خلت مدينة غزة، التي تصنف بأنها الأعلى كثافة سكانية على مستوى العالم (700 ألف نسمه مقارنة بالمساحة) تقريبا من المارة في الشوارع، واختفت زحمتها المعتادة، وأغلقت أغلب المحلات أبوابها بعد توسيع الاحتلال الإسرائيلي لعملياته العسكرية ضد القطاع. وبدأ تكدس الجماهير فقط عند المخابز وبعض محطات البنزين للتزاحم لليوم الثاني على التوالي لتخزين الخبز والوقود فيما خفت حركة السيارات بشكل ملحوظ . ورغم البيانات المتلاحقة من حكومة غزة وتوعدها لمن يحتكر السلع للطمأنة المواطنين إلا أن ذلك لم يبدد القلق لدى المواطنين من عدم توفر السلع الغذائية. أما في المناطق الحدودية القريبة من السياج الحدودي الذي تتمركز عنده دبابات الاحتلال الإسرائيلي فقد خلت الشوارع تماما من السكان تخوفا من القذائف المدفعية للاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على تلك المناطق. وقال أحمد قديح، من سكان المناطق الحدودية بخان يونس جنوب القطاع، لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة " الناس على الحدود في حالة ترقب وحذر شديدين والشوارع خالية تماما من المارة تخوفا من الاستهداف" وأعلنت وزارة التربية والتعليم بغزة عن تعطيل كافة المدارس بالقطاع حتى إشعار أخر تحسبا من اي استهداف إسرائيلي عليها. وأضاف أن الناس تواجدوا بمنازلهم وتغيبوا عن أعمالهم قسرا واغلبها زراعية ، لمتابعة ما يجرى من تصعيد اسرائيلى عبر شاشات القنوات الفضائية الإخبارية ،مشيرا الى ان تخزين السلع فى المناطق الحدودية خفيفة مقارنة بمدينة غزة موضحا ان اغلب السكان من الذين يعملون فى الزراعة ولديهم ما يكفيهم غالبا. ومن جانبها طمأنت وزارة الداخلية بغزة المواطنين في القطاع من أن كافة السلع والمحروقات والمواد الأساسية متوفرة في الأسواق، وقالت فى بيان "لا داعي للقلق، محذرة التجار من أي محاولة لرفع الأسعار واحتكارها ". ونشرت أرقام للطوارئ في كافة المحافظات (خمس محافظات) للتواصل والتبليغ في حال حدوث أي طارئ ، خاصة في ظل استمرار توتر الوضع الأمني. ودعا مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تزويد قطاع الصحة الفلسطيني في غزة وعلى نحو عاجل بالإمدادات الطبية كي يتمكن من التعامل مع الأوضاع الطارئة وخاصة وأن أعداد الجرحى في ارتفاع ما يهدد العشرات منهم بفقدان الحياة بسبب نقص الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية. كما طالب مركز الميزان برنامج الغذاء العالمي وغيره من مؤسسات الغوث بالعمل على ضمان تدفق المواد الغذائية الأساسية للحيلولة دون وقوع كارثة بسبب النقص الحاد في هذه الإمدادات التي سعت سلطات الاحتلال لمنع دخولها إلى في أضيق نطاق بحيث تظهر المعاناة في حال توقف الإمدادات لأيام معدودة، خاصة وأن سلطات الاحتلال أغلقت معابر القطاع بشكل كامل مع بدء هجماتها الحربية على القطاع. وشدد مركز الميزان على ضرورة العمل على ضمان تزويد القطاع بالمحروقات اللازمة لضمان استمرار تشغيل محطة توليد الطاقة، وفي الوقت نفسه ضمان إمدادات المياه وعمل محطات معالجة الصرف الصحي، كما دعا مركز الميزان مؤسسات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والسلام في أنحاء العالم كافة للتحرك والضغط على حكوماتها للتحرك العاجل لوقف العدوان وضمان احترام معايير حقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلى ايهود براك ظهر اليوم الخميس، خلال زيارته لغرفة العمليات التابعة لقوات الجيش في بئر السبع أن العملية ستتواصل ضد قطاع غزة من اجل ردع المقاومة وإعادة الهدوء. وأدت العمليات الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة منذأمس إلى استشهاد 13 مواطنا وإصابة 120 آخرين بجراح ما بين خطيرة ومتوسطة في 90 غارة على القطاع. أ ش أ