أذكياء وموهوبون ومتميزون في الهوايات والمجالات العلمية. إنهم أبناء «الداون» الذين رافقتهم القبس في أروقة الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون، وباحوا بآمالهم وآلامهم، مؤكدين أن الإهمال الحكومي يصيبهم بالإحباط. أذكياء وموهوبون.. ومتميزون وحالمون.. وطوحاتهم بلا حدود، وأمنياتهم ترسم خارطة لنهضة الكويت وتطورها، ليسوا أقل من الأصحاء في شيء.. فمنهم من أحرز تفوقاً علمياً ومنهم من تميّز في الرياضة والرسم والموسيقى وكتابة الشعر والقصة ومنهم من توصّل إلى ابتكارات علمية تخدم البشرية. إنهم أبناء «الداون»، الذين رافقتهم القبس في أروقة الجمعية الكويتية لملتزمة الداون، وباحوا بهمومهم وآمالهم وآلامهم، مؤكدين أنهم خارج اهتمام الجهات الحكومية، فلا أماكن ترفيهية يقضون فيها أوقات فراغهم، ولا مستشفى متخصص لعلاجهم ولا خطة لتوظيفهم، كما أن البعض لا يعترف بكفاءتهم وقدراتهم ويعتبرهم أقل من أقرانهم الاصحاء. بداية، طالبت جواهر ابراهيم (37 عاما) بإقامة ناد رياضي لأبناء الداون واحتضان مواهبهم وهواياتهم. وقالت: إن الدراسة في الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون والرقص والغناء وإلقاء الشعر من أكثر الأنشطة التي تمارسها، مشيرة إلى «أننا أذكياء بالفطرة ونحتاج خطة لاحتضاننا ومساندتنا». وأضافت «تعلّمت استخدام الكمبيوتر وإلقاء الشعر والكتابة والقراءة». وكان ذلك في يوم الداون الذي صادف يوم الأم، وألقت فيه شعرا أهدته لوالدتها، تعبيرا لها وامتنانا منها لما قدمته من خدمة وتضحيات من اجلها. حفظ القرآن أما فيصل المهنا فقد أوضح أنه يحب الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم، فهو يبلغ 15 عاما واستطاع أن يحفظ أجزاء كثيرة من القرآن. وتابع «أحرص على الحضور الى الجمعية والانخراط في الفعاليات والأنشطة التي تقيمها، كما أنني أحب الحضور، لأنه يمكّنني من تكوين العديد من الصداقات مع أقراني من فئة الداون»، وأكد أن التعامل مع المعلمين في جمعية متلازمة الداون ممتع، «فهم يحترموننا ويعاملوننا بلطف». وشدد على ضرورة تطوير تعليم الداون وتغيير النظرة نحوهم. وقال: «نحن متميزون ومتفوقون وأذكياء ونرفض نظرة الشفقة من قبل البعض». عمل تطوعي من جهته، بين محمد الحجي أنه يحب الأعمال التطوعية كثيرا، فهو يبلغ من العمر 27 عاما وانضم إلى الفريق التطوعي في جمعية «الداون» مع زملائه، كما أنه يمارس الرياضة والرسم. وأوضح أنه عضو فعال في الجمعية، وأنه لا يواجه أي مشاكل فيها. وقال الحجي: «إنني أدرس حاليا في مدرسة دسمان الخاصة التي استطعت إثبات تميّزي فيها، إلى جانب اشتراكي في جمعية متلازمة الداون التي تعد مدرسة ثانية لي». مهارات والتقط أطراف الحديث ديفيد حبيب (18 عاما)، مشيرا إلى أنه يستفيد من الاشتراك في الجمعية بشكل كبير وواضح، حيث تعلم استخدام مهارات الحاسوب، الذي أصبح إحدى هواياته الجديدة، بالإضافة إلى لعب الألعاب التي توجد في الكمبيوتر. وأضاف «استفدت جدا من المركز، حيث إنني معروف فيه، وبدأت أتكلم العربية منذ اشتراكي فيه». وطالب بدعم أبناء الداون وتطوير تعليمهم ودعم الموهوبين منهم. البالول: تبرعات أهل الخير تدعم أنشطة الداون وجهات الدولة «عاجزة»! قالت نائبة رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون حصة البالول إن مركز رعاية أبناء الداون كان فكرة لرئيسته د. صديقة العوضي التي نوّرت الأمهات اللاتي لهن أطفال من فئة الداون عن كيفية الاعتناء بهم. وتابعت «إن الحكومة أعطتنا هذه المدرسة بإيجار سنوي، قدره 240 دينارا، لكن من دون دعم حكومي، حيث إننا في المركز نحرص على تقديم الأنشطة لتدريب الأطفال في نواد أكاديمية لتنمية مهاراتهم». وأضافت: لقد أُشهرت الجمعية في عام 2006، وكان تمويلها عن طريق تبرعات أهل الخير، وحرصنا على وضع منهج تربوي للأطفال يتناسب مع مناهج المدارس الحكومية، لتدريب أطفال فئة الداون على النطق والتخاطب. وألمحت البالول الى أن الأمانة العامة للأوقاف تكفلت بدفع أجور المدرسين منذ 2012، وطالبت الحكومة بتوفير أندية رياضية لأبنائنا من فئة الداون، ما بعد عمر ال 21، مشيرة إلى فتح ورش تأهيلية داخل الجمعية لعدم وجود أندية خارجية خاصة لهم. وتابعت «أصبح المبنى الحالي قديما، فلولا تبرعات أصحاب الخير لما استطعنا توفير وإقامة الأنشطة والمناهج لأبنائنا في هذا المركز، بينما الجهات الحكومية عاجزة، فقد تبرع فهد المعجل لنا بأموال لبناء المبنى، كما ساهمت شركة البترول الكويتية ونفط الخليج بتمويلنا ماديا لبناء مبنانا الجديد»، في حين تبرعت الجمعية الخيرية للتضامن الاجتماعي بالأرض لبناء مبنى أوسع لأبناء فئة الداون. «كوكتيل مواهب»! عبدالعزيز الزعبي (11 عاما) وهو من أبناء الداون، أشار إلى أنه متعدد المواهب، ويحب الرسم والرقص، وعادة ما يأتي الى الجمعية عند وجود أي فعالية أو أنشطة، فتكون زياراته ترفيهية، وهو يدرس حاليا في مدرسة سعد بن عبادة، وفي الوقت ذاته يبحث عن مدرسة خاصة ليدرس فيها، حيث لا توجد مدارس تستقبل حالات «الداون» (على حد قوله). غصة أبناء الداون أذكياء وموهوبون وقادرون على التفوق والإنجاز والعطاء، لكنهم يشتكون من إهمال الجهات الحكومية المختصة لهم، وعدم احتضان مواهبهم ومساندتهم على طريق الحلم والطموح. أبناء الداون وجّهوا رسالة عبر القبس بضرورة تغيير النظرة القاصرة نحوهم، فهم شعلة تميز وعطاء، على حد قولهم. على خشبة المسرح أضاءوا شمعة إبداعاتهم مكفوفون يفتحون بصيرة الحياة على همومهم وإبداعاتهم من على خشبة مسرح الجمعية الكويتية للمكفوفين، تحاول مجموعة من ضعاف البصر والمكفوفين لفت الانتباه إلى محنتهم وهمومهم وأحلامهم، بالإضافة إلى إبراز طاقاتهم وإبداعاتهم، كاسرين حاجز اليأس، ومتحدين إعاقاتهم عبر طرحهم لعرض مسرحي يحمل اسم «الإعاقة إبداع وطاقة»، ضمن برنامج تكريم الأمهات الكفيفات، الذي ينظم للسنة الرابعة على التوالي استذكاراً لدور الأم وتشجيعا وتكريما لها. وقال رئيس جمعية المكفوفين الكويتية، فايز العازمي، ان هذا العرض المسرحي يحمل رسالة مهمة، فحواها ان ذوي الإعاقة بشكل عام، وشريحة المكفوفين على نحو خاص، يمتلكون العديد من الإبداعات والطاقات والتميز والتحدي. وأشار العازمي إلى أن هذا العرض يهدف إلى إبراز دور ذوي الإعاقة ثقافياً، من خلال مشاركتهم في الأنشطة والفعاليات، فضلا عن نشر الوعي للمجتمع بأن شريحة المكفوفين تتمتع بطاقات وإبداعات، ولكنها للأسف فئة منسية لم يسلط الضوء عليها. وعلى هامش العرض المسرحي، التقت القبس المؤلفة حوراء العنزي، من ذوي الإعاقة البصرية، التي قالت انها استوحت فكرتها من خلال واقع ذوي الإعاقة البصرية، فضلا عن نظرة بعض أفراد المجتمع الكويتي الدونية تجاه هذه الشريحة، واعتقادها بانها عاجزة وغير قادرة على الابداع. وأشارت العنزي الى أن المشاركين في العرض المسرحي يمثلون براعم الجمعية من صغار السن من المكفوفين، ممن هم دون 18 عاما، لافتة الى ان احداث المسرحية تدور حول تعرض فتاة ووالدتها لحادث ينتج عنه فقدان الابنة لبصرها، ومن ثم تتبرأ الام منها نظرا لإعاقتها.