أجمع معظم قراء إيلاف على أن السبب الرئيس لرفض الجيش الحر غسان هيتو كرئيس لحكومة المنفى المؤقتة يرجع إلى أنه مفروض من الخارج، واختياره لشغل المنصب جاء من دون توافق أعضاء ائتلاف المعارضة عليه. صبري عبد الحفيظ من القاهرة: فيما تسير الأوضاع في سوريا من سيء إلى أسوأ، يبدو أن ثمة هوة سحيقة ما بين معارضة الخارج ومعارضة الداخل، لاسيما في ظل رفض المعارضة المسلحة التي تقاتل على الأرض الاعتراف بالمعارضة السياسية في الخارج، حدث ذلك عندما جرى تأسيس المجلس الوطني السوري، ويتكرر السيناريو نفسه مع الإئتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة، الذي انتخب حكومة لإدارة شؤون "المناطق المحررة"، إلا أن الجيش السوري الحر، رفض الاعتراف برئيسها المهندس غسان هيتو، بدعوى أنه "مفروض على الإئتلاف، ولم يحدث عليه توافق". مفروض من الخارج قراء إيلاف يعتقدون أيضاً أن السبب وراء رفض الجيش الحر الإعتراف بهيتو يرجع إلى أن "رئيسها مفروض من جهات خارجية". وطرحت "إيلاف" على قرائها السؤال الآتي: لماذا رفض الجيش الحر الاعتراف بالحكومة السورية المؤقتة؟، ووضعت أمامهم ثلاثة خيارات هي: لبعدها السياسي عن الوضع الميداني.. لأن رئيسها مفروض من جهات خارجية.. بسبب اختيار كردي لرئاستها". شارك 3014 قارئاً في الإستفتاء، وانحازت الغالبية من القراء إلى القول إن رفض اعتراف الجيش الحر بالحكومة المؤقتة يرجع إلى "أن رئيسها مفروض من جهات خارجية"، وتقدر تلك الغالبية ب1461 قارئاً، بنسبة 49%. في حين يعتقد البعض الآخر أن السبب في ذلك يعود إلى أن المهندس غسان هيتو ينتمي إلى الأكراد، ويقدر العدد ب941 قارئاً، بنسبة 31%. وقال البعض الثالث (612 قارئاً، بنسبة 20%) أن الرفض جاء على خلفية "بعد الحكومة المؤقتة عن الوضع الميداني". رئيس حكومة بدون توافق وانتخب إئتلاف المعارضة السوري، غسان هيتو بغالبية 35 صوتاً، من أعضاء الائتلاف، البالغ عددهم 50 عضواً، وعلقت شخصيات بارزة في الإئتلاف عضويتها، احتجاجاً على انتخاب هيتو، من بينها: المتحدث باسم الائتلاف وليد البني، كمال اللبواني، مروان حاج رفاعي، يحيى الكردي، وأحمد العاصي الجربا. وقال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد، إن الجيش السوري الحر لا يعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة، لأن اختياره لشغل المنصب جاء من دون توافق أعضاء ائتلاف المعارضة عليه. وأضاف "نحن لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلًا من أن ينال التوافق". ويحاول هيتو التواصل مع الجيش الحر ميدانياً، وقام بزيارة لمحافظة حلب، التي يسيطر عليها الجيش الحر، وفقاً لما أعلنته الصفحة الرسمية للحكومة المؤقتة على موقع فايسبوك، التي أوردت الخبر مقتضباً، وجاء كالآتي: "عقد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو، اجتماعًا استمر لمدة ساعتين مع وفد ضم أعضاء من المجلس المحلي لمحافظة حلب وممثلين عن مجلس القضاء الموسع". خلافات بسبب التمويل الخلافات بين أطياف المعارضة في الخارج متعددة، حسب التمويل الآتي من الخارج، وكذلك الخلافات بين الكتائب المقاتلة على الأرض كثيرة، والخلافات بين الداخل والخارج عميقة، هكذا يصف المعارض السوري في القاهرة، خليل الكردي، الأوضاع سياسياً وميدانياً. وقال ل"إيلاف" إن الخلافات بين الفصائل السياسية أو الكتائب المقاتلة ترجع إلى أن كل فصيل يتبع الجهة أو الدولة التي تموّله وينفذ سياستها. واجهة مدنية وأضاف أن ائتلاف المعارضة إختار غسان هيتو ليكون واجهة مقبولة من كل الأطياف السياسية في الداخل والخارج، مشيراً إلى أنه أفضل الوجوه لمخاطبة الغرب، الذي يرفض أن تكون هناك شخصية إسلامية على رأس الحكومة. وأضاف أن هيتو لم يكن مفروضاً من جهات خارجية، كما يزعم البعض، منوهاً بأنه شخصية ليبرالية تجيد مخاطبة الغرب والمجتمع الدولي، وتحقيق التوزان السياسي بين القوى المقاتلة والقوى السياسية في الخارج، باعتباره يمثل المعارضة المدنية، مما يبعث برسائل جيدة تفيد بأن سوريا ما بعد الأسد سوف تكون دولة مدنية تحفظ حقوق الجميع، وليست دولة طائفية. مبادرات للتقريب وأشار الكردي إلى أن المواقف الدولية والعربية تؤثر في تماسك المعارضة، سواء في الداخل أو الخارج، ولفت إلى أن هناك محاولات دائمة لشق صفوف المعارضين، واختراق الكتائب المقاتلة على الأرض. ولفت إلى أن هناك محاولات لتقريب وجهات النظر بين الجيش الحر والحكومة المؤقتة، بشكل خاص والجيش الحر والمعارضة في الخارج عموماً، من أجل توحيد الجهود السياسية والعسكرية.