ستراسبورغ: دعا وزير الاقتصاد الفرنسي بيار موسكوفيسي في ستراسبورغ الخميس مجموعة وزراء مالية دول منطقة اليورو الى "العمل بشكل افضل"، معربا عن اسفه ل"شعور التردد" الذي رافق ادارة المجموعة للازمة القبرصية. وقال الوزير خلال مؤتمر حول اوروبا استضافته المدرسة الوطنية للادارة (اينا) بحضور وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله "هناك دروس علينا استخلاصها مما جرى خلال الازمة القبرصية". واضاف "صحيح اننا اجتمعنا مرتين في غضون تسعة ايام، واننا في النهاية وصلنا الى حل (...)، لكن في الاثناء ساد شعور بالتردد لم يكن جيدا لصورة اوروبا". واكد الوزير الفرنسي ان "المسؤوليات جماعية، ببساطة عندما نرتكب اخطاء، ليس اخطاء في الجوهر، بل في التصرف، يجب استخلاص العبر منها". وانهالت الانتقادات على مجموعة يوروغروب لطريقة ادارتها الازمة المالية التي غرقت فيها قبرص، وتركزت هذه الانتقادات خصوصا على رئيس المجموعة الجديد وزير المالية الهولندي ايروين ديسلبلويم، بسبب تصريح اعتبر فيه ان الحل الذي تم اعتماده في قبرص عبر الزام المصارف ومودعيها بتحمل قسم كبير من اعباء خطة الانقاذ، يصلح كمثال يحتذى في ازمات لاحقة. وقال الوزير الفرنسي "اعتقد انه يتعين علينا تحسين الحوكمة، في الاتحاد الاوروبي كما في منطقة اليورو"، مشددا على ان "يوروغروب يمكنها ان تعمل بشكل افضل، وعليها ان تعمل بشكل افضل". واضاف موسكوفيسي الخميس بحضور نظيره الالماني فولفانغ شويبله، ان على المانيا ان "تفهم" ان فرنسا تحتاج وقتا ومرونة لخفض عجزها، وان الوضع الاقتصادي للبلدين مختلف. واوضح الوزير الفرنسي اثناء ندوة عامة في ستراسبورغ انه اذا فرضت فرنسا على نفسها التقيد بعجز عام في حدود 3 بالمئة من الناتج الاجمالي بداية من هذا العام "سندخل البلاد في ركود ب 0,5 او 0,6 او 0,7 نقطة، وهذا يعني نسبة مماثلة من الشركات التي تصبح في عجز وتغلق، ويعني نسبة مماثلة من الشباب العاطلين، اي عددا اضافيا من العاطلين عن العمل". واضاف "وبالتالي فاننا لن نفعل ذلك وسنقوم بجهد هيكلي وسنطلب مهلة من عام واحد (..) احتاج ان تفهم المانيا ذلك". وفي وقت لاحق وفي مقابلة مع قناة "ارتي" الالمانية الفرنسية اكد الوزير الفرنسي، ايضا رفقة الوزير الالماني، ان "اول شخص" اتصل به بعدما قرر طلب مهلة لخفض العجز كان فولفانغ شويبله. واضاف موسكوفيسي "قلت له يجب ان تتفهم ان فرنسا لديها برنامج اصلاحات هيكلية، وانها جدية، وانها تسير على درب التنافسية، لكن يتعين تفهم ذلك". وتابع "نحن لسنا في الوضع عينه، ولا يمكننا ان ننفذ سياسات متماثلة وبالنسق نفسه، وفي الان نفسه يجب ان نسير في الاتجاه نفسه". من جانبه قال الوزير الالماني انه يتعين "انهاء الجدل بين (انصار) التقشف و(انصار) النمو" ووصف هذا الجدل بانه "غباء". لكنه شدد على ان "السياسة المالية المتينة هي شرط النمو الدائم". واضاف "اننا نرى ان القول للناس ان مراكمة العجز هو طريق ممكن للخروج من البطالة، هو طريق سيء" في اشارة الى بلدان استفادت من خطط مساعدة اوروبية.