جلب حادث المطاردة من قبل أعضاء "الهيئة" فجر أمس في الرياض ومقتل مواطن سعودي المزيد من الانتقادات ضد تلك المؤسسة الدينية، وسط مطالبات بوضع حد لنفوذها، وأنباء عن إحالة متهمين في الحادث على المباحث الجنائية لمواصلة التحقيق معهم. واستمر الجدل في السعودية اثر حادث المطاردة فجر أمس من قبل دورية تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي تسببت بمقتل شاب وتعرض آخر لإصابات خطيرة، إذ تم فتح تحقيق موسع في القضية، فيما تردد أن عددًا من أعضاء الهيئة أحيلوا على المباحث الجنائية. ووقع الحادث في العاصمة الرياض بعدما طاردت دورية تابعة للهيئة مركبة فوق أحد الجسور ومن ثم صدمتها، ما أدى لسقوط المركبة ومصرع سائقها وإصابة مرافقه، قبل أن يفر أعضاء الهيئة من موقع الحادث. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ووثائق تدين عناصر الهيئة، وتحملهم مسؤولية وقوع الحادث المروع، وسط دعوات متصاعدة ومتزايدة بضرورة محاسبة المتورطين، ووضع حد لهذا النوع من الحوادث. واتهم شهود عيان فرقة من رجال "الهيئة" بالتسبب بمقتل الشاب ومرافقه، وقدّم اثنين منهم إفادتين لوزارة الداخلية تضمنتا شهادتهما عن الحادث، حيث حمّلا دورية الهيئة مسؤولية الحادث، وسردا بالتفصيل ما حدث. كما أظهرت مجموعة صورٍ من موقع الحادث ما لحق بالشابين وسيارتهما، ومحاولات إنقاذهما، وصور نقل المركبة المتحطمة وفرض طوق حول مكان وقوع الحادث الأليم. وذكر الشهود أن سيارة الهيئة فرّت من الموقع بعد وقوع الحادثة، فيما حضرت الجهات المعنية للموقع وأخذت شهادة الموجودين وتم تسليم مقطع الفيديو لرجل المرور الذي باشر الواقعة. ومن جانبه، وجه الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بتكوين لجنة للتحقيق في الحادث، وكشف مصدر أمني في مرور منطقة الرياض أنه أحال ملف الحادث إلى إمارة الرياض بعد "تضارب" المعلومات الواردة التي تشير إلى تعرض سيارة الشابين لعملية (صدم) من قبل "دورية" لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأوضح المصدر الأمني أن أمير منطقة الرياض وجه بفتح تحقيق مع أعضاء الهيئة إضافة إلى تضمين ملف الحادث لشهادات عدد من شهود عيان وثقوا الحادث بتصوير فيديو وفوتوغرافي. وأكد المصدر ذاته أنه بعد انتهاء التحقيقات سيتم إحالة القضية على المرور لإتمام الإجراءات "من الجانب المروري"، فيما ستحال على الجهات القضائية المعنية في حال ثبت تسبب أعضاء "دورية" الهيئة بالحادث. وبدورها، أكدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الرياض أن حادثة وفاة الشاب بعد انحراف سيارته وسقوطها في نفق طريق الإمام محمد بن سعود في شمال الرياض في مرحلة التحقيق. وقال مساعد المتحدث الرسمي باسم الهيئة محمد الشريمي تعليقاً على ما حدث إن الأجهزة المعنية باشرت الحادث وهي في مرحلة التحقيق مع كافة من يتطلب التحقيق ومساءلته لإظهار الحقيقة وبيان النتائج. وطبقاً لبعض التقارير المحلية، فإن الجهات المختصة أوقفت -حتى الآن- ستة أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ذمة قضية مطاردة المركبة، وذكرت أنه تم نقل عضوي الهيئة المتهمين في قضية المطاردة إلى المباحث الجنائية، وتم ايقاف الأعضاء الآخرين في شرطة العليا. وأعاد الحادث الذي وقع في اليوم الوطني للمملكة الأذهان إلى العديد من الحوادث المشابهة التي وقعت في السعودية خلال فترات سابقة وكانت "الهيئة" مسؤولة عن معظمها. وكان من بين تلك الحوادث مصرع رجل وإصابة زوجته وطفليه في مطاردة وقعت في محافظة بلجرشي، وقد أدانت لجنة تحقيق شكلت لبحث أسباب الحادث دوريات الامن والهيئة وحملتهما مسؤولية مقتل المواطن واصابة افراد عائلته. كما ذكّر الحادث بتسبب الهيئة بمقتل مواطن سعودي يدعى سليمان الحريصي قبل نحو عامين أثناء دهم منزله في حي العريجاء غربي الرياض على أثر اتهامات له بترويج الخمور، وقد تسببت تلك الحوادث بموجة من الانتقادات الحادة ضد تلك المؤسسة.