ألقى فضيلة الشيخ عبد الحكيم الحسني خطبتي جمعة "ماضون نحو التحرير والاستقلال" في مسجد قرية (العطرية) بمديرية الحصين بالضالع وسط حضور جمع غفير من المصلين والذين توافدوا من مختلف قرى الحصين والضالع للاستماع لخطبة الشيخ الحسني. وتطرق الشيخ الحسني في خطبتي الجمعة الى جملة من القضايا التي تمس الثورة الجنوبية على مستوى الداخلي والخارجي والمخاطر التي تحاول قوى الاحتلال حياكتها ضد ثورتنا التحررية. واستهل الحسني خطبته الأولى بالحديث عن الحرية – وبالذات حرية الإنسان- باعتبارها واجب ديني- لان الله خلق الناس أحرارا وليس عبيداً لأحد إلا لله وحده فالحرية هي نشيد ينشده كل فرد وهي كلمة جميلة وقيمة إنسانية عظيمة – والحرية تعشقها الطيور في السماء- وهي ترفع عن الإنسان كل صنوف القهر والاستبداد-وهي ملازمة للكرامة الإنسانية- وهي اساس اي مجتمع أنساني ولهذا حرص الإسلام على هذا المبدأ الإنساني العظيم, وقد دلل عن ذلك في ذكر بعض الآيات القرآنية والأحاديث النوبية ومواقف للخلفاء الراشدين. وربط الحسني ذلك مع ثورة شعب الجنوب والتي قال بانها ثورة من اجل الحرية- حرية شعب الجنوب من استبداد المحتل اليمني, ومن اجل ذلك المبدأ الإسلامي والانساني النبيل يخوض شعب الجنوب ثورة شعبية سلمية- ثورة التحرير والاستقلال- وان شعب الجنوب يخوض معركة التحرير السلمية لكي يعيش حراً وكريماً على أرضه ووطنه وان شعب الجنوب ماض بقوة وثبات نحو تحقيق ذلك الهدف مهما كانت التضحيات ومهما تكالبت علينا قوى الظلام والاحتلال وتغافل وصمت الاقليم والعالم. واكد الحسني على خيار النضال السلمي كخيار وحيد لتحقيق هدف ثورتنا التحررية- محذراً من اندفاع وحماس بعض الشباب لرفع خيار السلاح بديلاً عن الخيار السلمي, واعتبر ذلك الاندفاع والحماس بانها خدمة للمحتل والذي يعمل على جر الثورة الجنوبية الى هذا المربع. كما تطرق الحسني في خطبته الى الفتاوى التكفيرية التي تنهال على الجنوب بين الحين والآخر من قبل علماء الدين السياسي التابعين للاحتلال بهدف وقف واجتثاث ثورة شعب الجنوب التحررية, واعتبر تلك الفتاوى مخالفة للدين الحنيف الذي يحرم قتل النفس ويحرم نشر الفتن, مؤكداً بأن هذه الفتاوى تدعو لتنامي الكراهية وتزايد العداء والصراعات بين شعبي البلدين "الجنوبي والشمالي". واعتبر ان الوحدة التي يفتون باسمها- وحدة غير موجودة بالواقع- بل هي وحدة موجودة في جيوبهم وأرصدتهم ومطامعهم الجشعة. كما أشار الشيخ الحسني الى مايسمى بالحوار اليمني, معتبراً بان هذا الحوار يخص القوى المتصارعة على السلطة بالشمال, كما انه حوار لإبراز قوى جديدة غير القوى السابقة, وهو حوار قائم على الزيف والكذب والدجل ويكفي أنهم يحاورون قوى جنوبية لايوجد لها اي تواجد على ارض الجنوب. وقال: باننا شعب جنوبي صاحب ارض ودولة وهوية وتاريخ , ومن اجل ذلك نقود ثورة- وان هذه الثورة مستمرة وسوف نضحي من اجل تحقيق هدفها, وان العاقبة بالنهاية لأصحاب الحق. وفي خطبته الثانية تحدث الشيخ الحسني عن الأخلاق الثورية والصفات التي يجب ان يتحلى بها الثائر والمواطن الجنوبي على السواء- لان شعب الجنوب كان قبل 90م لديه أخلاق وصفات وقيم ومبادئ إنسانية مثل الصدق, والأمانة, واحترام الدولة والنظام والقانون والتي للأسف خلال 20 عاماً من الاحتلال قد ادخل او بالأصح اوجد صفات وقيم مخالفة تماماً لما كان موجود في الجنوب قبل 90م. وطالب الشباب الجنوبي الاقتداء والتمسك بالأخلاق النبيلة للشعب الجنوبي والتي ظلت ملتصقة به طيلة قرون عدة. *من علي ناجي سعيد