أنقرة (ا ف ب) - أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج أمس تشكيل لجنة "للحكماء" مكلفة بتسهيل عملية السلام الجارية مع متمردي حزب العمال الكردستاني، فيما يتوقع أن يدعو زعيم المتمردين المسجون عبدالله أوجلان الكردستاني للبدء في سحب المقاتلين من تركيا رغم الخلاف مع أنقرة بشأن شروط الانسحاب. وقال أرينج الذي نقلت محطات التلفزيون تصريحاته، إنه "تم تشكيل وفد من الحكماء يضم 62 شخصا على حد علمي". وأضاف أن اللجنة "تتألف من أشخاص معروفين ومحترمين في تركيا ومنفتحين على الحوار، وهم من الفنانين والسياسيين أو رجال الأعمال القادة والمتخصصين في منظمات غير حكومية أو مراكز فكرية". وسيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي شكل اللجنة، أعضاءها مساء اليوم الخميس في اسطنبول للبحث في مهمتها. وأوضح أرينج "بعد ذلك سيعملون لمدة شهر في جميع أنحاء تركيا بهدف عرض إجراءات تسوية النزاع الكردي، على السكان وإطلاعهم عليها وتوضيحها لهم". وتابع أن أعضاء اللجنة "وزعوا في مجموعات عمل لكل من المناطق السبع في تركيا، وتم تعيين رئيس ونائب رئيس وناطق باسم اللجنة". ومن الشخصيات المختارة لنشر رسالة السلام فنانون ذوو شعبية على غرار المغني أورهان غنشيباي والممثلة خوليا كوتشيغيت، ورجال أعمال نافذون على غرار الممثلة السابقة لنقابة أرباب العمل أرزوهان دوغان يلتشينداغ بحسب اللائحة التي نشرتها أجهزة رئيس الوزراء. وتشمل المجموعة الكثير من الجامعيين والصحفيين وتضم تمثيلا واسعا للتيار المحافظ المقرب من الحكومة، والليبراليين. ودعا أوجلان قواته في 21 مارس إلى وقف إطلاق النار والانسحاب من تركيا، وقررت الإدارة العسكرية لحزبه رسميا وقف إطلاق النار بعد يوم من ذلك. وسافر سياسيون مؤيدون للأكراد أمس إلى جزيرة إيمرالي جنوباسطنبول للقاء أوجلان. وقال مسؤول حكومي إن أحد قادة حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد واثنين من النواب المنتمين للحزب زاروا أوجلان في سجنه. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن أوجلان سيدعو حزب العمال الكردستاني المتمرد التابع له للبدء في سحب مقاتليه من تركيا، على الرغم من الخلاف مع أنقرة بشأن شروط الانسحاب. وطلبت قيادة حزب العمال الكردستاني في جبال شمال العراق الحماية القانونية لمنع أي هجوم عسكري عليهم أثناء انسحابهم بعد عقود من القتال وهو المطلب الذي رفضته الحكومة. وكتب أيوب يمكن رئيس تحرير صحيفة (راديكال) الليبرالية التي تتابع عملية السلام بشكل وثيق "سيعلن أوجلان رسميا بدء عملية الانسحاب". وقتل مئات من مقاتلي حزب العمال في اشتباكات مع قوات الأمن خلال عملية انسحاب سابقة عام 1999 بعد اعتقال أوجلان وإدانته بتهمة الخيانة. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه يضمن عدم تكرار ذلك لكنه يعارض إصدار تشريع، وبدلا من ذلك قال إنه يتعين على المتمردين نزع سلاحهم قبل التوجه إلى العراق لمنع خطر اندلاع معارك مع القوات التركية.
