(الاتحاد) - أحيت الشاعرة الأردنية عطاف جانم في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بدعوة من جماعة الإبداع مساء الأربعاء الماضي أمسية شعرية عطَّرت المكان بألق الشعر، وصاغت لنا مساء جميلاً قوامه قصيدة عامرة باللحظات الجمالية، والصور المدهشة المغزولة على مهل على نار الغربة والحنين المشرع نحو الوطن الأول "فلسطين" التي بها وعنها وحولها تمحورت أغلب القصائد. وأجمع الذين حضروا الأمسية في الختام على الجماليات الفنية والصور الشعرية المدهشة التي تحضر في قصيدة الشاعرة عطاف جانم، وغمروها بدفء شعري حميم تمثل في مداخلات بينت بعض النواحي الجمالية في قصيدتها، وغنى مضامينها، واتساع المكان في قصيدتها ما يشير إلى رغبتها في الانطلاق والانعتاق إلى المطلق، وقدرتها على تحقيق المعادلة الصعبة في التعبير عن الموضوع الفلسطيني بجمالية وبعيداً عن الشعاراتية أو الفجاجة، إذ قدمت في قصائدها صوتاً دافئاً، حميماً، نابضاً بالصور والذكريات والمختزنات الإنسانية العميقة، شفيفاً حدَّ التماهي مع أشياء الأرض الصغيرة ويومياتها وتبدلاتها التي تراها عين الشعر بصورة مختلفة. لم يكن هذا الاحتفاء بالشاعرة غريباً، على الأقل بالنسبة لمن يعرف تجربة عطاف جانم الشعرية التي بدأت منذ سبعينات القرن الماضي ثم تكرست مع صدور ديوانها الأول "لزمان سيجيء" ثم "بيادر للحلم.. يا سنابل" ثم "ندم الشجرة"، وهي تجربة مهمة لم تلق ما تستحقه من الاهتمام النقدي مثل تجارب أخرى كثيرة منعتها ظروف شخصية أو اجتماعية أو مكانية من أن تحضر بشكل دائم في المشهد الثقافي. تعطي الشجرة كثيراً من دون أن تنتظر مقابلاً، لكنها مع ذلك تشعر أحياناً بالخيبة وعمق الطعنة الغائرة في الروح، فتستعيد الصورة المقابلة عندما كانت الذات الشاعرة ريّانة، تتفجر إبداعاً وعطاء: شجر من ندم ينحني بعصافيرهِ ... المزيد