دمشق - وكالات - شهدت دمشق، أمس، اشتباكات عنيفة وخصوصا في حي جوبر، وحلقت طائرات حربية على علو منخفض فوق حي الحجر الأسود للمرة الاولى، فيما غادر عدد كبير من العائلات السورية حي الشيخ مقصود في حلب الذي تقطنه غالبية كردية بعد سقوط عشرات قذائف الهاون عليه. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان «حي جوبر يحترق والغبار يغطيه بعد قصفه براجمات الصواريخ والمدفعية من جبل قاسيون». واوضحت ان قصفا عنيفا تعرضت له بلدة زملكا بالهاون والمدفعية الثقيلة وجرت اشتباكات على أطراف المتحلق الجنوبي بالقرب من البلدة المقابلة لجوبر. وتابعت ان طائرة حربية حلقت على علو منخفض فوق حي الحجر الاسود، وذلك للمرة الاولى، حسب ما افاد السكان. ووقع قصف مدفعي وبقذائف الهاون على كل من مخيم اليرموك وحيي القدم والحجر الأسود وعلى بلدة سبينة وحجيرة، فيما استهدف الجيش الحر تجمعا ل «الشبيحة» اول مخيم اليرموك بقذيفة هاون ما أدى إلى سقوطهم بين قتيل وجريح تم نقلهم بصناديق السيارات، بحسب لجان التنسيق المحلية. وقالت شبكة «مسيحيون من اجل الديموقراطية ودعم الثورة السورية» إن اشتباكات اندلعت في كل من احياء المزرعة والمزة والبرامكة وكذلك حي المالكي الذي يقع فيه مكاتب القصر الرئاسي في قلب دمشق. وفي درعا قصف الطيران الحربي بالقنابل العنقودية والبراميل المتفجرة بلدة خربة غزالة، كما قصف مدينة داعل التي سيطرت عليها المعارضة في الاونة الاخيرة. من جهة ثانية، غادر عدد كبير من العائلات السورية حي الشيخ مقصود في حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: «شهد حي الشيخ مقصود حالات نزوح واسعة وذلك اثر سقوط عشرات القذائف عليه» مشيرا الى ان «القصف اسفر عن سقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل». كما افاد المرصد عن وقوع «اشتباكات عنيفة مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين عند جسر العوارض في شيخ مقصود شرقي والمنطقة الواقعة بين حي بستان الباشا وشيخ مقصود شرقي». واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان «مئات السيارات تقل عائلات شوهدت وهي تغادر الحي». وتقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية، الا ان المعارك التي تدور منذ الجمعة تتكثف في القسم السني غير الكردي منه والواقع في الجانب الشرقي منه، ويعد هذا الجانب استراتيجيا نظرا لاعتلائه هضبة تشرف على المدينة وتتيح رؤيتها بأكملها. وحاولت القوات النظامية، بحسب عبد الرحمن، اعادة سيطرتها على مناطق في الحي سيطر عليها مقاتلون معارضون خلال الايام الماضية وخصوصا الجزء الذي يسمح للمعارضة المسلحة «بالهجوم منه على المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب». واوضح عبد الرحمن ان المعارك اسفرت عن مقتل اكثر من 30 شخصا. من ناحية ثانية، أفاد تقرير سوري بان انفجارا عنيفا للغاية هز مدينة حماة قرب المطار العسكري. ووقعت مجزرة في بلدة تلكلخ على الحدود اللبنانية في منطقة حمص راح ضحيتها 10 اشخاص اغلبهم من النساء والاطفال، وتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بتحمل مسؤوليتها. وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا): «ارتكب ارهابيون الليلة (قبل) الماضية مجزرة جديدة بحق المواطنين الامنين في مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص». واوضح مصدر مسؤول للوكالة «ان مجموعة ارهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت عشرة مواطنين معظمهم من الاطفال والنساء قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناء على طلب الاهالي وتتصدى للارهابيين وتقضي على معظمهم في حين لاذ الباقون بالفرار». ونقل المرصد عن نشطاء في المنطقة انه تم العثور على «جثامين 11 مواطنا بينهم 8 سيدات وثلاثة رجال اعدموا ميدانيا خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ». ولم يكن بمقدور المرصد تأكيد او نفي الجهة التي ارتكبت المجزرة. وحمل مدير المرصد رامي عبد الرحمن الاممالمتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سورية الى «عدم احالة ملف اي مجزرة الى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها وقتلة الشعب السوري» مشيرا الى ان «القاتل يستمر بالقتل عندما لا يجد رادعا». إصابة صحافي ألماني بجروح خطرة اعلنت قناة التلفزيون العامة الالمانية «ايه ار دي» مساء السبت ان الصحافي يورغ ارمبروستر اصيب بجروح خطرة بالرصاص اثناء تصوير تحقيق في حلب. وارمبروستر البالغ من العمر 65 عاما والذي عمل لفترات طويلة مراسلا للقناة في العديد من الدول العربية وآخرها مصر، وجد نفسه «وسط تبادل لاطلاق النار» الجمعة حين كان يصور في حلب، بحسب ما اعلنت مقدمة نشرة الساعة الثامنة مساء للقناة، مضيفة ان الصحافي نقل الى تركيا وحالته الان مستقرة. وبحسب موقع «اس دبليو ار» المتفرع من القناة الالمانية العامة فان الصحافي خضع لعملية جراحية عاجلة في مستشفى سوري قبل نقله الى تركيا. وكان يعد ريبورتاجا عن مقاتلي المعارضة السورية. وعلى الفور قال ستيفن سيبرت المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في تغريدة على تويتر «انه لامر رهيب ان نبلغ بان يورغ ارمبروستر اصيب في سورية» متمنيا له التعافي السريع.