د. عبد العزيز حسين الصويغ كشفت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن زيادة القضايا التي تعاملت معها خلال العام الماضي، فقد عالجت أكثر من 370 ألف قضية، بزيادة عن العام السابق بنسبة 18%، وبلغ أطرافها 392 ألفا و325 شخصاً بزيادة 6%.. لكن الهيئة كشفت أيضاً أنها تعاني من الكثير من الصعوبات التي تعوق عملها وتمنعها من أداء عملها على الوجه الأكمل وذلك نتيجة لقلة اعتمادات بعض بنود الباب الثاني من ميزانية الرئاسة للعام المالي 321433 مثل مخصصات الابتعاث والتدريب والنقل الشخصي والمعدات والسيارات والمكافآت وإيجار الدور والأثاث والتي تعد من أهم الأمور المساعدة على أداء العمل والمحركة له. *** وهكذا فإذا كانت الهيئة وهي تعاني من كل هذا النقص في إمكاناتها استطاعت الكشف عن 370 ألف قضية في عام واحد، فلا أدري كم عدد القضايا التي سوف تتمكن الهيئة من الكشف عنها في حالة توفير الدعم الكامل الذي تطالب به. فإذا ما اعتمدنا على تقرير الهيئة من جهة، وعدنا إلى تصريحات بعض منسوبيها ومنها التصريح الغريب للناطق باسم الهيئة الذي لا أريد أن أكرره هنا، فإن مجتمعنا يعيش كارثة أخلاقية عظمي!! وهذا يجعلنا نتساءل: كيف لم تفلح كل جهود الهيئة طوال السنوات الطويلة الماضية، ولا كل ما يتلقاه أبناء المجتمع السعودي من علوم دينية وثقافة إسلامية منذ نعومة أظفارهم، ولا ما تحفل به البلاد من شرقها إلى غربها من هيئات الدعوة والإرشاد، ولا القنوات الفضائية الإسلامية التي يتناوب فيها المشايخ والدعاة الحديث للناس وتقديم كل أنواع الفتاوى والنصائح، من حماية مجتمعنا السعودي من الوقوع في الزلل .. بل وتفشي حالة الانحراف لدى البعض إلى درجة الوقوع في أكبر الموبقات ؟! *** لا أستبعد بالطبع أن يكون لدى الهيئة الموقرة ورجالها الجواب الشافي على ما أثرته عاليه، ولكن أمام تقارير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السنوية التي تزداد فيها عدد الوقوعات ونسبتها سنة بعد أخرى، وأمام تصريحات بعض منسوبيها عن عوج المجتمع وانحرافه عن الجادة، وأمام عجز الهيئة وكلل جهودها وهي التي نعتبرها "سفينة النجاة" للمجتمع السعودي، وأمام عجز جهود أعضاء الهيئة الذين هم "حراس الفضيلة" عن إنقاذ المجتمع وأبنائه من الوقوع في الذنوب والآثام، وأمام كل هذا لا بد من البحث عن طريقة إضافية أخرى "لإنقاذ" المجتمع ، وثنيه عن إتيان الذنوب ما صغر منها وما كبر، وقيادة "سفينة النجاة" إلى شاطئ الأمان. #نافذة صغيرة: [[ما يثير الاستغراب هو إصرار البعض، رغم كل ما تصدره الهيئة من تقارير سنوية تسجل فيها ازدياد عدد الوقوعات والمخالفات سنة بعد أخرى، بأن مجتمعنا هو مجتمع يقترب من المجتمع الملائكي، أو الادعاء ب«خصوصية» غير موجودة في بقية دول العالم مجتمعة. إلاَّ إذا شكك هؤلاء في ما تصدره الهيئة من تقارير، أو ما تقول به من وقوعات ومنكرات يعيشها البعض في مجتمعنا !]] عبدالعزيز الصويغ [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain