يقول العلماء في بريطانيا إنه يجري حالياً نحو 18 الف عملية استئصال للثدي سنوياً في هذا البلد، كما ان نحو 39 الف امرأة اخرى تخضع لأشكال اخرى من جراحات الثدي، الامر الذي يثير ذعر الكثير من النساء في هذا البلد ويجعلهن في ترقب مستمر. وهذا ما دفع السيدة شارون اوزبورن، التي ورثت احد الجينات التي تحمل مرض سرطان الثدي، الى استئصال الثديين لديها، لكونها لا تريد التعرض لهذا المرض، بعد اصابتها بسرطان القولون عام 2002. ويقول الدكتور كيتلين بالفرمان مدير سياسة جمعية «بريست ثرو كانسر» الخيرية: «ندعو ما قامت به السيدة اوزبورن»، جراحة تقليل خطر الاصابة بالمرض. ونحن لا نعتبر ذلك اجراء وقائياً، او جراحة وقائية، لان خطر الاصابة بالسرطان لايزال قائماً على الرغم من اجراء الجراحة، اذ ليس هناك ما هو وقائي بصورة شاملة». وليس هناك رقم رسمي بالنسبة لعدد النساء اللواتي يجرين مثل هذه الجراحة، كما فعلت اوزبورن. ويقول البروفسور اندرو بيلدمان، استاذ جراحة الثدي في مستشفى لندن: «اعتقد ان الرقم يصل إلى 12000. وقبل 10 أو 12 سنة كانت هذه العملية مثيرة جدا للجدل، حتى ان البعض كان يعتبرها غير اخلاقية. ولكن وزارة الصحة البريطانية التي تنجز مثل هذه العمليات جعلتها تبدو اكثر روتينية، خصوصاً بعد تقنيات بناء الصدر». وتقوم وزارة الصحة البريطانية بإجراء الاختبارات لنحو 7500 امرأة سنوياً للكشف عن جينين يسببان زيادة في مخاطر سرطان الثدي او الرحم. وتقول البروفسور ديانا ايكلز، التي تعمل في مركز خدمات فحص جيني في مدينة ساوثمبتون: «تراوح أعمار النساء اللواتي نقوم بفحصهن ما بين 16 و76عاماً. وكلما ظهر المرض لدى افراد صغار السن في العائلة أو كلما كان عدد المصابين اكبر، ازدادت علاقة المرض بالاسباب الجينية». وتتمتع المرأة البالغ عمرها 30 عاما والتي يحمل والدها الجين الممرض فرصة الاصابة به بنسبة 25٪، ولكن اذا كانت امرأة من العمر نفسه لها أم او اخت تحمل المرض، فان نسبة الاصابة بالمرض تصبح 50٪. ويدل وجود الجين الممرض على ان فرصة حامله تكون كبيرة بتطور المرض لديه. واتّضح أن 20٪ من المرضى الذين اجرت لهم الفحص البروفسور ايكلز يحملون المرض. وهي تقدر بان 30 او 40٪ منهم، وهم عادة نساء في الثلاثين او الاربعين من العمر، يخضعون لإجراء جراحة الثدي. وتقول: «اذا عثرنا على رمز جيني متغير لدى الشخص يقوم بتدمير جزيئات البروتين نعرض على بقية افراد العائلة، الذين يريدون معرفة مدى الخطورة امامهم، اجراء اختبارات. ونحن نستطيع اخبارهم على نحو تقريبي مدى خطورة اصابتهم بسرطان الثدي»، وتضيف «ان اجراء الجراحة ليس بالقرار السهل، وانما هو قرار شخصي. وعلى الرغم من ان بعض النساء يرغبن في اجراء جراحة استئصال الثدي الا ان اخريات يرفضن». ويمكن للنساء اللواتي لا يردن اجراء العملية القيام بتنظير الصدر اذا كن تحت سن الخمسين، وان يخضعن لفحص الرنين المغناطيسي، اضافة الى اختبارات الاشعة السينية لسرطان الثدي. وتقول المواطنة البريطانية تريسي باراكلوف التي شخص الجين الممرض لديها: «لدي فرصة الاصابة بالمرض بنسبة 85٪، اضافة الى الاصابة بمرض سرطان الرحم بنسبة 60٪. ولم تشعر هذه المرأة بالدهشة، وان كانت اصيبت بالاكتئاب عندما عرفت ان امها وجدتها وأم جدتها كلهن لقين حتفهن بسبب سرطان الرحم في الخمسينات من العمر».