لبنان: جنبلاط بيضة القبّان يرشّح بعد ميقاتي عدنان القصّار لحكومة تكنوقراط ويتساجل مع التيار الوطني الحر بعد رفضه عودة العونيين الى الطاقة والاتصالاتبيروت 'القدس العربي': تنطلق يومي الجمعة والسبت في 5 و6 نيسان الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديد وسط تراجع أسهم الرئيس نجيب ميقاتي الذي وضع عليه التيار الوطني الحر نوعاً من الفيتو هو وحزب الله قد يكون أقرب الى تحسين الشروط منه الى الفيتو الحقيقي. أما الفيتو الواضح فجاء من الرئيس سعد الحريري الذي التقى في السعودية امس الرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من كتلة المستقبل للتشاور في موضوع التكليف. اما رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط فبدأ يعدّل موقفه نافياً أن يكون سمّى ميقاتي لحكومة وحدة وطنية من ثلاث عشرات أي 10 وزراء لقوى 8 آذار و10 لقوى 14 آذار و10 لرئيس الجمهورية والوسطيين. وبدا أن التكليف امام خيارين: في حال كانت الانتخابات النيابية مؤجلة الى سنة فإن الامور متجهة الى حكومة سياسية برئاسة شخصية سياسية قد تكون الرئيس ميقاتي، أما إذا كانت الانتخابات مؤجلة تقنياً الى فترة ثلاثة أشهر تقريباً فإن الامور متجهة الى تأليف حكومة حيادية من تكنوقراط وترتفع في هذا المجال أسهم رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار الذي لفتت اليه سابقاً 'القدس العربي'. وفي وقت يُعتبر النائب جنبلاط الصوت المرجّح في التكليف والتأليف ، فهو بدا مطمئناً إلى ان حزب الله لن يمارس عليه أي ضغط كالذي أدى إلى قبوله بتسمية رئيس للحكومة غير الرئيس سعد الحريري عام 2011. وقال 'عليهم ان يعرفوا أن ظروف اليوم غير ظروف 2011. نحن في قلب الأزمة السورية. والنأي بالنفس سقط بسبب التزام حزب الله الأوامر الإيرانية بالدفاع عن النظام السوري، وبسبب المجموعات المسلحة التي تدخل من لبنان إلى سورية لقتال النظام من عرسال وغيرها، إضافة إلى مجموعات الجيش السوري الحر وغيرها التي تدخل لبنان'. واعتبر جنبلاط أن 'العودة إلى الحوار، والابتعاد عن الخطاب العبثي الذي وجهه تيار المستقبل لطاولة الحوار' هو ما يجب فعله في المرحلة الراهنة. فهذه الطاولة انجزت امراً كبيراً من خلال طرح سؤال حول كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة لمواجهة العدو الاسرائيلي. فعلى طاولة الحوار صوّبنا وجهة السلاح، وعلينا اليوم العمل لإخراجه من سورية'. وعمن سيسمي لرئاسة الحكومة قال جنبلاط ' لدينا وقت. لم نبدأ الاتصالات بعد. ولست انا من يحدد'. وأكد ضرورة أن يُسمّى رئيس الحكومة بالتوافق. وعن مشاركة حزبيين من حزب الله في الحكومة المقبلة اعتبر أنه 'لا يجوز إقصاء أحد. ولا فرق بين التمثيل المباشر وغير المباشر'. كما شدد على أنه 'لن يسمي أي سياسي قبل الأسبوع المقبل'. أما إذا أردنا تأليف حكومة تكنوقراط فعدنان القصار رئيسها'. وحدّد الثوابت الحكومية: 1 العودة إلى النأي بالنفس. 2 عدم إبقاء الثروات اللبنانية بين أيدي التيارات العبثية. 3 إجراء إصلاح إداري. 'فمع احترامنا للحقوق النقابية، الوضع الاقتصادي لا يحتمل والإدارة مهترئة. وزير الإصلاح الإداري محمد فنيش ممتاز. لكن لم يسمح له أحد بالعمل'. ثم أضاف 'ثابتة' رابعة: 'الاستفادة من سلاح المقاومة في وجه اسرائيل. للأسف، البعض لم يعد يرى الخطر الاسرائيلي'. البند الثاني من لائحة 'الثوابت الجنبلاطية' هو الأساس. فقد فتح جنبلاط معركة من سيتولى وزارة الطاقة التي تدير الملف النفطي منذ الآن. وقال 'لا أريد بقاء الوزير جبران باسيل في موقعه'. وعندما تحدّث عن هذا الملف، أضاف إليه وزارة الاتصالات. وكرّر أنه لن يقبل بعونيين في هاتين الوزارتين. وعن البديل اعتبر أن 'لدينا الكثير من الخبرات. وزير الاقتصاد نقولا نحاس مثلاً. مم يشكو؟'. وتحدّث عن 'أهمية الثروة النفطية أما ملاحظاته على إدارة باسيل لملف النفط الذي حظي عمله على إشادة من الأمريكيين والأوروبيين، قال 'لا يهمني، يكفيني أن العونيين أنتجوا لنا اقتراح اللقاء الأرثوذكسي'. ورفض أي مقايضة بين التمديد واقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي، معتبراً 'أن الشر الاكبر هو في هذا الاقتراح. ومصدر هذا الشر هو حزب 'التنظيم'. لم يلم احداً بقدر ما لام النائب القواتي جورج عدوان'، لافتاً الى 'ان عدوان من مدرسة التنظيم، هو وانطوان لحد وسعد حداد وإتيان صقر وميشال عون وسمير جعجع ليس بعيداً عنهم'، لكنه أكد 'ان موقفه من عدوان لن ينعكس على ترشيح الأخير للانتخابات المقبلة في دائرة الشوف، فهذا تفصيل'. وأصر رئيس 'الحزب الاشتراكي' على عدم حضور أي جلسة تشريعية يُطرح فيها الأرثوذكسي وقال 'الستين قائم. وسنترشح قبل 9 نيسان'. وإذا لم يترشح حزب الله وحركة امل والعونيون والقوات؟ هل تذهبون إلى الانتخابات؟ أجاب: 'هل ننتخب أنفسنا؟'. وأضاف عن الحل 'الرئيس بري قال إن المجلس قادر على التشريع حتى 19 حزيران'. 'وقد لقي موقف جنبلاط الرافض عودة العونيين الى وزارتي الطاقة والاتصالات وتسليمهم ثروات لبنان غضب قياديين في التيار الوطني الحر فقال النائب زياد أسود إن 'جنبلاط هو آخر من يحقّ له الكلام عن نهب الثروات ونحن نعرف تاريخه في الحرب والسلم'. وأضاف 'بات وليد جنبلاط يحتاج الى طبيب لحلّ عقدة الموارنة لديه'، مؤكداً أنّ الأخير 'سيطعن بحزب الله، على الرغم من مواقفه المؤيّدة له خصوصاً بالنسبة الى موضوع تشكيل الحكومة، وهو اعتاد أن يفعل عكس ما يقول ولن نكرّر خطأنا في تسمية الرئيس نجيب ميقاتي المتخصّص في 'علك الهواء' من دون أن نعرف مسار التشكيل والى أين سيذهب بالحكومة بعد تأليفها '. كذلك، رد القيادي في 'التيار الوطني الحر' ناجي الحايك على رئيس الحزب 'التقدمي الاشتراكي' فسأل 'من أنت لتضع حدوداً على تمثيل الموارنة' في الحكومة؟ من أنت لتتعرض لزعمائهم؟'، مؤكداً ان 'الفترة التي استطعت فيها أن تسلب صحة التمثيل المسيحي قد ولت إلى غير رجعة مع غياب الخدام ومخابراته ومع أفول نجم أحبائك في تيار 'المستقبل'. وتابع 'لا أظن أن الاعيبك تخفى على أي من مسيحيي 14 أذار ولذلك دعموا القانون الأرثوذوكسي حتى تعود الى حجمك (...)'. اضاف 'أما حزب التنظيم الذي أزعجتك عقيدته فهو من أنصع الأحزاب التي مرّت على تاريخ لبنان الحديث، هو من أحزاب الجبهة اللبنانية التي دافعت عن الوطن الذي ساومت عليه أنت وأبوك'.