت للمسيرات بسبب ما تعانيه الدولة من تردٍ في الخدمات وغياب العدالة الاجتماعية والتمايز في تطبيق القانون حتى شعروا بالإحباط والملل... اليوم عليكم أن تبادروا بالتفاوض وإن كنتم أصحاب حق ولا خيار أمامكم غير الجلوس على طاولة واحدة إن كنتم بالفعل تريدون الخير لنا وللكويت... أما إذا رأيتم في أنفسكم الحق وأنكم لا تخطئون أبداً فهذا هو الغرور الذي يتسبب في ترك الناس لكم في العراء، فارجعوا إلى رشدكم لتتداركوا أخطاءكم الكثيرة وتنازلوا عن القيادة والزعامة واتركوا الأمر لأصحاب العقول ليأتوا لنا بمشروع سياسي شامل يتوافق مع دولتنا المدنية. * إضاءة: معظم نواب المعارضة وطنيون ولهم مواقف مشهودة في الدفاع عن الدستور والمال العام، ولكن القول إنهم لا يخطئون كان سبباً في عنجهية البعض منهم وغروره... حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه. [email protected] Twitter : meshalalfraaj