في تصعيد مباشر وخطير، أبلغت كوريا الشمالية رسمياً الولاياتالمتحدة انها صادقت على خطة لشن عمليات عسكرية ضدها تتضمن احتمال توجيه ضربات نووية متنوعة، معلنة أن الحرب قد تندلع «اليوم أو غداً».. في وقت اعربت الأممالمتحدة عن «قلقها» والاتحاد الأوروبي عن «أسفه»، فيما أعلنت الصين حالة التأهب في صفوف جيشها تحسباً لتدهور الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية. وقال ناطق باسم القيادة العامة لجيش الشعب الكوري، في بيان نقلته وكالة الانباء المركزية الرسمية: «نبلغ البيت الابيض والبنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) رسميا ان سياسة العداء المتصاعد دوما لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) التي تتبعها الولاياتالمتحدة وتهديدها النووي المتهور سيسحقان بالارادة القوية لكل افراد القوات المسلحة والشعب المتحدين». وأضاف الناطق إن ذلك سيكون من خلال «ما نملكه من وسائل متطورة أصغر حجما وأخف وزنا لتوجيه ضربة نووية متنوعة»، مشيرا إلى أن «العملية التي لا رحمة فيها التي أعدتها قواتها المسلحة الثورية في هذا الصدد تمت دراستها والتصديق عليها نهائيا». وحذر البيان واشنطن بأن «التهديدات الأميركية ستدمر بأسلحة نووية اصغر حجما واخف وزنا واكثر تنوعا». وأعلنت رئاسة أركان الجيش الكوري الشمالي، في بيان، أن قواتها سوف «تسحق» الاميركيين، محذرة من أن الحرب قد تندلع «اليوم او غدا»، معتبرة تحليق قاذفات اميركية من طراز «بي-52» و«بي-2» فوق كوريا الشمالية سبب التصعيد. وقف استفزازات وفي تعليق رسمي، قالت الناطقة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض كيتلين هايدن، إن الاعلان الكوري الشمالي «ينطوي على تهديد غير بناء». واضافت انه «اعلان استفزازي جديد يزيد من عزلة كوريا الشمالية عن بقية الاسرة الدولية.. كوريا الشمالية عليها ان تكف عن تهديداتها الاستفزازية». استعراض قوة في الأثناء، كشفت مصادر كورية جنوبية ان الشمال عمد إلى نقل صاروخ متوسط المدى إلى ساحله الشرقي في استعراض لقوته العسكرية أو استعداداً لإطلاقها. وأشارت المصادر إلى ان هذا الأمر دفع الولاياتالمتحدة إلى اتخاذ قرار بنقل منظومة صواريخ متطورة إلى جزيرة غوام، بالإضافة إلى أنظمة رادار أخرى. الصين تتأهب وفي تطور ملحوظ، صرح مصدر مقرب من الجيش الصيني بأنه تم وضع جيش التحرير الشعبي على أهبة الاستعداد، في وقت يتم وضع خطط طارئة تحسبا لتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال المصدر، الذى التقى بعدة جنرالات مؤخرا، إن قادة الجيش قلقون بشأن سلامة المنشآت النووية الكورية الشمالية، واحتمال تدفق اللاجئين إلى الصين. وأضاف المصدر، الذى رفض الإفصاح عن هويته، إن «القادة في غاية القلق». وتشمل الخطط الطارئة احتمال دخول القوات الصينيةكوريا الشمالية إذا اندلعت حرب. استعداد ياباني كما قالت الحكومة اليابانية إنها تتخذ كل إجراء ممكن لجمع المعلومات والتعاون مع الدول الأخرى، وهي مستعدة لأسوأ السيناريوهات. ونقلت وكالة (كيودو) اليابانية للأنباء عن الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدا سوغا قوله «ندرك كل تطوّر (في كوريا الشمالية) بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية.. ونأسف بشدة لتكرارهم الأعمال الاستفزازية». قلق أممي.. وأوروبا تحذر من جانبه، ابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «قلقه الشديد» ازاء التصعيد في خطاب كوريا الشمالية، خلال مؤتمر صحافي عقده في موناكو. واعرب كي مون عن «خيبته وقلقه» للقيود المفروضة على الكوريين الجنوبيين العاملين في موقع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين، املا ان «يتم رفع الاجراء بأقرب وقت ممكن». في المقابل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه إزاء إعلان كوريا الشمالية عزمها إعادة تشغيل مركز يونغبيون النووي. وحذّرت المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد كاثرين آشتون بيونغيانغ من ردّ دولي موحّد أكثر على قراراتها الأخيرة، من بينها إعادة تشغيل منشآتها النووية.. في وقت دانت روسيا بشدة تحركات كوريا الشمالية، وقالت ان بيونغيانغ تبدي ازدراء «مرفوضا جملة وتفصيلا» لقرارات الاممالمتحدة. تشكيك شكك الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في تصريح ل«البيان» من احتمال نشوب حرب بين كوريا الشمالية من جهة والولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية من جهة أخرى. وقال في تعليق له حول وجهة نظر الجامعة العربية من تصاعد ذلك التوتر وتأثيره في الأمن والسلم الدوليين، إن «الأممالمتحدة هي المعنية بالأمن والسلم الدوليين وليست الجامعة العربية». البيان مناشدة ونفي ناشد رجال الأعمال الكوريون الجنوبيون كوريا الشمالية لإلغاء الحظر على السفر للمجمع الصناعي المشترك المستمر لليوم الثاني فى ظل التوترات الدبلوماسية.. فيما نفت سيئول ما اوردته وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) من ان كوريا الشمالية أمرت جميع العمال والاداريين الكوريين الجنوبيين بالمغادرة والعودة الى بلدهم في غضون أسبوع.