بعد تحقيقات استمرت أكثر من 4 ساعات، قررت النيابة العامة المصرية أمس إخلاء سبيل الإعلامي الساخر باسم يوسف بكفالة 15 ألف جنيه، وذلك بعد التحقيق معه في 3 قضايا «سب وقذف رئيس الجمهورية- إهانة رئيس الجمهورية- ازدراء الأديان». وواجهت النيابة الإعلامى مقدم برنامج «البرنامج» باسم يوسف، الذي صاحبه محامى الجماعة الإسلامية منتصر الزيات ب 4 حلقات من برنامجه خلال الشهر الماضي، بينها أجزاء من خطابات للرئيس مرسي، قام بالسخرية منها قائلاً «مرسي ده يستحق جائزة أحسن ممثل، ويستحق أوسكار أحسن مونتاج وأحسن إخراج وأحسن سيناريو وأحسن فيلم. فيما اعتبر المبلغين للنيابة العامة أن ذلك إهانة لرئيس الدولة، كما اتهم مقدمو البلاغات باسم يوسف، بتعمد تشويه صورة الرئيس أمام العالم وليس بمصر فقط، فهو كرئيس للجمهورية قد يفقد مصداقيته وهيبته أمام الدول الأخرى العربية منها والأوروبية، وتزييف الحقائق، وباستقطاع أجزاء مصورة في السابق مأخوذة من خطابات أو لقاءات قبل وبعد انتخابات الرئاسة، وانتخابه باعتماد من الشعب المصري كرئيس للجمهورية، حسب مقدمي البلاغ. ورفض يوسف حضور المحامي صبحي صالح، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين التحقيق معه، حيث زعم صبحي صالح أنه جاء لإثبات حسن النية، وعدم تربص الإخوان المسلمين بالإعلاميين، وأن مقدمي البلاغات هم محامون ومواطنون ليس لهم علاقة بالتيار الإسلامي. وكان الإعلامي الساخر وصل إلى مكتب النائب العام في الصباح وسط عدد من مؤيديه، حيث وضع فوق رأسه لدى وصوله قبعة «سلطانية» تشبه تلك التي ارتداها الرئيس مرسي في باكستان أثناء منحه شهادة الدكتوراة الفخرية، مستخدماً نفس الزي الذي ارتداه الرئيس المصري أثناء تواجده في باكستان. وقامت قوات الأمن بفرض كردون أمني على باب المحقق، كما تجمعت أعداد كبيرة من كاميرات الفضائيات، ووسائل الإعلام العالمية والعربية لمتابعة التحقيق، وأغلق العشرات من حركة 6 أبريل الباب الرئيس لدار القضاء العالي رافعين لافتات «لا دخول للنائب العام غير الشرعي»، «القصاص القصاص». وطلب عدد كبير من الإعلاميين بعدم مثول «باسم» أمام النيابة العامة، لكون أن النائب العام الحالي «المستشار طلعت عبدالله» غير قانوني، وأنه نائب عام الرئاسة فقط، حيث علق وكيل أول نقابة الصحفيين المصرية جمال فهمي قائلاً: «لا تذهب إلى النائب الخاص يا باسم، انضمامك لصف غير المعترفين بشرعيته يعزز موقفنا، ويكشف إجرامهم». منوهاً في تصريحات له أمس أن «باسم» يقدم لونًا من فن السخرية السياسية اللاذعة موجودة في معظم دول العالم الحر. فيما، نظم عدد من النشطاء السياسيين وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب منذ الصباح، وردد المتظاهرون هتافات منها «باسم منا مش هنسيبه، سيب الورد يفتح سيبه»، و»باسم يوسف هنا ليه.. باسم يوسف عمل إيه» و «نائب عام نائب خاص إحنا طالبين القصاص». وعلق يوسف قبيل مثوله للتحقيق في اتهامات ازدراء الدين الإسلامي وإهانة الرئيس محمد مرسي قائلا «الموت علينا حق.. والنائب العام علينا حق.. وأنا مش خايف من القرار وسأجهز حلقة عن هذا الأمر». وأشار إلى إنه لم يسئ للدين الإسلامي، إنما كان يوضح أن من يستخدمون الدين في دعايتهم السياسية، ومن يشوهون الدين الإسلامي بكلامهم الخاطئ في القنوات الدينية هم الذين يزدرون الدين الإسلامي، وقال «أنا كمسلم لا أقبل أن ديني يتبهدل على أيدي هؤلاء».